حبُّ الحسين عليه السلام
كما علَّم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين حبَّ عليّ عليه السلام ركَّز في تعليمه على حبِّ سبطه الحسين فكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم على مسامع المسلمين: "حسين منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً".
واللّافت في هذا الحديث هو قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم "وأنا من حسين"، فكون الحسين عليه السلام من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أمر طبيعي، ولكن كيف يكون النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من الحسين عليه السلام ؟ إنّه صلى الله عليه وآله وسلم يشير إلى المهمّة الإلهيّة الكبرى للحسين عليه السلام في كربلاء والتي من خلالها حافظ على الإسلام، لذا عقَّب الكلام
بقوله: أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً، من هنا واصل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تعليم المسلمين حبَّ الحسين عليه السلام فكان يقول لهم: "من أحبَّ أن ينظر إلى أحبِّ أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى الحسين عليه السلام ".
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يأخذ بيد سبطه الحسين عليه السلام ويقول: "أيّها الناس، هذا الحسين بن علي فاعرفوا، فوالذي نفسي بيده إنّه لفي الجنّة، ومحبّيه في الجنّة، ومحبّي محبّيه في الجنّة".
مظاهر حبّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للحسين عليه السلام
لم يكن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يدعو إلى حبّ الحسين عليه السلام بلسانه فقط، بل كان المسلمون يرون منه حبّاً كبيراً لسبطه الحسين عليه السلام، فكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يصلّي بالناس جماعةً والحسين الطفل يركب ظهره ثمّ يُنزلُه النبيّ ثم يرجع إلى ركوب ظهره ثمّ ينزله النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بوداعته الحنونة إلى أن ينهي الصلاة، وقد أثَّر هذا المشهد بأحد اليهود حينما رأى ذلك فأعلن إسلامه.
وفي ذات مرّة كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يخطب على المنبر، إذ خرج الحسين عليه السلام فوطىء في ثوبه فسقط فبكى، فنزل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن المنبر وضمَّه إليه . ورأى المسلمون النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يحبو للحسن والحسين وهما على ظهره وهو يقول: "نِعْمَ الجملُ جملُكما، ونِعْمَ العِدْلانِ أنتما".
وتُحدّثنا أمُّ سلمة أنّها رأت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُلبس ولده الحسين عليه السلام حلَّة ليست من ثياب الدنيا، فقالت له: يا رسول الله، ما هذه الحلَّة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "هذه هدية أهداها إليَّ ربِّي للحسين عليه السلام، وإنّ لُحمتها من زغب جناح جبرئيل، وها أنا أُلبسه إيّاها، وأزيّنه بها، فإنَّ اليوم يوم الزينة وإنّي أحبُّه".
المصدر: وليال عشر، سماحة الشيخ أكرم بركات.