إنّ التفسير الحقيقي لحديث " حبُّ عليّ بن أبي طالب حسنة لا تضرُّ معها سيئة" معناه إذا كنت محباً حقيقياً للإمام علي عليه السلام فإنّ الذنوب لن تصيبك بأذى؛ أي إذا كنت صادقاً في حبك لعليّ أنموذج الإنسانية الكامل، وكانت طاعتك وعبوديتك وأخلاقك سائرة على منهجه بإخلاص دون رياءٍ ولا نفاقٍ فإنّ ذلك سيحول بينك وبين ارتكاب الجرائم والذنوب. فالإنسان الذي يعرف علياً ويعرف تقواه ويعرف كيف يذوب ويتحرق ويتأوه آخر الليل، ثمّ يعشق عليّاً، من المستحيل أن يقوم بأعمال تخالف أوامره، ومن المتيقّن أنه سوف يعمل بما أمر وعمل به ذلك الإمام من تقوى وصلاح واستقامة. إذا معنى الحديث أن حب عليّ عليه السلام يمنع الذنوب من الإضرار بنا وذلك بأن يسدّ الطريق أمام الذنوب، وليس معناه كما تخيّل بعض الجاهلين أن حبّ علي شيء ظفرت به فإنّك مهما ترتكب من ذنوب فهي لن تضرّك؟.
المصدر: من كتاب العدل الإلهي- الشهيد مرتضى مطهري