التوكل هو ثمرة التوحيد، ومعناه أن يستند الانسان الى الله وأن يعلم أنه المؤثر الاصلي ، لان الله تعالى في نظر المؤمن هو منبع لكل القدرات. إن الانسان سوف تزداد مقاومته للمشاكل والصعاب لتوكله على الله الذي هو منبع جميع القدرات والاستطاعات ، ولهذا السبب عندما إنهزم المسلمون في معركة أحد يقول الله تعالى" { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله وتعم الوكيل}* سورة ال عمران 173 *وفي آية أخرى يقول الله تعالى { فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}* 159 ال عمران* . إن القصد من التوكل أن لا يحس الانسان بالضعف في مقابل المشكلات العظيمة بل بتوكله على قدرة الله المطلقة يرى نفسه فاتحا ومنتصرا وبهذا الترتيب فالتوكل عامل من عوامل القوة واستمداد الطاقة وسبب في زيادة المقاومة والثبات. عن النبي الاكرم (ص) قال سألت جبرئيل : ما هو التوكل ؟ قال :( العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ، ولا يعطي ولا يمنع ،وإستعمال اليأس من الخلق فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله ولم يطمع في إحدى سوى الله فهذا هو التوكل) *بحار الانوار ج 15 . وسئل الرضا عليه السلام : ما حد التوكل ؟ فقال : "أن لا تخاف مع الله أحداً) * سفينة البحار :2/682
المصدر : الكشكول الاخلاقي ل آية الله الشيخ مكارم الشيرازي