د.أميمة عليق ـ أستاذة جامعية؛ اختصاصية في علم النفس التربوي •
ما هو الخوف الطبيعي عند الأطفال؟
كل خوف عند الأطفال يمكن أن يكون طبيعيا ولكن عندما لا يتمكن الطفل من تجاوز هذا الخوف من جهة، وعندما يسيطر الخوف على مشاعره ونشاطاته اليومية لفترة زمنية طويلة، يصبح نوعاً من الرهاب ويصنّف ضمن خانة اضطرابات القلق المرضي.
ـ كيف يتطور الخوف عند الأطفال أثناء نموهم؟
منذ الصغر يُظهر الطفل مشاعر خوف يلاحظها الأهل ببساطة. وهنا عدد من المخاوف التي تعد ضمن المخاوف الطبيعية للطفل: *الخوف من الغرباء: ابتداء من الشهر الثامن، يبدأ الطفل بإظهار حالة من الخوف عندما يتواجد أمام إنسان غريب. حتى لو كانت أمه بلباس غير مألوف لديه سابقاً... تزول عادة هذه الحالة عند الشهر الخامس عشر من عمره.
*مخاوف العام الأول:
الخوف من شيء يتحرك فجأة أو يصدر صوتاً قوياً. والخوف من بعض الكتب ذات الصور البارزة والتي تفتح فجأة أمامه. يخاف بعض الأطفال من نباح الكلب أو من صفارة سيارة الإسعاف أو الشرطة وقد يخافون من الاستحمام حيث يكون الخوف هنا من الماء الجاري.
*مخاوف العام الثاني:
تنشأ مخاوف متعددة في هذا العمر: مخاوف سمعية؛ القاطرات، صوت مكنسة الكهرباء. مخاوف بصرية؛ الألوان القاتمة، التماثيل الكبيرة، الدمى المتحركة التي يرتديها أشخاص. مخاوف شخصية؛ الانفصال عن الأم وقت النوم وخروج الأم من البيت. وهنا لا بد من الالتفات الى تجنب التغييرات الجذرية في حياة الطفل وعدم الإفراط في الرعاية والحماية حيث يظهر الأمر على شكل شعور بالذنب من تركه لوحده والهرولة كلما بكى الطفل.
*المخاوف بين الثلاث والخمس سنوات:
تبرز في هذه المرحلة المخاوف التي تتغذى من خيال الطفل: الظلام، الكلاب، الخوف من الموت، من بعض المعاقين. فخيال الطفل في هذه المرحلة يساعده أن يضع نفسه مكان الآخرين ويتصوّر المخاطر التي قد تحصل له.
تظهر هذه الحالة المبالغ فيها عند الأطفال الذين تعرّضوا لتجارب قاسية أو عند الأطفال الذين كبروا في عائلة مفرطة في الاهتمام. *مخاوف عمر السادسة: هناك مخاوف سمعية؛ جرس الباب، الهاتف، أصوات الحشرات. ومخاوف خرافية؛ الأشباح، العفاريت، الساحرات. ومخاوف مكانية؛ كالضياع والغابات. وقد ينشأ خوف من بعض عناصر طبيعية كالرعد والبرق والماء والنار. في هذه السن يخاف الطفل من الجروح والدم، من اختباء أحد في البيت أو تحت السرير، من النوم المنفرد، والبقاء في حجرة مغلقة، ويخاف من ألا يجد أحداً في البيت أو أن تموت أمه.
*مخاوف عمر السابعة:
مخاوف بصرية؛ الظلام، الممرات الضيقة، الظلال على الجدران، الخوف من الحروب والدمار، من اللصوص، من اختباء أحد في المنزل أو الوصول متأخراً الى المدرسة أو فقدان حب الآخرين له.
ـ كيف نخفف من خوف الطفل؟
علينا أن نساعد الطفل لإيجاد أساليب ذكية للتعامل مع المخاوف؛ خاصة أنها مشاعر طبيعية. ويكون ذلك من خلال: *عدم السخرية من الولد واظهار مخاوفه على أنها سخيفة وغير منطقية.
*التحلي بالصبر لأن هذه المخاوف ستزول.
*تجنب الأفلام المرعبة على التلفاز والألعاب المرعبة على الحاسوب.
*تجنب تخويف الطفل. *تأمين فرصة اختلاطه مع أطفال آخرين واللعب معهم فكلما انهمك بأنشطة خارجية خفت اضطراباته الداخلية.
*تشجيع الطفل على التعبير عن مخاوفه والحديث عنها.
*طمأنة الطفل إلى أننا حاضرون معه دوماً للسيطرة على هذه المشاعر وأنه ليس وحيداً في مواجهتها.
مثال تطبيقي: أسلوب التدرج في التعاطي مع بعض المخاوف اليومية: إذا كان الطفل يخاف من البقاء ليلاً وحده في الغرفة نبقى معه في البداية الى أن يغفو مثلاّ، بعد عدة أيام نحكي له قصة ثم نتركه قبل نومه بلحظات، بعد أيام نحكي القصة ونتركه لوحده لمدة أطول قبل أن يغفو، وهكذا.
ولا بد من مراعاة القواعد العامة والصحية في تربية الطفل؛ خاصة فيما يتعلق بتوفير متطلباته وحاجاته الأساسية من محبة وعطف والشعور بالطمأنينة والأمان ومنحه حرية التصرف في شؤونه وتحمله للمسؤوليات التي تتناسب مع عمره مع التأكيد على عدم إخافته أو حتى الإيحاء له بالخوف.
* تقديم أنفسنا كقدوة شجاعة.
* تشجيع الطفل عند كل تطور في تخطيه لأية مخاوف.
لا ننسَ أبداً أن:
- الخيال عند الطفل والواقع يمتزجان معا فيولدان خوفاً غير منطقي
- الاطفال يتعلمون الخوف.
- بعض المخاوف إيجابية فهي تبشرنا بأن نمو طفلنا الذهني والعاطفي سليم.
خط احمر: لا نظهر خوفنا من الامور التي لا تخيف فنحن ننقل هذا الخوف الى أولادنا.
لا نظهر اهتماما مفرطا بطفلنا أو خوفاً شديداً عليه، فإنه سيخاف عندها علينا وعلى نفسه، مما يجبره على البقاء معنا في كافة الاماكن والاوقات.
لا نسمح لابنائنا بمشاهدة الافلام المرعبة فهذا سيعزّز الخوف فيهم أكثر فأكثر.
عملياً: أوكل إلى طفلك بعض الاعمال ليقوم بها لوحده وشجعه.
واجهي مع طفلك شيئا يخاف منه، وخطوة خطوة أزيلي مخاوفه من هذا الشيء.