نموذج آخر هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي المعيط ، كانت من ضمن المهاجرات وقال المؤرخون بشأنها ( أسلمت وهاجرت وبايعت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) .(1)
هاجرت في السنة الهجرية السابعة ، ويقال إنها أول مهاجرة هاجرت مشياً على الأقدام من مكة إلى المدينة وكان زوجها زيد بن حارثة الذي استشهد في معركة مؤتة . عندما هاجرت من مكة جاء عدد من الكفار لإعادتها مرة ثانية فنزلت هذه الآياته : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ )(2) . حتى وان كانوا من ذويهن ، لأنه : ( لا هنّ حلّ لهم ولا هم يحلّون لهن ) (3) .
يتضح من هذه النماذج ، أن الشيء الذي يتعلق بالروح الإنسانية تتساوى فيه المرأة والرجل ، وقد ابلغ الإسلام دعواته لكلا الصنفين بالاستعانة بهذه القاعدة العقلية والقلبية العامة ،
وإذا رأينا ان النساء النموذجيات ليست لهن تلك الشهرة ، فهو لأنه لم يجر إعلام في النبوغ الفكري للمرأة ، وإلا فالأمثلة التي ذكرت تدل على أن النساء الشبيهات بأيي ذر لم تكن قليلات ، كانت النساء اللواتي بذلن جهداً أيام الدولة الأموية ،
وفي حرب صفين والجمل وغيرها لصالح ولاية علي عليه السلام وضد الظلم الأموي ، والنساء المحاربات للظلم اللواتي دخلن إلى بلاط الأمويين وقمن باداتة الحكومة الأموية الظالمة بإلقاء الخطب الحماسية ، كثيرات .
(1) الدر المنثور ، ص 62 .
(2) سورة الممتحنة ، الآية : 10 .
(3) المصدر السابق .
جمال المرأة وجلالها ـ 305 ـ