تعتبر آلام أسفل الظهر من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً بين الناس، ويأتي في المرتبة الثانية بعد نزلات البرد، كسبب للتردد على الأطباء. ولقد وجد في آخر الإحصائيات أن أكثر من 80 % من سكان المعمورة عانوا أو يعانون أو سوف يعانون من نوبة حادة من آلام أسفل الظهر في فترة ما من حياتهم.
وهناك أكثر من ثمانية ملايين فرد يصابون بآلام أسفل الظهر سنوياً … منهم 4 % يكون السبب عبارة عن انزلاق نواة القرص الغضروفي ويحتاج 10% من هذه ال4 % إلى تدخل جراحي بينما ال90 % الباقية يتحسن بالعلاج والراحة بعد فترة تتراوح من أسبوع إلى ثمانية أسابيع
. ومن الناحية الاقتصادية تشكل آلام أسفل الظهر عبئاً كبيراً على المريض وأسرته بل وعلى المجتمع ككل حيث ينقطع المريض عن عملة مما يؤدي إلى قلة الإنتاج وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى مشاكل نفسية بسبب كثرة تعاطي الأدوية والتردد على الطبيب بصفة دورية ومستمرة. وتتكون منطقة الظهر من (33) فقرة على النحو التالي : (7) عنقية ، (12) صدرية ، (5) قطنية ، (5) عجزية ملتحمين ( جزء واحد) ، (4) عصعصية ملتحمين ( جزء واحد) و تحتوي على 139 مفصل و عدد من الأربطة التي تربط الفقرات ببعضها .
أسباب آلام أسفل الظهر:
تزيد عن مائة سبب أهمها باختصار شديد:
1- أسباب ميكانيكية: وتمثل أكثر من 90 % من أسباب آلام أسفل الظهر والمقصود بها استعمال الظهر بطريقة خاطئة وغير صحيحة في الأنشطة اليومية مما يعرض منطقة أسفل الظهر لإجهاد شديد ينتج عنه تقلص مزمن أو حاد بالعضلات المحيطة بالعمود الفقري أو انزلاق نواة القرص الغضروفي مما يؤدي إلى اختناق بأحد الجذور العصبية المغذية للطرف السفلي و يظهر ذلك في صورة ألم شديد جداً لا يطاق مع تنميل وخذلان بأحد الطرفين السفليين أو هما معاً.
و كما قلنا سابقاً إن نسبه الانزلاق الغضروفي لا تتعدى 5 % من أسباب آلام أسفل الظهر وأن أقل من 10 % فقط يحتاج لتدخل جراحي وأن أكثر من 90 % منهم يمكن علاجه بالعلاج التخصصي والراحة وبدون تدخل جراحي ويدخل تحت الأسباب الميكانيكية أيضا ضيق القناة النخاعية أو قناة الجذور العصبية و أيضا خشونة المفاصل الزلالية بين كل فقرتين أو خشونة القرص الغضروفي عند تقدم السن مما يؤدي إلى عدم قدرة القرص الغضروفي على تحمل الإجهاد الذي يقع على منطقة أسفل الظهر.
2- أسباب روماتزمية: مثل مرض تيبس العمود الفقري الذي يصيب شباب الذكور أكثر من الإناث في سن تتراوح من 25-40 سنة و ينتج عن آلام مزمنة ( أكثر من 3 شهور) بأسفل الظهر تزيد جداً في الصباح عند الاستيقاظ من النوم يصحبها تيبس في الحركة و تتحسن هذه الأعراض مع الحركة أو ممارسة أي تمرين علاجي و تكون مصحوبة بأعراض وعلامات أخرى كثيرة يعرفها فقط طبيب الروماتزم المتخصص أيضا من ضمن الأسباب الروماتيزمية مرض الالتهاب المفصلي الصدفي ومرض الروماتويد. أيضا هناك أسباب كثيرة مثل التهاب المفاصل المعوي (مصاحب بأمراض معوية) والالتهاب الليفي العضلي الذي يكون مصاحب بقلة في النوم أو عدم الراحة في النوم وبعبارة أدق عدم الإشباع من النوم ( فالمريض إما انه يقلق كثيراً أو ينام كثيراً و يستيقظ كأنه لم ينم شيئاً)
3- أسباب أيضية أو لها علاقة بالغدد الصماء: أهمها على الإطلاق مرض هشاشة العظام و مرض لين العظام وأمراض الغدة الدرقية والجار الدرقية ومرض سواد البول أو (الكابتنيوريا) وبعض الأمراض الوراثية.
4- الضغط النفسي: مثل الاكتئاب و الروماتيزم النفسي الذي يؤدي إلى إجهاد عضلات الظهر وتقلصات شديدة تؤدي إلى حدوث الألم الذي لا يستجيب للعلاج التقليدي الذي يستعمل في علاج آلام أسفل الظهر.
5- أسباب بكتيرية: مثل خراج العظام أو الالتهاب السحائي أو الالتهاب البكتيري للقرص الغضروفي أو الالتهاب البكتيري للفصل الحقوى.
6- بعض أمراض الجهاز البولي التناسلي: مثل المغص الكلوي والحالب والمثانة البولية و تقلصات الرحم والتهاب المبايض والبروستاتا .
7- بعض أمراض الجهاز الهضمي: مثل قرحة الإثنى عشر والتهاب الحوصلة المرارية والبنكرياس والقولون العصبي.
8- بعض الأورام الحميدة و الخبيثة و بعض أمراض الدم و قصور الدورة الدموية.
كيفية تجنب حدوث آلام أسفل الظهر :
إتباع القواعد الصحيحة لاستعمال الظهر في الأنشطة اليومية. فمثلاً عند:
1- الراحة والنوم: تجنب النوم على سطح إسفنجي أو سطح ناشف جداً مثل الأرض. تجنب أيضاُ التعرض لتيار هواء مباشر أثناء النوم.
2- الحركة من وإلى الفراش: استعمل الأسلوب الصحيح لذلك.
3- الجلوس على المكتب أو أثناء قيادة السيارة يكون الظهر مستنداً تماماً مع الاحتفاظ بزاوية الجلوس 90 درجة (فلا تنحني إلى الأمام ولا تنطرح للخلف) .
4- الوقوف: قف مستقيماً والصدر لأعلى والبطن للداخل.
5- استعمال الطريقة السليمة لحمل الأشياء: ثني الركبتين وفي استقامة الظهر.
6- المحافظة على الوزن المثالي للجسم حيث أن كل واحد كيلو زيادة يقابله ( 10) كيلو إجهاد في منطقة أسفل الظهر.
7- بدء النشاط اليومي بمزاولة بعض التمرينات البسيطة التي تساعد في مرونة العضلات حتى تعمل بكفاءة تامة مما يقلل من حدوث تقلصات وبالتالي حدوث آلام.
8- يجب القيام بعمل برنامج تدريبي يومي لمدة 15-30 دقيقة على الأقل 3 مرات أسبوعيا وذلك للمحافظة على المفاصل والعضلات التي تدعم الظهر وتبقيه في وضع متوازن أو المشي لمدة ½ ساعة يومياً.
9- التوقف فوراً عن ممارسة أي تمرين يسبب لك أي ألم. قم باستشارة طبيبك المعالج في الأحوال التالية، إذا:
1- لم يتحسن الألم في خلال 72 ساعة على الرغم من الراحة و تناول العلاج.
2- حدث ألم أسفل الظهر نتيجة لسقوط مفاجئ أو حادث.
3- استمر الألم مع تغير الإحساس بالطرف السفلي.
التشخيص: تستعمل الطرق التالية لتشخيص الألم:
1- الأشعة العادية: وهي تكفي لتشخيص أكثر من 90 % من الحالات ولا داعي لاستعمال أي نوع آخر مكلف دون عمل هذه الأشعة العادية.
2- الأشعة المقطعية: وذلك إذا لم نتمكن من التشخيص باستعمال الأشعة العادية (مع العلم بأن هناك نسبة خطأ تتعدى 30 %).
3- الرنين المغناطيسي: وهو أفضل الأنواع على الإطلاق ولكنه مكلف جداً (مع وجود نسبة خطأ تتراوح من 10-20 %).
4- المسح الذري: إذا كان الألم لا يتحسن مع العلاج مع وجود أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة ونقص مستمر في وزن المريض.
5- بعض التحاليل المعملي: مثل سرعة الترسيب وبعض الإنزيمات مثل إنزيم البروستاتا وإنزيمات العظام .
العلاج: 1- الراحة التامة بالسرير لمدة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين في و ضع استرخاء. (وذلك إن لم يكن هناك اضطرابات في التحكم في البول والبراز) مع استعمال كمادات ساخنة وتدليك خفيف.
2- العلاج الدوائي ويتمثل في المسكنات ومضادات الالتهاب وأحيانا بعض المهدئات.
3- العلاج الطبيعي ويتمثل في التمرينات العلاجية بالإضافة للعلاج الحراري (موجات قصيرة أو أشعة تحت الحمراء أو موجات فوق صوتية) أو العلاج الكهربي ويتمثل في التيارات المتداخلة أو تيارات أخرى يراها الطبيب المعالج أو العلاج المائي.
4- الحقن الموضعي للجذر العصبي أو المفصل الزلالي المصاب. وهذه الطريقة لها مفعول قوي جداً وفعال في علاج كثير من الحالات، خاصة إذا تم إعطاؤه عن طريق الطبيب المختص بجرعة تتراوح من 3-5 حقن في السنة بواقع حقنة موضعية أسبوعيا ولا يوجد أي مضاعفات لهذه الطريقة لأن الجرعة التي تحقن من الكورتيزون أسبوعياً لا تزيد عن الجرعة الفسيولوجية.
5- التدخل الجراحي: وذلك إذا لم تجدي الخطوات السابقة لمدة 6 شهور على الأقل.
المصدر:الموسوعة الطبيّة...