لطالما كان العقم وعدم الإنجاب يتجلى دائماً بالألم والمشاكل الصعبة في الحياة؛ هي مشكلة يتجنبها جميع الأزواج ولا يرغبون في عيش تلك القصة المؤلمة في حياتهم، و هناك 10 حتى 15 بالمائة من الأزواج يواجهون هذه المشكلة. في أيامنا هذه، يعد التلقيح الصناعي و طرق الخصوبة الحديثة من أكثر الطرق شيوعاً لعلاج العقم، و بالتالي هناك العشرات من مراكز علاج العقم في الكثير من المدن، حيث تقوم بعلاج عقم الزوجين ومحاولة إخصابهم باستخدام طرق بديلة مثل التبرع بالحيوانات المنوية، والتبرّع بالبويضات والرحم البديل.
الحکم الشرعي لصور تلقيح السائل المنوي والبويضة خارج الرحم و نقلها إلى الرحم الاصطناعي يتم الجمع بين الحيوانات المنوية للذكر والبويضات الأنثوية وتطعيمها خارج الرحم، ثم يتم نقل النطفة المنعقدة إلى الرحم الاصطناعي لمتابعة مراحل تطور الجنين في المختبر، ليقضي الجنين فترة الحمل والنمو في الرحم الاصطناعي، و يولد الجنين في نفس ذلك المكان.
يتوقع العلماء أن يتمكنوا في المستقبل القريب من توفير رحم صناعي بجميع خصائص وميزات الرحم الطبيعي للمرأة من أجل نمو الجنين البشري، بحيث تتمكن النساء اللواتي ليس لديهن قدرة المحافظة على الحمل، أو لا يرغبن في تأجير الرحم و الرحم البديل، أن يلدن جنينهن في الرحم الاصطناعي في المختبر.
(الرحم الاصطناعي (artificial womb) يتصل بأجهزة متكاملة لتحقيق مناخ مناسب ومشابه للرحم الطبيعي، فهو عبارة عن كيس من بلاستيك معين مملوء بالماء شبه رحم ليتشابه مع رحم الأم، وهذا الماء هو ما يغذي الجنين، كما يساعد قلب الجنين في ضخ الدم إليه كما يفعل الحبل السري للأم، وذلك من خلال آلة لتبادل الغازات وهي تقوم بعمل المشيمة،
ويراعي في عمل الرحم الإصطناعي عدم استخدام أي مضخات مع القلب لأنها تشكل ضغط إضافي يمكنه تهديد وقف عمل قلب الطفل. ) تطور الجنين في الرحم الاصطناعي له صور و أشكال مختلفة حيث سنشير إلى الحكم التكليفي لبعض منها:
تلقيح السائل المنوي للزوج و مبيض المرأة جارج الرحم و النقل إلى الرحم الاصثطناعي جائز. تلقيح السائل المنوي للزوج و بويضات المرأة الأجنبية خارج الرحم و نقلها إلى الرحم الاصطناعي جائز.
تلقیح السائل المنوی و البویضات من الحیوانات بالنبات و نقلها إلى الرجم الاصطناعي، جائز. تطعيم أحد جانبي الحيوانات المنوية والبويضات البشرية والجانب الآخر مني وبويضات الحيوانات أو النبات و نقلها إلى الرحم الاصطناعي جائز.
آراء الفقهاء و مراجع التقليد حول التلقيح خارج الرحم والنمو و الولادة في الرحم الاصطناعي.
آية الله السيد أبوالقاسم الخوئي”رحمه الله”: أخذ نطفة الرجل ونموها في الرحم الاصطناعي بهدف ولادة الولد جائز.
آية الله فاضل اللنکراني”رحمه الله”: إذا تم تلقيح مني الرجل و مبيض الزوجة مع بعضهما خارج الرحم وتمت تنشئتهما حتى النهاية في جهاز اصطناعي، فهذا العمل جائز، لكن يجب تجنب مقدمات الحرام.
آية الله وحيد الخراساني “حفظه الله”: أخذ مني الرجل و وضعه في الرحم الاصطناعي وتنشئته بهدف إنتاج الولد جائز؛ إلا إذا كان متوقفاً على القيام بالحرام فيكون ارتكاب ذلك العمل حرام.
آية الله مكارم الشيرازي”حفظه الله”: تلقيح المني و ويضة الزوج و الزوجة و نمو الجنين في بيئة مخبرية، لا إشكال فيه بشرط أن لا يستلزم مقدمات الحرام.
آية الله تبريزي”رحمه الله”: إذا بقيت النطفة حتى زمن الولادة في الرحم الاصطناعي ولم تستلزم أمراً حراماً فلا مشكلة في ذلك.
المصدر: كتاب ” تلقیح مصنوعی در آینه فقه”(التلقيح الصناعي في مرآة الفقه) بقلم السيد محسن مرتضوي – نشر بوستان كتاب والذي صدر حديثاً.