د.اميمة عليق أستاذة جامعية؛اختصاصية في علم النفس التربوي •
وظائف اللعب عندما يلعب أبناؤنا، يحصلون على الفوائد التالية: - التعرف علی المحیط الذي یعیشون فیه (الالوان، الاشكال، الاحجام، نوع الاشیاء وأهمیتها...). ـ النمو وتقویة العضلات؛ يساهم اللعب في ضمان نمو سليم للطفل من الناحیة الجسدیة والعضلیة، فالمهارات الحركية مثل الركض والمشي والقفز تقوي عضلات جسده الكبیرة اما الأنشطة الخاصة بتنمية المهارات الحركية الدقيقة، مثل اللعب بالمعجون واللعب بالتراب والوحل فتساعد على تنمية عضلاته الدقيقة.
ـ تنمية الذكاء اللغوي؛ يساهم اللعب في تنمية مهارة الاتصال اللغوي بين الأطفال إن من خلال الألعاب التربوية اللغوية او من خلال مشاركة الطفل في أنشطة جماعية تفتح امامه الباب للتواصل مع من هم في عمره فيتعرف على كلمات ومفردات جديدة ويطلع على قواعد اللغة وادواتها. ـ تقویة الحواس؛ خلال اللعب تتقوی حواس الأطفال وخاصة اللمس والنظر والسمع.
ـ الإبداع؛ یقدم اللعب للأطفال ارضیة واسعة لكي تظهر ابداعاتهم وسرعة بدیهتهم وقدرتهم علی حل المشاكل. فوائد اللعب
ـ يفسح اللعب المجال للطفل للتنفيس عن انفعالاته كما يمكّنه من السيطرة على خوفه وغضبه وقلقه؛ فعندما یقوم بدور بطل یرید أن یحارب الشریر هو في الحقیقة یتعلم كیف یفرغ غضبه ویسیطر علیه. وعندما یحارب الغول أو المخلوقات الفضائیة فهو في الحقیقة یحاول التغلب علی خوفه. وعندما یلعب دور الطبیب فهو یقاوم خوفه من المرض ومن الحقن ومن الطبیب نفسه.
ـ يساعد اللعب الطفل على استكشاف العالم من حوله وفهمه، فالتجارب والمشاكل التي يمكن للطفل مواجهتها اثناء اللعب تدفعه للسؤال عن الأسباب والحلول وبالتالي تتسع دائرة معرفته وخبرته. وعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يلعب بالبالون وانفجر البالون سيتساءل الطفل عن سبب انفجاره؟ وعن سبب صدور الصوت الذي صاحب انفجاره؟
ـ یلجأ علماء النفس إلی اللعب كوسیلة لإصلاح سلوكیات الطفل وحل مشكلاته الیومیة. كما ينصح الأهل باللجوء الى اللعب لتحفيز الأبناء على الإسراع في انجاز الواجبات المنزلية اليومية. وسنذكر عدداً من الأمثلة العملية: يمكنك تدريب الطفل على ترتيب غرفته من خلال الالعاب التالية:
-لعبة الوقت القیاسي: احملي الساعة بیدك و اطلبي منه جمع ألعابه خلال مدة معینة وعلیه في كل یوم أن يكسر هذا الرقم.
-لعبة السحر: قولي لطفلك أنك ستتركین الغرفة وستعودین بعد وقت قصیر لتري أن كان يستطيع ان يرتب الغرفة بلحظات مثل السحرة.
مفتش الألعاب: یمكنك أن تقومي بدور المفتش الذي سیأتي بعد دقائق للغرفة والبحث عن الألعاب التي لیست في مكانها.
- كما يلجأ الأطباء والاختصاصيون أحياناً الى اللعب لعلاج بعض الاضطرابات لدى الأطفال. علی سبیل المثال بالنسبة للاطفال كثیري الحركة تُعتبر لعبة "لا تزح عيناك" مفيدة في ضبط حركة الطفل ومساعدته على التركيز.
طريقة اللعب:
یجب أن تنظر الأم والابن في عیني بعضهما والرابح هو الذي یزیح عینیه بعد الآخر أي الذي يركز أكثر من الآخر. وكذلك بالنسبة للطفل قلیل التركیز فیمكنك أن تلعبي معه لعبة مقاومة التشتت: فتقولي له ارید أن أشتت انتباهك وعلیك أن تغلبني بأن تركز اكثر علی العمل أو اللعب الذي تقوم به. اهمیة لعب الأهل مع أولادهم یصعب اللعب احیانا علی الاهل، وقد يعدّونه أمرًا غير مهم، رغم أن اللعب مع أبنائنا یقرّبنا منهم كثیرا ویشعرهم أننا نشاركهم دنیاهم ونزید من ثقتهم بأنفسهم .
في زماننا هذا وفي ظل غیاب الأهل المستمر عن البیت یحاول الآباء والأمهات أن یعوضوا ابناءهم بكثرة الألعاب فلا یتوانون عن شراء الألعاب وخاصة الغالیة منها متناسین أن أیة ألعاب لا یمكنها أن تملأ وجود الأهل في حیاة ابنائهم، ولربما یكفي الولد أن یخصص الاب والام ساعة مفیدة یومیا معه اتستقيم شخصيته؛ فحیاة طفلنا تشبه البازل ذات القطع العدیدة ولا تستطیع أي قطعة أن تحل مكان الأخری.
اللعب المفید
لكل عمر تحت عمر السنة: لعبة "البقوسة " إخفاء العینين ثم النظر إلی الطفل أفضل أنواع الألعاب في هذا العمر. فائدة هذه اللعبة أنها تخفف عن الطفل الخوف من الإنفصال..
لعبة البحث عن الآغراض المخفیة (أن نضع لعبة أو ملعقة تحت قماش ونطلب من الطفل البحث عنها). كذلك یحب الطفل وضع الأشیاء علی مكان مسطح ثم جمعها ومن ثم وضعها مرة ثانیة كما یحب سحب الأشیاء بیده و سماعه صوتها. عمر السنتین: یحب أن یلعب بالقرب من الأطفال الآخرین ولیس معهم. یحب التقلید كأن یمسك دائرة ویحركها علی أنها سیارة.
یحب الغمیضة كأن یختبئ و ینتظر أن تجدیه. یبدأ باستحسان الادوات التي تصدر موسیقی أو اصوات موسیقیة. كما یحب الرسم (یحمل القلم و یحركه علی الورقة لیجد الخطوط التي كانت نتیجة حركة یده) .
یحب أن یسحب بعض الألعاب التي لدیها دوالیب. یستطیع ان یضع عدة مكعبات كبیرة فوق بعضها. كما یمكن أن نبدأ بتعویده علی الدراجة ذات الثلاثة دوالیب.
في عمر الثلاث سنوات: يحب الطفل في هذا العمر الألعاب التي تحتاج الى تمرين؛ كاللعب بالكرة أو شد الحبل وإدخال الخيط في الأزرار، واللعب الذي یحتاج إلی ابداع كبناء منزل صغیر بمكعبات ( 9 أو 10 مكعبات).
یبدأ بالانسجام في اللعب الجماعي. یحب الطفل في هذا العمر اللعب الرمزي كأن یصبح الكرسي حصانا و السجادة الخضراء ملعب كرة. ويستهويه اللعب المسرحي كأن یكون طبیبا أو بائعا أو سائق سیارة ولا يخفى اهمية هذا النوع من اللعب في تحضيره للأدوار الإجتماعیة التي تنتظره.
في عمر الأربع سنوات: اكثر ما یلفت النظر في هذا العمر أن الطفل صار یحب كثیرا الأبطال الاسطوریین ویحب أن یلعب أدوارهم. حتی انه یحب أحیانا أن ننادیه باسمهم وأن یرتدي لباسهم ویحارب أعداءهم ویكون هو المنقذ القوي. يستطيع الطفل أن یركل الكرة و یمسكها جیدا و یرمیها بیدیه ایضا، یمسك المقص "الخاص بالاطفال"ویقص الاوراق. يستطيع ارجاع الدراجة إلی الخلف.
يركب بازل اكثر تعقیدا من السنوات السابقة. یحب ان یمثل علی المسرح، ویقلد ما یراه علی شاشة التلفاز. بین الخامسة و السابعة: بالاضافة إلی الالعاب الخاصة بعمر الأربع سنوات.
یحتاج الطفل في هذا العمر إلی الألعاب ذات القوانین: (ككرة القدم، كرة السلة،...) حیث یجب أن یلتزم الطفل بقاعدة خاصة.
ویمیل ایضا إلی الألعاب الجماعیة. هذان النوعان من الألعاب یساعدان الطفل على التعرف علی القیم الإجتماعیة والأخلاقیة كالتعاون، الإلتزام برعایة الدور، العدالة واحترام النتیجة مهما كانت.
المصدر:اولادنا نحو الكمال