ما إن أُعلن عن كلمة مرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري في بعبدا، حتى انتشرت التحليلات كالنار في الهشيم في صفوف الإعلاميين. ماذا تراه سيقول؟.
هل سيثبّت استقالته، أم سيتراجع عنها. وما هي إلا دقائق معدودة حتى أطل الحريري في كلمة موجزة أعلن فيها تريثه عن الإستقالة بناء على تمني رئيس الجمهورية ميشال عون. خلوة النصف ساعة التي جمعته بسيد بعبدا قلبت الموازين السياسية، فماذا دار فيها؟. في احتفال الإستقلال الـ74 الذي أقيم في جادة شفيق الوزان في بيروت، لم يتسن للرئيس عون الحديث مع الحريري سوى من باب السلام. وما إن انتهت المراسم الرسمية حتى توجه الرؤساء الثلاثة الى قصر بعبدا.
خلوة ثلاثية، ثم ثنائية، أجرى فيها الرئيسان "جردة حساب" لما جرى خلال 18 يوماً. الحريري أطلع عون على ما انتظرته بعبدا لأيام قبل البت بأي قرار. قدّم استقالته رسمياً الى رئيس الجمهورية، عارضاً من وجهة نظره، الأسباب الحقيقية الموجبة لما يقدم عليه. أنصت الرئيس عون لكل كلمة قالها الحريري، وفق مصادر مطلعة، توقف سريعاً عند الأسباب التي عرضها الحريري.
من وجهة نظره، فإن بعضها بحاجة الى مزيد من التفاهم والتشاور بين الأفرقاء في الوطن والمعنيين. قال عون للحريري "إنّ مسألة بهذه الأهمية تحتاج الى تشاور وحوار مع الجميع". برأيه يجب أن نعطي بعض الوقت لأنفسنا لإجراء حوار شامل، يخرج الأزمة من عنق الزجاجة.
لم يتردّد الرئيس عون بالتمني على الحريري الوقوف على حافة التريث، منعاً لأي قرار غير محسوب النتائج. سرعان ما وجدت دعوة عون صداها لدى الحريري. عندها أشاد سيد بعبدا بتجاوب رئيس الحكومة، منوهاً بالإنجازات التي تحققت خلال فترة رئاسته. فلم ينس الحريري بالمقابل الإشادة بحكمة رئيس الجمهورية في التعامل مع الأزمة، ما أعطى أملاً بعودة الحياة للمؤسسات الدستورية. لينتهي الإجتماع بتوجه الحريري الى بهو القصر الجمهوري، وعلى الهواء مباشرة يُعلن تريثه عن الإستقالة على الملأ.
بانتظار ما ستحمله المشاورات الطويلة -حسب مصادر بعبدا-، والتي عليها يبنى على الشيء مقتضاه.
المصدر: العهد الاكتروني