هناك قنوات ومجاري عديدة لتغذية الإنسان –مادياً وروحياً- وهي الفم والعين والأذن والأنف والمس... ولكل واحد من هذه المجاري والقنوات أثره الخاص في تربية الإنسان روحياً ومعنويااً.
فالفم عبر الأكل والشرب، والعين بواسطة النظر، فتبصر أحيانا مناظر جميلة تلطف روح الإنسان وتسمو بها عالياً، وأحياناً أخرى تبصر مناظر بشعة وكريهة تكدر صفو الباطن وتعكر مزاج الروح.(...)
وفي حديث للإمام الصادق(ع) لأحد أتباعه صنف فيه أصحابه إلى من يأكل الطعام ما لم يتيقن أنّه حرام، ومن لا يأكل الطعام إلا إذا أيقن أنه حلال. ولو ألغينا خصوصية الأكل، وعممنا مراد الإمام(ع) على سائر المجاري والقنوات التي يتم عبرها تلقين الإنسان أشياء من الخارج، يتحصل لدينا ما يلي:
أنه يجب عليك أن تقدم إلى العمل الذي تحرز رضا الله تعالى به وإلا فالأولى ترك ذلك العمل لتكون من أولياء الله المقربين. وإذا لم يكن ذلك متيسرا لك فعلى الأقل حاول أن تصبح من الطبقة الثانية التي تتجنب كل عمل يحرز عدم رضا الله تعالى به، لتكون من الأبرار.
وبهذه المقدمة سوف نجد أن تربية الولد تبدأ من قبل ولادته، وعلى حد تعبير أحد الحكماء أن تربية الولد تبدأ منذ عشرين سنة قبل ساعة ولادته(أي منذ ولادة الأبوين). وإذا أردت أن تربي ابنك تربية صحيحة فاللازم أولا البدء بنفسك، وذلك لكي تنعقد نطفة ابنك من أبوين صالحين... وفي الختام أرى من المفيد الإشارة إلى النقطة أدناه:
لو اضطررت في ظرف معين لتناول طعام فيه شبهة، فعليك القيام بالخطوات التالية:
أولا: أن تكون حين الأكل على طهارة، وذلك أنّ الطهارة من شأنها تخفيف آثار الشبهات إلى حد كبير.
ثانيا:أن يكون تناولك للطعام مصحوبا بذكر الله.
ثالثا:أن تبادر إلى التصدق بمقدار ذلك الطعام.
رابعا:الإستفادة من المسهلات كالخروع وغيره لكي لا يبقى من آثار الطعام المشبوه في باطن الإنسان إلا النزر القليل.
وأخيرا –إعلم يا عزيزي- أن رأس إبرة من طعام شبهة من شأنها أن تحرمك من الفيوضات الإلهية، ناهيك عن الطعام المحرم، والذي إن تناوله الإنسان، لن يستطيع بعد ذلك أن يسمع كلام الحق وإن كان صادرا عن مثل الإمام الحسين(ع) في يوم عاشوراء.
المصدر: محسن الكاظمي-كيف نربي طفلا نابغا-دار النبلاء-الطبعة الأولى2006-ص11-13