وردت هذه القصة في اصول الكافي
افتقر أحد أصحاب الرسول (ص) جداً بحيث أصبح محتاجاً لخبز ليله. فقالت له زوجته مرة: اذهب إلى الرسول (ص) لعلك تستعين به. فذهب الرجل وتشرف بالحضور عند الرسول (ص) وجلس في مجلسه وانتظر ليخلو به وتسنح له الفرصة ليحدثه، ولكن قبل أن يطلب حاجته قال الرسول (ص): من سألنا أعطيناه ومن استغنى عنا أغناه الله" وما أن سمع هذا الكلام حتى سكت وعاد إلى بيته.
وبقي على فقره، فجاء إلى الرسول مرة ثانية بتحريض من زوجته. وفي ذلك اليوم كرر الرسول (ص) تلك الجملة السابقة في أثناء كلامه. يقول الرجل: كررت هذا العمل ثلاثاً، وعندما سمعت هذه الجملة في اليوم الثالث فكرت بأنه ليس صدفة أن يذكر الرسول (ص) هذه الجملة أمامي ثلاثاً.
فيتبين أن الرسول يريد أن يقول لا تدخل من هكذا طريق. شعر الرجل في المرة الثالثة بقوة في قلبه، وقال يظهر أن للعيش طرقاً أخرى، وهذا الطريق ليس بصحيح. ففكر بأن يذهب ويبدأ من نقطة ما، ليرى ماذا يحدث. وقال مع نفسه: إنني لا أملك شيئاً، ولكن ألا أستطيع جمع الحطب؟ ولكن جمع الحطب يحتاج دابة وحبلاً وفأساً.
فاستعار هذه الوسائل من جاره. فجمع حطباً ونقله على الدابة وباعه ثم أخذ المال الذي حصل عليه إلى البيت وصرفه لمعيشته ورأى نتيجة عمله لأول مرة وذاق طعمها. وكرر ذلك في اليوم الثاني وصرف بعض المال الذي حصل عليه، وخزن بعضه، وظل يعمل إلى أن اشترى حبلاً وفأساً ودابة، وتأمنت معيشته عن هذا الطريق تدريجياً.
فذهب يوماً إلى الرسول (ص) فقال له الرسول (ص): من سألنا أعطيناه ومن استغنى عنا أغناه الله" فإنك لو سألتني في ذلك اليوم لأعطيتك، ولكنك تبقى فقيراً إلى نهاية عمرك. وبما أنك توكلت على لله وبحثت عن العمل فقد أغناك الله تعالى.
المصدر: كتاب التربية والتعليم _للشهيد مطهري