كانت سيدات البيوت العربية في معظمهن يقمن بكل أعمال المنزل وحدهن، لم تكن العمالة المنزلية رائجة مثل الآن،
وكان عدد السيدات العاملات قليلا بالمقارنة باليوم. والكثير من الزوجات يعملن ويعلمن بناتهن -وأحيانا أولادهن- وحتى الجارات كي يساعدن بعضهن بعضا خاصة في "التعزيل" أي تنظيف كافة أشياء البيت بين الفصول وقبيل الأعياد.
فيما يلي نصائح من سيدات عملن وتشققت أيديهن وتعبن للحفاظ على نظافة بيوتهن وأثاثه وتحفه، حين لم تكن مساحيق التنظيف منتشرة ومتنوعة بكثافة، ولكل تفصيل صغير مسحوق أو منتج خاص به، فكانت السيدات يطبقن ما ورثنه أو ما خبرنه عبر التجربة من أمهاتهن، . أوراق الغار السحرية تستخدم للحفاظ على السجاد والثياب
طقوس تنظيف السجاد تقول السيدة هيام جبلي إن السجاد مع انتهاء فصل الشتاء كان يوضع على حواف البيت (حافة البرندة أو حوش البيت أو سطح المنزل) ويضرب بعصا خاصة للسجاد أو مكنسة للتخلص من الغبار، وذلك قبل وجود المكنسة الكهربائية.
ومن ثم يغسل بمسحوق الغسيل وفرشاة ويشطف بالماء، ويوضع تحت أشعة الشمس ليجف تمامًا، ويلف بعد وضع حبوب النفتالين (وهي حبوب بيضاء من مركب كيميائي سام يذوب مع مرور الوقت) لإبعاد الحشرات، وتضيف أن جارتها كانت تضع أوراق التبغ فيه لمنع الرطوبة.
في حين توصي السيدة سكينة ماجد بغسله بالماء والغاز للحفاظ على لونه من ناحية، ووضع أوراق الغار أو أغصان شجرة الزنزلخت البري بحبوبه التوتية للحفاظ عليه.
أما السيدة جورجيت بطرس فتخبر أن أمها كانت تضع زهور وأوراق الخزامى المعروفة باللافندر قبل لف السجاد، وكانت تمسحه بفوطة مبللة بالغاز من دون ماء، مبررة ذلك بأن السجاد الفاكهاني (من منطقة الفاكهة في البقاع الشمالي) وهو سجاد يدوي مصنوع من الصوف حصرا، لذا يجب ألا يمسح بالماء.
كما يعتبر بعض سكان المنطقة أنه يجب ألا يغسل ولا يمسح بالغاز، إنما فقط يزال عنه الغبار، وهو مثل السجاد العجمي تزداد قيمته بعمره واستعماله.
المشغولات النحاسية تنظف بمزيج من عصير الليمون والرماد ليعود إليها بريقها
تلميع الفضيات والنحاسيات وبخصوص تنظيف أدوات المطبخ الفضية، من الشوك والسكاكين والملاعق، إضافة للتحف الفضية، تقول جورجيت إن الرماد هو الأساس في تنظيفها وإزالة البقع عنها، ويخلط ببضع نقاط من الماء، وتفرك الفضيات وتترك لساعة ثم تغسل بالماء وتجفف بفوطة قطنية.
أما النحاسيات فيضاف عصير الليمون إلى الرماد لتنظيفها ليعود لونها مشعا.
أما هيام فتكتفي بالليمون وقشره لفرك النحاس، وتقول إنها تتركه منقوعا لساعات ويغسل بالماء، ثم يجفف كليا بمجفف الشعر بعد تجفيفه بالفوطة كي لا يظل هنام أثر لليمون والماء خاصة في ثنايا المشغولات النحاسية المحفورة. وتخبر سكينة أنها كانت توصي زوجها أن يجلب لها الرمل من الشاطئ لتمزجه بالرماد مع القليل من الماء، وتتركه يوما كاملا على أواني النحاس، ثم تغسله بالماء وتجففه.
في حين تخبر السيدة جان جبيلي أنها تنظف الفضيات والنحاسيات ببيكربونات الصوديوم والخل وخرقة ناعمة، ثم تغسل بعد 5 دقائق، وتشير إلى ضرورة لبس قفازات لحماية اليدين أثناء التنظيف.
وضع أكياس الخزامى في خزانة الثياب والأحذية والسجاد والوسائد يحافظ عليها
أسرة النوم وتوابعها درجت أن تكون الفرشات على الأسرة والمخدات واللحاف من الصوف والقطن الذي يستوجب أن ينظف أو يجند كل عام أو عامين في فترة الصيف.
والتنجيد يعني تفريغها ونفضها، ويتم ذلك بضرب القطن بعصا رفيعة من الخيزران، وغسل الصوف بالماء، بحسب هيام التي تعتبر أنه من الأفضل عدم إدخال أي مساحيق تنظيف، بل الإكثار من الماء وتجفيفه. وتقول جان إنها تدخل أزهار الخزامى (اللافندر) في حشوة الفراش واللحف وخاصة المخدات لأنها تبعد الحشرات من ناحية، ورائحتها تهدئ الأعصاب وتساعد على النوم من ناحية أخرى.
وضع الخل والزيت على فوطة جافة لتلميع الخشب يعطي نتيجة مثالية تنظيف الأثاث والكتب ينظف الأثاث من الكنبات والكراسي بحسب نوع الأقمشة، ولكن غالبا ما تذوب الأوساخ برش الصابون البلدي (الصابون المبشور) أو صابون الغار بالماء الدافئ ويفرك بخرقة طرية، أما إذا كانت من المخمل فالأفضل استخدام فرشاة باتجاه الوبر كما تنصح جان.
في حين تقول سكينة إنها تستخدم مسحوق الغسيل مع الماء، وفي حال وجود البقع تضيف القليل من مسحوق الجلي، وتضيف "اليوم لكل شيء مسحوق خاص، سائل للسجاد، ورذاذ لتلميع الخشب، ورذاذ للأثاث، وحتى نوع الفوط يختلف بحسب القطعة التي ننظفها".
الماء ومسحوق الغسيل وخرقة ناعمة لتنظيف الأثاث
أما للخشب فتُجمع السيدات على أن تلميعه ممكن بوضع القليل من الخل والزيت على خرقة جافة ومسحه بسرعة من دون استخدام الماء.
وتضع هيام أكياس الشاي وراء الكتب في مكتبتها الكبيرة لامتصاص الرطوبة، كما تضيف بعض أغصان الخزامى وإكليل الجبل لإبعاد العث، وتقول إنه يجب دائما مسح الكتب بفوطة جافة تماما.
وضع قطع الصابون بين الثياب المرتبة يمنحها رائحة عطرة هكذا نحمي الثياب كانت الثياب ترتب في حقائب من الصيف إلى الشتاء وبالعكس، تقول جان إنها كانت تضع أكياس الصابون العطري بين الثياب كي لا تفسد الرائحة كونها كانت تضعها في "العلية" الرطبة (مستودع أو غرفة تخزين)، وتخبر أن أمها كانت تضع حبوب النفتالين لإبعاد الحشرات، لكنها شخصيا لا تتحمل رائحتها فتستبدلها بورق الغار.
وتوصي سكينة بالابتعاد عن الصابون لأنه قد يسبب بقعا على الثياب إذا لم تكن من نوعية ممتازة، كما توصي بوضع الكثير من حبوب الزنزلخت لإبعاد الحشرات واللافندر لإبعاد العث، ويمكن وضع أوراق نبتة العطر أو الحبق الجاف لإضفاء رائحة زكية للثياب. أما هيام فتضع أعواد البخور في الثياب المرتبة في أكياس من القماش، فتعطي رائحة عطرة للثياب ولا تحتك بها مباشرة ومن دون أن تترك أثرا أو لوناً عليها.
المصدر : هلا الخطيب-بيروت--الجزيرة