يعتبر بعض الأشخاص الذين يمكن ان يكونوا اقوياء في المسائل العلمية ولكنهم ضعفاء في المسائل العملية ، يعتبرهم سفهاء ، فمثلاً إذا كان شخص قوياً في المسائل الرياضية ، أو في مسائل العلوم التجريبية وأمثالها ولكن يده وقدمه تزلان في ما يتعلق بالذنب ، ويرتكب بعض الذنوب الواردة في النصوص الإسلامية . فان الروايات التي وردت في آخر الآية : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالهم ) (1)
. يعتبر هؤلاء الأشخاص سفهاء ، وقد ورد أنكم إذا أردتم أن تزوجوا امرأة لشخص فانظروا ان لا يكون هذا الصهر سفيهاً ، إذا كان الشخص الفلاني أو الصهر الفلاني مبتلى بالذنب الفلاني ، معاذ الله ، فهو سفيه ولا تزوجوه .
إن السفاهة في مدرسة القرآن وقاموس الدين غير السفاهة في المسائل العادية ، إذا كان شخص متخصصاً في فرع علمي ولكن يده ترتجف عند الامتحان العملي فهذا سفيه ، وان هو متخصصاً في الفيزياء . هناك علماء في الفيزياء في البلدان الملحدة يطلقون سفناً فضائية تحير العقول ، ولكن عندما تصل أيديهم إلى الذنب تزل وليس لديهم قدرة ضبط ، أوانهم يعتقدون بالمبادىء الإلحادية ، هؤلاء يعتبرهم القاموس القرآني سفهاء .
قال الله تعالى في القرآن: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه)(2). الشخص الذي يعرض عن أسلوب إبراهيم (ع) فهو سفيه رغم انه مخترع أم مبتكر ، لماذا يعتبره القرآن سفيهاً ؟ لأن هذا السفه هو في مقابل ذلك العقل الذي ( يعبد به الرحمن ويكتسب به الجنان ) فالشخص إذا ( لم يعبد الرحمن ولم يكتسب الجنان ) فهو ليس بعاقل أي هو سفيه .
المصدر: جمال المراة وجمالها لآية الله جوادي آملي
الهوامش : ( 1) سورة النساء ، الآية 5 .
(2) سورة البقرة ، الآية : 130