علي حسن
ساد جبهات الغوطة الشرقية لدمشق خلال اليومين الماضيين هدوءٌ حذرٌ بعد فترة طويلة من الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري والفصائل الإرهابية، هذا في وقت استقدم فيه الجيش تحشيدات عسكرية ضخمة، بالتزامن مع تعويلٍ بسيط على اتفاق التهدئة هناك، بسبب الخروقات المتكررة من المسلحين للاتفاقات السابقة، مستدعيًا نخبةُ قواته بقيادة العميد سهيل الحسن، صاحب السجل الحافل في مقارعة إرهابيي تنظيم "داعش" في دير الزور والأحياء الشرقية لمدينة حلب وأريافها وسجنها المركزي، حيث باتت هذه القوات تتجهز مع التشكيلات المرابطة على تخوم العاصمة دمشق لبدء هجومها على مناطق الغوطة.
وفي هذا السياق، قال مصدرٌ عسكري سوري لموقع "العهد" الإخباري أنّ "جزءاً كبيراً من القوات المرابطة على جبهات أرياف إدلب وحماه وحلب انتقلت إلى الغوطة الشرقية لبدء عمل عسكري، إذ إنّ معركة الغوطة كانت معركةً موضوعة مسبقاً على لائحة عمليات الجيش لكنها أُجّلت لفترة طويلة نظراً للأهداف المرحلية الضرورية، واليوم يهدف الجيش لحماية العاصمة من القذائف الصاروخية التي يطلقها المسلحون بأعداد هائلة على أحيائها وتضييق الخناق أكثر على البقع الكبيرة الأخيرة التي يسيطرون عليها في هذه المنطقة تمهيداً لاجتثاثهم".
وأشار المصدر السابق لـ"العهد"، الى أن إغلاق ملف تنظيم "داعش" الإرهابي في مثلث أرياف حلب وحماه وإدلب أراح قوات الجيش السوري بشكل كبير وسمح لهم باستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من تلك الجبهة باتجاه جبهات محيط العاصمة، مضيفًا أنّ "وجهة الجيش هي إنهاء الوجود الإرهابي دفعةً واحدة من الغوطة الشرقية، إذ إن المعركة ستكون على مراحل مختلفة قوامها قضم أكبر قدر ممكن من الجغرافيا هناك"، لافتاً إلى أنّ "معركة الغوطة كبيرة جداً وتحتاج إلى وقت والفصائل الإرهابية المتواجدة فيها تتلقى دعماً سعودياً أمريكياً ضخماً لكن هذا لا يعني أنها بتلك الصعوبة، فمواقع الإرهابيين في الغوطة محاصرة منذ مدة طويلة، وعلى الرغم من مساحتها الكبيرة إلا أنها في النهاية ليست جيباً تستطيع الفصائل الإرهابية فيه تغيير موازين القوى فعلياً، فلا حدود مفتوحةً لها مع دولة أخرى تدعمهم بالسلاح والمؤن كإدلب مثلاً التي ما تزال حدودها مفتوحةً على مصراعيها مع تركيا".
ويتطرق المصدر العسكري خلال حديثه لـ"العهد" إلى معركة إدلب قائلاً أنّ "إدلب لم تُترك للحل السياسي بشكل كامل، فعلى أراضيها تتواجد جبهة النصرة والفصائل الإرهابية المتحالفة معها غير المشمولة بمناطق خفض التصعيد، وقد يعود العمل العسكري إلى ما كان عليه في إدلب بعد مدة قصيرة لاستكمال الوصول إلى طريق دمشق – حلب الدولي".
المصدر: موقع العهد الإخباري