اخواني المجاهدين،
فليكن بمعلومكم علم اليقين أننا إن شاء الله بكل تأكيد منتصرون ".
.. إنني إن شاء الله بعد قليل من هذه الكلمات سوف ألقى الله معتزا مفتخرا، منتقما لديني ولجميع الشهداء الذين سبقوني على هذا الطريق... اخواني المجاهدين، فليكن بمعلومكم علم اليقين أننا إن شاء الله بكل تأكيد منتصرون، وهذا لا شك فيه ما دمنا نعمل لله ونعرق لله ونستشهد لله، فإن الله لا شك منجز وعده وناصر عبده وإنه لا شك معز المؤمنين ومذل الكافرين، وهذا على أيديكم يا أبطال المقاومة الإسلامية"...
بهذه الكلمات خط الشهيد الاستشهادي صلاح غندور آخر وصاياه قبل توجهه لتنفيذ عمليته الاستشهادية المدوية والهامة في مثل هذه الايام من عام 1995 ضد قافلة لجيش العدو الاسرائيلي في منطقة "صف الهوا" القريبة من مدينة بنت جبيل الجنوبية المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة. وفي بعض تفاصيل العملية ان الاستشهادي البطل الحاج "ملاك" اقتحم قافلتين صهيونيتين عند الساعة 2.24 من عصر يوم الثلاثاء الواقع فيه 25-4-9519 في بلدة بنت جبيل لدى إلتقاء القافلتين، اللتين كانت احداهما قد دخلت من فلسطين المحتلة المنطقة الحدودية لتحل مكان القافلة الثانية التي كانت على وشك المغادرة،
وذلك عند مدخل مقر ما كان يسمى مركز الـ17 في "صف الهوا" الذي يضم مبنى قيادة عمليات اللواء الغربي ومبنى الادارة المدنية ومبنى قيادة المخابرات التابع لجيش العدو الاسرائيلي، وقد ادى ذلك الى تدمير جزئي لمبنى الادارة المدنية واصابة مبنى اللواء الغربي بأضرار جسيمة وتدمير خمس آليات، ذابت اثنتان منها كليا بفعل قوة الانفجار الهائلة وتناثر عدد كبير من جثث جنود العدو في دائرة الانفجار، وقد سمع دوي الانفجار على مسافات شاسعة في المنطقة المحتلة وفي المناطق المحررة المواجهة لها.
ويومها وجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجه نداء حيا فيه روح الشهيد صلاح غندور وأطلق التحايا لكل مجاهدي المقاومة والشعب الابي الشريف في الجنوب والبقاع الغربي وكل شعب لبنان وفلسطين المحتلة، ولفت السيد نصر الله يومها الى ان لعملية الاستشهادي صلاح غندور تأثيرات كبيرة على الحرب مع العدو وقد اكتسبت اهميتها من مجموع اسباب وعوامل لخصها سماحته بالآتي:
1- طبيعة الهدف الذي استهدته العملية وهو مركز تاريخي لقيادة قوات الاحتلال العسكرية والمخابراتية ومركز الادارة المدنية وهو معروف بمركز الـ 17 وما له من تاريخ اجرامي، بالاضافة الى ان العملية استهدفت قافلة عسكرية آتية مباشرة من فلسطين المحتلة.
2- مكان العملية، في عمق المنطقة المحتلة وعلى مقربة من الحدود مع فلسطين المحتلة.
3- الاسلوب الاستشهادي للعملية، بما له من أثر معنوي على الحرب مع العدو.
4- حجم الخسائر البشرية والمادية والمعنوية التي لحقت بقوات العدو الصهيوني.
وبالتأكيد ان للعمليات الاستشهادية كعملية الشهيد صلاح غندور أهميتها النوعية في ضرب العدو بالصميم سواء على الصعيد الأمني والاستخبارتي أو حتى الصعيد العسكري وحجم الخسائر التي تحدثها هكذا عمليات في مناطق كمنطقة "صف الهوا" بالاضافة الى الانجاز المعنوي والاعلامي في الحرب النفسية التي طالما اعتمد عليها العدو في حروبه ضد العرب منذ احتلاله لفلسطين، حيث كانت المقاومة تسجل التفوق على العدو بكل جوانب الحرب.
المصدر: أرشيف موقع المنار