انطلق المؤتمر الـ13 للبرلمانات الإسلامية لدعم القدس اليوم الثلاثاء في طهران، برئاسة رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لايجاني ورعاية الرئيس الإيراني حسن روحاني، ومشاركة وفود برلمانية من 44 دولة اعضاء في منظمة التعاون الاسلامي. وقد أكد روحاني في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أنّ طهران تحترم سيادة كل الدول، إلاّ أنّ الولايات المتحدة و"إسرائيل" تسعيان إلى إيجاد الهوة بين الدول الإسلامية.
وقال روحاني "إننا سوف نرى دمار الجماعات الإرهابية بالكامل"، مذكّراً بإنّنا "أرسلنا مستشارينا إلى سوريا والعراق "بناء على طلب كلا البلدين لكي نمنع سيطرة الإرهاب". الرئيس الإيراني رأى أنّ السبب الرئيس لعدم استقرار الشرق هو الاحتلال والدعم الأميركي للكيان الصهيوني ومحرومية الشعب الفلسطيني، مضيفا أنّ الخطوة الأميركية بحقّ القدس هي نقض لكل القوانين الدولية، وتابع قائلاً إنّ الإرهاب أدى إلى انحراف البوصلة عن القدس وفلسطين.
كما أشار روحاني إلى أن "هناك مؤامرة جديدة ضد القدس وفلسطين ولطالما جاءت المؤامرات بنتائج عكسية". وقال إنّ العالم الإسلامي يواجه عقبات ومطبات جادة من خلال مساعي القوى الأجنبية للتسلط على شؤون البلدان وثرواتها، وتابع أنّ مواجهة هكذه عقبات ومنها التدخل العسكري وبث التفرقة تكون من خلال حل مشاكلنا الداخلية. كما شدد على أنّ إيران تدعم التفاعل البنّاء ولكن على أساس الندية وبالارتكاز على الحقوق الدولية، لافتاً إلى أنه "علينا أن نضع خلافاتنا جانباً ونعتمد على قدراتنا الداخلية بهدف التقليل من التبعية للأجنبي".
واضاف انّ العالم الإسلامي لن يجد هويته الخاصة "إلا من خلال استغلال شعوبنا لقدراتها"، مقترحاً أن تكون العلاقات والتنسيق بين البرلمانات الإسلامية على أساس أكاديمي منتظم. من جهته، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الدول الإسلامية إلى نقل سفاراتها من واشنطن ومقاطعة ادارة ترامب حتى الرجوع عن قراره، مؤكدا ضرورة وقف المفاوضات المتصلة بما يوصف بعملية السلام حتى صدور قرار بوقف الاستيطان.
واشار بري في كلمة له خلال المؤتمر، إلى "اعلان واضح لا رجوع عنه بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس"، مؤكدا "دعم مقاومة الشعب الفلسطيني بكل أنواعها وأشكالها، وضرورة إلغاء اتفاق أوسلو وليس الدوران حوله، وبناء تفاهم فلسطيني من دون شروط مع الحفاظ على السلاح الفلسطيني".
وقال : "على الدول الإسلامية إيجاد حلول في سوريا واليمن والحفاظ على الأمن المائي وتجفيف منابع الإرهاب"، داعيا الى التضامن والتوحد بين المسلمين لمواجهة كل ما تتعرض له فلسطين والقدس وقضايا الشعوب الاسلامية. واكد رفضه لأي محاولة احداث تحول جذري في السياسيات الأميركية، لافتا إلى ان "العقوبات الأميركية على شخصيات ايرانية لن تؤدي سوى الى المزيد من التوترات الاقليمية والدولية"، واعتبر ان السياسات الأميركية متسرّعة لا سيما في وقف تمويل الأونروا وإغلاق مكتب منظمة التحرير".
وحذر بري من اقامة الكيان الصهيوني لجدار ضمن الحدود اللبنانية، مشيرا الى ان قوات "اليونيفل" في الجنوب اعلمت ببدء البناء اخر الشهر الحالي على الرغم من رفض لبنان، واكد رفض هذا العمل، مشيرا الى ان ذلك يندرج ايضا في اطار تمرير صفقة العصر. بدوره، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني على لاريجاني ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مضيفا "نحن اليوم بحاجة ماسّة الى تعاون أكبر بين الدول الإسلامية".
وشدد لاريجاني في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، على التعاون في المجال الاقتصادي بين الدول الاعضاء في هذه المنظمة، وقال: "نتوقع ان يتم التركيز أكثر على هذا الموضوع خلال هذا المؤتمر". وأضاف "كما تم طرح مواضيع جيدة للغاية في مجال حقوق الانسان الاسلامية خلال هذه المؤتمرات، وكان لدينا مواضيع مختلفة بشأن منطلقات الدول الاسلامية وأسسها القوية في موضوع حقوق الإنسان، وأنه ينبغي الاستفادة من هذه الطاقات والفرص".
ولفت لاريجاني الى ان البرلمانات الاسلامية لديها حساسية حيال موضوع القدس، وهي تبدي وجهات نظرها بحرية في هذا المجال، وتتابع قضايا الشعب الفلسطيني المضطهد. وأعرب رئيس مجلس الشورى الاسلامي في الختام عن امله بتحقيق الاهداف التي تطمح لها الدول الاسلامية في المؤتمر، والمضي فيها قدما من خلال مشاركة الدول وتعاونها ورؤساء البرلمانات والوفود البرلمانية المشاركة، مشددا على اننا اليوم بحاجة ماسّة الى تعاون أكبر بين الدول الإسلامية.
وقد انطلقت في طهران في الــ 13 من الجاري أعمال الدورة الثالثة عشرة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بمشاركة وفود البرلمانات وخبراء وممثلين عن 44 دولة حيث تمت دراسة ومناقشة ما يزيد عن 55 قراراً داخل اللجان التنفيذية والتخصصية لهذا المؤتمر تناولت مواضيع ذات صلة بالاقتصاد والسياسة والمجتمع والمرأة وحقوق الإنسان لتتم مناقشتها والمصادقة النهائية عليها اليوم بحضور رؤساء البرلمانات. واجتماع مؤتمر البرلمانات الإسلامية الذي يعقد كل عام في إحدى الدول الإسلامية يتناول مختلف القضايا المهمة للدول الإسلامية ولا سيما القضية الفلسطينية.
المصدر: موقع العهد الإخباري