تمُر الذكرى الثانِيه والأربعون لإنتصار الثورة المباركه الّتي هَزّت العالَم وقلبَت الموازين ،وأعادَت التوازن المفقود إلى منطقتِنا ، وجعلت من القُدس وفلسطين العنوانَ الثابت ،والمحورَ الدائم ، الذي تجتمع حوله الحركات والأحزاب الوطنيّة الشريفه ، والهدف الّذي تلتَف حوله كافّة الشعوب العربيّة والإسلاميّه .
وجَعلَت مِن إيران ، مركز الثقل النَوعي في هذا العالَم ، تحمِل راية العدل وتنصرالمظلوم ،
وتُغِيث كل مستضعفٍ مُطالبٍ بحقّه ولا يهُمّ من أي مِلّة كان أو مذهب ، لقَد أعاد الإمام الخميني قُدّس سِرّه في ثورتِه المباركه الدور الفاعل والطبيعِي لِلمرأه الإيرانيّة الإسلامِيّه سواء في البيت ، أو في المُجتمع ، سواء في التربية والثقافة أو في التعليم والسياسه ، كيف لا ، وقد جعل من السيّدة الزهراء نموذجاً لها ، ومن العقيلة زينب رمزاً وقدوه ،
نَحتذي بهِن ،ونَنهَل مِن معينِهِن ويكفي أن ننظر الى المدارس والجامعات ، إلى الإدارات والوزارات ، إلى النِتاج العِلمي والفِكري ، لِنلحظ الدور الكبير والفاعِل للمرأة الإيرانِيّه هي المُجاهِده والكاتِبه ، والوزيرة والنائبه ، هي عميدة الجامعه ونائبة الرئيس ، هي موجودة حيثُ يجِب أن تكون ، وكان لنا في لبنان النصيب الأكبر مِن التفاعل مع الثورة الإيرانيّه والإلتفاف حول مُلهِمِها وقائدها تجسيداً لِما قاله الشهيد محمد باقر الصدر " ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام ".
إنطلقت المقاومه لتحرير الأراضي اللبنانية من رجس الإحتلال الصهيوني وأتَت أكُلَها بالنصر والتحرير في الألفين ، وحفظ الوطن وحمايته ، وهزيمة العدو في الألفين وسِتّه ، ثُم هزيمة التكفيريين ودحرِهِم ، كل هذا بفضل المجاهدين والشهداء والقيادة الحكيمة الواعيه ، هذه القيادة الّتي سقط مِنها نُخبة مِن الشُهداء فكانوا القُدوة في حياتهِم والقُدوة في استشهادِهم من الشيخ راغِب إلى السيّد عبّاس إلى القائد العِماد ، إلى بَدر الدّين وغَيرِهِم وغيرِهم مِمّن رووا هذه الأرض بِدِمائِهِم ، ورحلوا مُطمئنّين بأنّ المقاومة أصبحت أكثر قوّةً وأصلَب عوداً وأنّها لن تستكين إلا بعد النصر والتحرير الكامِل ، ولَم يكُن هذا لِيتِم لَولا الجمهوريّة الإسلاميّة الّتي قدّمت كُل ما لديها للمقاومة بلا مِنّةٍ أو غايه .
نَعم أُنجِز التحرير إلّا القليل القادِم ، وتحقّقت معادلة الردع ، وحُفِظت ثروة لبنان من السرِقة والنهب ، والأهم من كل هذا أنّه تمّ بِناء المجتمع المقاوِم بكُلّ أُسُسِه ومندرجاتِه ، بِكُلّ طاقاتِه واحتياجاتِه وكان للمرأة هنا دور أساسي في كلّ المراحل ، منذ الطلقة الأولى بإتّجاه العدو الغاصِب حتى التحرير والنصر ، فبرزت الأم والأخت والزوجه والإبنه ، والنماذج كثيرة دُوّنت في أبحاث وكُتب كثيره ، ثم أخذت المرأة دورها ومكانها في كل مرافق المُجتمع المقاوم والبيئة المقاومه سواء في المؤسسات العلميّه والجامعات والمشافي والإعلام ، في الأدب المقاوم والشعر المقاوم ، في الجمعيّات الرِعائيّة والإجتماعيّة والخيريّه الفاعِله والناشِطه ، هذه البيئة النموذجيّه الّتي تتعرّض اليوم لحملات تشويه نَجِسه ، مِن أبواقٍ وقنواتٍ وصُحُفٍ مأجوره ، تُهلّل لِلتطبيع مع العدو ، بَل وتتحامَل على الشرفاءِ أفرادٍ وأحزابٍ ودُوَلٍ وعلى رأسِهم الجمهوريّة الإسلامّيّه ، إنّهُم لا يعلمون بأن القِطار يسير ، ولن يؤثّر به نَعيقٌ مِن هنا ، أو عِواءٌ من هناك ، فالنَصرُ آتٍ آتٍ بإذنِ الله " ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكِرين ".
أُبارِك لَكُنّ من جديد هذه الذكرى العزيزه ، وأدعو المرأة في لبنان والعالَم الإسلامِي الى مزيدٍ من المثابرة والعطاء ، إلى مزيدٍ من الوِحدة والتلاحُم ، فمن تساوى يَوماه فهو مغبون ، هذا ما علّمَنا إيّاه أمير المؤمنين عليه السلام أدعو لَكُنّ بالتوفيق الدائم ، ولِقائد هذه الأُمّه بالسداد والعافية والحفظ والصَون ، إنّهُ سميعٌ مُجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفاف الحكيم بتاريخ 18-2-2021