العدل الإلهي وهو من صفات الله تعالى وقد أفرد العلماء بحوثاً خاصة له لأهميته عن سائر الأصول الاعتقادية ما عدا "التوحيد" ، وكان الأئمة الأطهار "عليهم السلام" يعتبرون أنّ أهمية العدل مساوية للتوحيد، وأنّ هذين الأصلين هما من أكثر أركان الإسلام حساسية، والسرّ في ذلك هو أنّ أيّ خلل في الإيمان بالعدل يؤدي إلى خلل في التوحيد.
معنى العدل:
استخدمت كلمة العدل في معنيين هما:
أ ـ العدل بمعنى وضع الأمور في مواضعها، ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : "العدل يضع الأمور مواضعها" . فكلّ شيء في هذا الكون وكلّ ما أنزل الله تعالى من تشريع لهداية البشر وُضع في موضعه المناسب، ويشهد بذلك هذا النظام المتقن العجيب المسيطر على كلّ أرجاء الكون الذي أدهش العقول وحيّر الألباب، كما تشهد بذلك الشرائع الإلهية الكاملة التي لو طبّقها البشر لبلغت بهم قمّة الكمال والسعادة.وقد ورد عن رسول الله "ص" : " بالعدل قامت السماوات والأرض". وكمثال على هذا المعنى: لو أنك سقيت نبتة الورد ماء فقد سكبت الماء في موضعه، أما لو سكبته هدراً فقد اهرقته في غير موضعه وهذا ينافي العدل.
ب ـ العدل بمعنى إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه: وذلك لأنّنا نؤمن بأنّ لكلّ مخلوق في هذا الكون حقوقاً، لا يحقّ لأحد من الناس أن يَسلب عنه تلك الحقوق، أو أن يمنعه من الوصول إليها.
والعادل هو الذي يعطي الحقّ لصاحبه، ويقابل الظالم، وهو الذي يمنع غيره من الوصول إلى حقّه أو يَسلبه منه. والله تعالى عادل ، منزه عن الظلم ، لا يضع الأمور في غير مواضعها كما لا يسلب العباد حقوقهم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، فهو عزّ وجل يثيب المطيعين ، ولعه أن يعاقب المجرمين، ولا يكلف العباد بما لا يطيقون، ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون ، وخلق الخلق بعدل وضمن النظام الأفضل والأمثل ، ولا يفعل القبيح، ولا يصدر منه الاّ الحسن، كل ذلك وفقاً للحكمة ومطابقاً للنظام الأكمل .
المصدر: معارف الإسلام- جمعية المعارف الإسلامية الثقافية –بتصرف