قال الله الحكيم في كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾*
أي أن الصيام سلّم إلى التقوى، ووسيلة لتأمين ذلك في وجودكم وقلوبكم. والتقوى هي أن يكون الإنسان في جميع أعماله وأفعاله في حالة مراقبة، ليرى هل أن هذا العمل موافق لرضى الله والأوامر الإلهية أو لا. هذه الحالة من المراقبة والاحتراز والحذر الدائم اسمها التقوى. وما يقابلها هو الغفلة وعدم اليقظة والعمل دون بصيرة.
إنّ الله تعالى لا يرضى بغفلة المؤمن وفقدانه للبصيرة في شؤون الحياة، ويجب على المؤمن أن يتملك نظراً ثاقباً وقلباً يقظاً في جميع أمور الحياة. إنّ هذا النظر الثاقب، والقلب اليقظ والواعي ينبهان الإنسان المؤمن إلى ضرورة أن لا تكون الأعمال التي يقوم بها مخالفة لإرادة الله، وطريقة الدين وأحكامه.. وفائدة الصيام تكمن في تحقيق هذا الأمر.
إنّ شعباً أو فرداً يتمتع بملكة التقوى سوف ينعم بجميع خيرات والتقوى هي أن يكون الإنسان في جميع أعماله وأفعاله في حالة مراقبة، ليرى هل أن هذا العمل موافق لرضى الله والأوامر الإلهية أو لا. هذه الحالة من المراقبة والاحتراز والحذر الدائم اسمها التقوى، وما يقابلها هو الغفلة وعدم اليقظة والعمل دون بصيرة. الدنيا والآخرة. إنّ فائدة التقوى ليست فقط في كسب رضى الله ونيل الجنان يوم القيامة؛ المتّقي يرى فائدة التقوى في الدنيا أيضاً. إنّ المجتمع المتّقي، المجتمع الذي يختار طريق الله ويعبره بدقة، يتنعم بالعطايا الإلهية في الدنيا وينال العزة فيها، ويمنحه الله تعالى العلم والمعرفة بشؤونها أيضاً.
إنّ التقوى هي الوصية الأولى والأخيرة للأنبياء. ونحن نقرأ في سورة مختلفة من القرآن أن أول كلام نقله الأنبياء إلى الناس كان الوصية بالتقوى. إنّ التقوى إذا توفرت، وجدت معها الهداية الإلهية كذلك. والصوم هذا مقدمة التقوى