أظهرت وثائق عديدة وتسجيلات صوتية حصل عليها موقع "العهد الإخباري" عودة إعلامية للسعودي عبدالله المحيسني في الشمال السوري، مستنهضًا الفصائل المسلحة لتشكيل غرفة عمليات موحّدة فيما بينها لوقف تقدم الجيش السوري في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الجنوبي، بعد التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوري وحلفاؤه قبل شهر تقريبًا في ريف حماه الشمالي والشرقي، وتمكّن وحدات الجيش من حصار مجموعات من "النصرة" و"داعش" في مربع صحراوي شرقي بادية حماه تبلغ مساحته نحو 1200 كلم مربع.
مصادر مقرّبة من "المعارضة السورية" أشارت في حديث لموقع "العهد الإخباري" الى أن السعودي عبدالله المحيسني دخل تركيا قبل ثلاثة أشهر بعد انشقاقه عن "هيئة تحرير الشام النصرة" على خلفية التسريبات الصوتية التي طالته مع بعض "الشرعيين" في "النصرة" من قبل مسؤول قطاع البادية وأحد المسؤولين في الهيئة"، وقالت إن المحيسني غادر الى مدينة غازي عنتاب في تركيا، حيث أقام طيلة الفترة الماضية برعاية ضباط الأمن الأتراك المكلّفين العمل مع الفصائل المسلحة في الشمال السوري.
وبحسب المصادر، عاد المحيسني مؤخرًا بناءً على أوامر من تركيا للعمل على جمع الفصائل المسلحة في غرفة عمليات واحدة في معارك الشمال السوري، على غرار ما حصل عام 2014 مع غرفة عمليات "جيش الفتح"، وتمّ توكيله بمهمة ثانية أهمّ تكمن في إعطاء الغطاء الشرعي لكل فصيل ينضم الى العملية العسكرية التي تشنّها تركيا ضدّ الأكراد في عفرين، حيث يروج المحيسني في اجتماعاته مع قادة الفصائل لهذه المعركة ولا يتناولها أبدًا في العلن.
وبثّ المحيسني في غرف التواصل الداخلية الخاصة بالمسلحين شريطًا مسجلًا برّر فيه عودته، قائلًا إنها أتت فقط من أجل العمل على جمع الفصائل، مضيفًا إنه "قبل ثلاثة أشهر منذ خروجي من "هيئة تحرير الشام النصرة"، لم أتكلّم عن أخطاء الفصائل وحاولتُ أن أُعيد العمل بغرفة عمليات واحدة على غرار غرفة عمليات جيش الفتح، وتابع إنه جمع الجولاني والزنكي وصوفان من "أحرار الشام" لغير مرة قبل أن تتساقط المناطق، ثم انحصرت الجلسات بين قيادة "هيئة تحرير الشام" وقيادة "أحرار الشام"، وطلبت قيادة "أحرار الشام" من الهيئة أن ترد كل حقوقهم بدءا من الحقوق على الشريط الحدودي والحقوق في المعابر وحذرهم من سقوط المناطق، مشيرًا الى أن "أحرار الشام" أجلت الخلاف على المعابر والشريط لأنه ملف شائك وطلبت الحصول على الحقوق التي تقاتل بها..
"أحرار الشام" طالبت بالمعامل لأن ليس لديها معامل تصنع بها والمعامل التي لديها موجودة عند "هيئة تحرير الشام" وطلبت باسترداد المقرات وأهمها مقر الإيكاردا. المحيسني قال إن "قيادة "هيئة تحرير الشام" طالبت قيادة "أحرار الشام" أن تردّ لها بعضًا من حقوق لديها بعد أسبوع على صدور بيان حول هذا الأمر، إلّا أنه مضى الاسبوع والأسبوعان والشهر والشهران وسقطت المناطق، موضحًا أنه كتب مقالًا ناشد فيه قيادة "هيئة تحرير الشام" برد الحقوق بسبب الخطر مبررًا عودته الإعلامية هذه لمنع سقوط المناطق.
في السياق نفسه، نشرت بعص المراصد المحسوبة على احرار الشام خبرا عن اجتماع لقيادة هيئة تحرير الشام النصرة حضره كل من أبو محمد الجولاني وأبو همام العسكري وأبو سحارة والمغيرة البنشي وأبو يوسف حلفايا وأبو عبيدة كنصفرة وأبو ماريا القحطاني. ولفتت المواقع المحسوبة على "أحرار الشام" الى أن الاجتماع دار لمناقشة موضوع فرض سيطرة هيئة "تحرير الشام" على المنطقة بالكامل قبل انتهاء تركيا من وضع كافة نقاط المراقبة، وتمّ تحديد كافة المناطق التي يجب الإسراع في العمل على إخضاعها حتى ولو بالقوة، وأضافت أن المناطق التي قررت "هيئة تحرير الشام" السيطرة عليها هي المعرة و جبل الزاوية والغاب وسراقب وسرمين وبنش وتفتناز والأتارب ودارة عزة و مناطق الزنكي بالكامل وجرجناز وحزانو رام حمدان.
ونقلت المواقع التابعة لحركة "أحرار الشام" عن الجولاني قوله إن "السيطرة على هذه المناطق يعني توطيدًا لإمارتنا". وتُظهر مجمل التسريبات أن الصراع بين أنصار تركيا في المعارضة السورية وبين الجولاني وجماعته في "هيئة تحرير الشام النصرة" وصل الى حافة الانفجار والصدام العسكري المباشر، ولا ينتظر هذا الصراع سوى توقف الحرب في عفرين التي جعلت الجولاني في وضع مريح يمكّنه من السيطرة على مناطق تمركز الفصائل المشاركة العدوان على عفرين بسبب سحب آلاف المقاتلين من تلك المناطق باتجاه تركيا للمشاركة في الحرب.
المصدر: موقع العهد الإخباري