كلمة السيد نصر الله في المهرجان الانتخابي بالضاحية الجنوبية لبيروت
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في المهرجان الانتخابي الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 10-5-2022 أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا ونبينا خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين،
وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السَّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" صدق الله العلي العظيم.
أُرحب بكم جميعاً في هذا اللقاء هذا المهرجان وأشكر لكم هذا الحضور الكبير. أُرحب بأهلنا من مدينة بيروت من الدائرة الثانية ومن الدائرة الأولى بحسب التصنيف الإنتخابي للدوائر الإنتخابية. أُرحب بأهلنا الذين جاءوا من جمهور المقاومة ومن حلفاء وأصدقاء من مختلف دوائر وأقضية جبل لبنان، من بعبدا، الشوف – عاليه، المتن، وجبيل – كسروان. أُرحب بكم في هذا المهرجان الذي نُريد أن نتعاون ونتكلم ونتداول فيما يعني مصيرنا ومستقبل بلدنا. من بيروت عاصمة المقاومة والطلقات الأولى في مواجهة الإحتلال، عاصمة العروبة، عاصمة الحريات، وعندما أقول عاصمة العروبة لا عروبة بدون فلسطين، ولا عروبة بدون القدس، ولا عروبة مع التطبيع مع العدو.
من بيروت الحضارة والتاريخ والتلاقي، إلى جبل لبنان الجبل الشامخ الممتنع الصامد طوال التاريخ، إلى جبل الأرز وجبل الخلود، إلى جبل التنوع وإلى جبل العيش الواحد. إلى كل أبنائنا وأهلنا وكبارنا وصغارنا ورجالنا ونسائنا، في هذا المهرجان أنا أتوجه إليكم بالشكر، وأُحب أن أَقول كلمة، لم أقم بتحضيرها، لكن عندما رأيت المشهد أَقول لكم: إن حضوركم الكبير اليوم في هذا المهرجان، وما شهدناه بالأمس في مدينتي صور والنبطية في الجنوب، وما نَترقبه ونَتوقعه بحق من حضورٍ كبيرٍ وزاحف في محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل يوم الجمعة المقبل إن شاء الله، هو أكبر رسالة،
لِنترك موضوع الإنتخابات جانباً، هو أكبر رسالة وأعظم جواب لكل أؤلئك الذين راهنوا خلال السنوات الماضية، على مدى السنوات الماضية، راهنوا من خلال الأكاذيب والإفتراءات والإتهامات، ومن خلال الحصار والعقوبات وفرض الأوضاع المعيشية الصعبة، راهنوا على إنقلاب بيئة المقاومة على المقاومة، حضوركم اليوم كافٍ لِيرد الصاع صاعين ويُعيد أيديهم إلى أفواههم. هذه هي بيئة المقاومة، التي توقعتم من خلال إفقارها وتجويعها ومحاصرتها أو مُحاولة عزلها وإتهامها وإضفاء الصفات الظالمة عليها، راهنت على أن تَنقلب، على أن تُبدل، على أن تَقلب أو تَنقل البندقية من كتفٍ إلى كتف، رسالتكم اليوم، رسالة الجنوب بالأمس، رسالة البقاع يوم الجمعة، أن هذا الجمهور وهذه البيئة وفيةٌ للبنانها، لفلسطينها،
لقدسها، لمقاومتها، لشهدائها، لجرحاها، لأسراها، وهي لم تَبخل يوماً بالدم فكيف يُمكن أن تَبخل بالصمود؟ أنا أَشكركم كثيراً. يجب أيضاً أن نَتوجه بالشكر، الآن سوف نتكلم قليلاً بشكل هادئ، أمس الإخوان قالوا لي: عندما كُنتَ تتكلم عن الجنوب قليلاً كُنت مندفعاً، فقلت لهم: لا والله عندما تتكلم عن المقاومة فمن الطبيعي أن تتكلم بإندفاع، لأن حرارة المقاومة تفرض حالها،
وثانياً: بطبيعة الحال صحيح أنا أَخطب من الضاحية وأخطب على الجنوب فإنني أحس أنه يجب أن أُعلي صوتي حتى يَسمعونني، لِأُلطف لكم الجو، غداً عندما أخطب على البقاع أُريد أن أُعلي صوتي، لكن هنا أنتم بقربي، نتكلم "رايقين" إن شاء الله، قريبين من بعضنا.
أيضاً يجب أن نَشكر مشاركة اللبنانيين المُقيمين في الخارج، ونَشكر إقبالهم على صناديق الإقتراع، بمعزل إلى من صوتوا؟ وكيف صوتوا؟ نفس هذا الإقبال ونفس هذا الحضور هو أمر له قيمة وطنية وسياسية. طبعاً يجب أن نَخص بالشكر أُؤلئك الذين صوتوا للوائح يوجد فيها مرشحو المقاومة، لأن وجودهم في الخارج وتصويتهم في الخارج لهذه اللوائح هو يُعبّر عن شجاعتهم وعن تضحيتهم وعن صدقهم وعن إخلاصهم، أنتم تَعرفون أجواء الإنتخابات في الخارج، و
هذا كُنا نتوقعه عندما كان الحديث في لبنان عن إنتخاب المُغتربين، أنا قُلت لكم وللبنانيين، قُلت أنه: نحن في الخارج، في أغلب الدول، بإستثناء سوريا وإيران ويمكن العراق أيضاً، لكن في أغلب دول العالم نحن في الحد الأدنى حزب الله، الآن إخواننا في حركة أمل لديهم ربما هامش معين، نحن سيكون من الصعب علينا تشكيل لوائح، من الصعب علينا أن يكون لدينا مندوبون على الصناديق، لن يكون مُمكناً أن يجول مرشحينا على الجاليات اللبنانية في الخارج،
بسبب الظلم اللاحق بنا من خلال تهمة الإرهاب، وهو ضريبة المقاومة في لبنان، فأن يَخرج الكثير من اللبنانيين في كثير من هذه الدول، وفي بعض الدول كانت هناك أجواء تهديد وترهيب، وخصوصاً بعض دول الخليج، ويُصوتوا للمقاومة، هذا الأمر طبعاً نحن نُقدره ونُجله ونَحترمه، وأنا أيضاً أتوجه بالشكر الجزيل إليهم. الحضور الكبير للبنانيين في الخارج على صناديق الإقتراع أيضاً رسالته هي رسالة أمل، لأنه دائماً تعرفون أنه في لبنان، وهذا ما سيتبين لاحقاً في 15 آيار، دائماً يوجد في لبنان مناخ لدى بعض وسائل الإعلام ولدى بعض السياسيين ولدى بعض أصحاب الأقلام ولدى بعض مواقع التواصل، تُحاول دائماً أن تَنشر أجواء اليأس، وأن اللبنانيين يائسين وأن اللبنانيين مُحبطين وأن اللبنانيين....،
الحضور والمشاركة في نهاية المطاف هو يُعبّر عن أمل وعن أداء وظيفة سياسية ووظيفة وطنية، المساهمة في بناء البلد وتصحيح الأوضاع بِمعزل عن الإختيارات السياسية التي يُمكن أن تُعبّر عنها صناديق الإقتراع، وعلى كل حال ما جرى في بعض الدول من ضغوط ومن ترهيب هذا نَتركه لاحقاً، يُمكن أن نَتحدث عنه. أيها الإخوة والأخوات،
أنا بالأمس تَحدثت في الجنوب أو إلى الجنوب عن المقاومة بما فيه الكفاية، في نهاية الكلمة قد أَعود إلى إشارة سريعة في الختام، لكن يَهمني الآن أن أقول لكم: قبل قليل الإخوة الذين يُتابعون المناورات الإسرائيلية أَبلغوني بتقرير يقول: أن رئيس حكومة العدو ذهب لِيُشارك أو يُشرف على المناورات الإسرائيلية، المهم أنا يَهمني جملة قالها رئيس حكومة العدو في هذه المناورات،
قال: نحن لا نَبحث عن مواجهة مع أحد، لا أُخفيكم سراً أنه في الأيام القليلة الماضية بعد خطاب يوم القدس، والذي كُنت واضحاً فيه، وأمس أيضاً في الخطاب إلى الجنوب، عندما أعلنا منذ الساعة السابعة إستنفار مقدرات وقوات وكوادر المقاومة في كل لبنان، طبعاً على تناسب بحسب المناطق، بعد خطاب يوم القدس بأيام أنا أُبلغت من خلال بعض القنوات الديبلوماسية رسالة تقول، يعني جواب على خطاب يوم القدس، رسالة تقول: أن الإسرائيليين يُؤكدون أنهم لا يُريدون القيام بأي عمل بإتجاه لبنان، طبعاً أنا أُريد أن أُعلق بنقطتين:
-النقطة الأُولى: نحن لا نَثق بالعدو، لا برسائله عبّر القنوات الديبلوماسية ولا بِتصريحات رئيس حكومة العدو، ولذلك إستنفارنا وجهوزيتنا سوف تبقى قائمة وفعالة وبعيون مفتوحة بالكامل إلى حين إنتهاء المناورات الإسرائيلية، وهذا ما أعتقد أن إخواننا في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة سيفعلونه. -والأمر الثاني الذي أُريد أن أُلفت له: أن هذه الرسالة العلنية أو الضمنية هي نتيجة قوة المقاومة، نتيجة حضور المقاومة، نتيجة أن العدو يَعرف أن هذا الكلام الذي يُقال في يوم القدس، أو الذي يُقال أمس، تَقف خلفه رجال ومقدرات وجمهور وبيئة حاضنة ومقاومة قوية وحقيقية، ولذلك يتأدب، الآن يقف على رجل ونصف أو رجلين، هذا ليس مهماً، المهم الآن أن لا يفتح أحد مشكل، وأرجع لأقول:
نحن لن نَسمح لأي إعتداء أو تجاوز على لبنان أياً يكن السبب. هذا كان مُلحق بعنوان: " مقاومة ليوم أمس"، اليوم نُريد أن نذهب إلى عنوان آخر، لأنني قلت أمس بأنني أُريد أن أُقسم موضوعات على ثلاث مهرجانات. أُريد أن أتي إلى موضوع الدولة وبناء الدولة والمساهمة في بناء الدولة والوضع الإقتصادي والمعيشي والبرامج والوضع الداخلي وما يجب أن نَنظر إليه. طبعاً يجب أيضاً في البداية قبل أن أَدخل إلى هذا الموضوع، إستمعت أنا وإياكم سوياً إلى خطاب دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري قبل قليل، وأنا اعتبر أن كل ما قاله دولة الرئيس هو يُعبّر عن توجهات ومضامين وأفكار هذا الثنائي،
الذي يَقف بقوة وبصلابة ويُواصل الطريق معاً، وسأعود إلى بعض النقاط أثناء الكلمة. في موضوع الدولة، نحن نُؤمن واتفقنا وآمنا، وسبق إلى هذا كبارنا وفي مُقدمهم الإمام موسى الصدر أعاده الله بخير، أن لبنان هو وطن نهائي لِجميع أبنائه في حدوده الحالية المعروفة، وهذا أمر طبيعي لأنّ البديل عن الدولة وعن النظام هو الفوضى والتسيّب والضياع، وهو فلتان الأمن هو إلخ كلّ ما تعرفون.
الآن عندما أؤكّد على هذه المعاني ليس فقط لأهداف سياسية، وإنّما أيضا لأهداف ثقافية. هذه هي ثقافتنا، أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول لا بدّ للناس من أمير بر أو فاجر، الأمير هو عبارة عن السلطة، أي مجتمع أي وطن يجب أن يكون هناك سلطة تدير شؤونه لا يمكن أن يكون أحد بديلاً عن الدولة، وأنا دائمًا أؤكّد وأكرّر نحن الآن نتحدّث مع أهل بيروت، ومع أهل جبل لبنان، ومن خلالهم كل أهل لبنان أريد أن أؤكّد نحن لا نطرح أنفسنا دولة إلى جانب الدولة ولا حزبًا بديلًا عن الدولة،
لسنا مقتنعين بذلك ولا نقدر على ذلك ولا مصلحة أن نكون كذلك. لا نحن نستطيع ولا غيرنا يقدر. أي تيار، وأي حزب، وأي حركة، وأي تنظيم وأي جماعة سياسية في لبنان مهما امتدّ جمهورها وكبرت قواعدها وتعاظمت إمكاناتها لا تستطيع أن تكون بديلًا عن الدولة، لا في الأمن، ولا في الاقتصاد، ولا في المال، ولا في المعيشة، ولا في التعليم، ولا في الصحة، ولا في أيّ شأن من هذه الشؤون. حتى في مسألة المقاومة نحن لا نطرح أنفسنا بديلًا عن الدولة، نحن نتحدّث عن جيش وشعب ومقاومة، نتحدث عن المقاومة المكملة للدولة، إذا تشرّفت الدولة وقامت بواجبها في الحماية وفي التحرير.
إذًا هذه مسألة يجب أن تكون من الواضحات لأنّ هذه دائمًا في البلد هي مثار إشكال واتهام، نحن نؤمن بهذا ونعتقد بهذا ونساهم في تحقيق هذا الأمر في لبنان حتى لا نتحدّث نظريات في لبنان. هناك دولة موجودة، الحمد لله عندنا فخامة رئيس جمهورية الله يطيل بعمره، ولدينا حكومة ولدينا مجلس نيابي وعندنا مؤسسات، اللبنانيين عندهم جيش وأجهزة أمنية ووزارات ومؤسّسات، وأيضًا عندهم مؤسّسات زيادة عن الحاجة، أيضًا فالدولة موجودة، لدينا دستور، لدينا قوانين إلى ما شاء الله. إذا نحن لسنا آتين لنبدأ من الصفر.
نحن أيضا لا نطرح كما يحصل في بعض الدول العربية، أو كما حصل في السنوات الماضية، لا نتحدث لا عن إسقاط نظام ولا إقامة نظام سياسي جديد، ولا عن إسقاط دولة ولا عن إقامة وبناء دولة من جديد، لا. نحن نقول هذا النظام السياسي موجود، وهذه الدولة موجودة، وهذا الدستور موجود، الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف يوجد قوانين ويوجد مؤسسات، نعم هذه الدولة، هذه البنية، وهذه المؤسسات وهذا النظام في مجموعة مشاكل تعيق قدرته أحيانًا على العمل والإنتاج وأن يكون بمستوى طموح اللبنانيين وتوقعات اللبنانيين يجب العمل على معالجة هذه المشاكل وعلى سدّ هذه النواقص،
وعلى معالجة هذه العيوب من خلال الإصلاح. لذلك المشروع الواقعي الطبيعي لأيّ حركة سياسية في لبنان يجب أن يكون مشروعًا إصلاحيًا في النظام، ومشروعًا إصلاحيًا في الدولة حتى لو يريد أنّ يأخذ البعض منحى التغيير. ولكن ضمن هذا الإطار لماذا؟ لأنّ لبنان أيّها الإخوة والأخوات لبنان بلد خاص، لبنان بلد مشكّل من مجموعة من الطوائف، لا يوجد في لبنان أكثرية وأقلية هو مجموع أقليات.
عندما ننظر إلى الحدود المعروفة وعندما نضع عيوننا على الـ 10452 كيلومتر مربع ننظر فيهم وننظر إلى اللبنانيين يتبيّن أنّ اللبنانيين مجموعة أقليات، لنوصّف الأمور بحقيقتها هذا مجتمع وبلد فيه تركيب طائفي، وهو منذ أن تأسّس منذ أن ضمّت إليه الأطراف، وشكل لبنان الكبير هو بلد قلق حتى لا نجامل بعضنا نحن الموجودون في هذه الدوائر من كلّ الطوائف هو بلد قلق، كثير ما يتحدثون عن حرمان هنا وغبن هناك ، قلق هنا وخوف من المستقبل،
هناك حذر وتحفّظ في العلاقات البينية، بلد قلق. ولذلك الكلّ يبحث عن ضمانات، عن ضمانات داخلية، وللأسف حتى عن ضمانات خارجية هذا الذي كان يحصل طوال المئة سنة وأكثر من تاريخ لبنان الكبير. إذًا نحن يجب أن نعترف أنّنا أمام بلد أيضًا، وضعه دقيق، وضعه حساس عندما تقارب مسائله لا تستطيع أن تقاربها بنفس الأنفاس الثورية والعنفوانية والحماسية التي تجري في بلدان أخرى، يجب أن نعترف بهذه الخصوصية لبنان جرّب كثيرون خلال العقود الماضية أن يحدثوا تغييرات دراماتيكية، فذهب البلد إلى مغامرات إلى حروب أهلية لبنان لا يتحمّل حرب أهلية جديدة حتى من أجل إصلاح النظام السياسي،
أو من أجل تغيير النظام السياسي، أو من أجل فرض معادلات جديدة في بنية الدولة يجب أن يكون موضوع الحرب الأهلية خطًا أحمراً وممنوعًا، يجب أن ينظر إليه اللبنانيون أنّه أمر بمستوى الخيانة من يدفع باتجاه الحرب الأهلية. إذًا نحن أمام وضع دقيق من هذا النوع، لدينا نظام هو نظام طائفي هذا ما هو عليه الحال الآن، إذا جاء وقت ارتضى اللبنانيون إلغاء الطائفية السياسية، فنحن في مقدمتها.
لكن الواقع الحالي القائم وفي المدى المنظور وفي المدى المتوسط من الواضح أنّنا نعيش في ظل هذا النظام الطائفي. وفي ظل هذا النظام الطائفي هناك الكثير من الثغرات من المشكلات من العيوب وتحت سقف الطائف وفي إطار الطائف يمكن العمل على معالجتها يجب أن نعمل على معالجتها، ويجب أن نتصرّف على هذا الأساس. هذه هي مقاربتنا لموضوع الدولة، وبالتالي ما يجب أن نطمح إليه جميعًا هي صورة دولة عادلة ومقتدرة قادرة، هذا ما تحدّثنا عنه في برامجنا الانتخابية، وما تحدّثنا عنه في وثيقتنا السياسية التي تلوتها عام 2009، الدولة العادلة والقادرة. عندما أتحدّث عن الدولة العادلة لا أريد أن أتحدّث عن العدالة بالمعنى الفلسفي أو بالمعنى الأفلاطوني، أو أنّنا نتحدّث شعارات لا يمكن أن
تتحقق وفي ذهننا دائمًا دائمًا كان صورة ومصاديق لدولة عادلة، وبالتالي يجب أن نعمل لتحقيق هذه المصاديق وسأضرب أمثلة حتى لا نتحدّث فقط شعارات أو أحد يقول يا سيد أين الدولة العادلة؟ أين نحن؟ وأين الدولة العادلة؟ لا هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تتحقّق، وأن تحقّق عدالة في الدولة. الآية التي قرأتها في بداية الخطاب الله سبحانه وتعالى يقول لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان لماذا؟
ليقوم الناس بالقسط. أحد الأهداف الرئيسية للرسالات السماوية، ولأنبياء السماء، وللكتب السماوية هي أن يقوم الناس بالقسط، أن يقوم الناس بالعدل، أن تكوّن حياتهم فيها عدالة إذا استطاعوا، أن تكون كلّ حياتهم عدالة، ممتاز، وإلا فليعملوا إلى أعلى مستوى ممكن من العدالة.
والدولة العادلة التي نتطلع إليها إن أردت تقديم أمثلة، وهذا كنّا نعمل له خلال كلّ السنوات الماضية وبرنامجنا ونحن وأنتم سنعمل له خلال السنوات الآتية، مثلًا أتحدّث عن أمثلة فقط، وإلا إذا أردنا الحديث عن الدولة العادلة والقادرة نحتاج إلى ساعات طويلة. المثل الأول مجلس النواب هو أم المؤسسات، هو ينتخب رئيس الجمهورية وهو يسمّي رئيس حكومة ويعطي ثقة للحكومة ويقرّ القوانين إلخ. يأتي من خلال الانتخاب،
قانون الانتخاب هو المفتاح، قانون الانتخاب القائم على النظام الأكثري خصوصًا في بلد طائفي مثل لبنان النظام الأكثري غير منصف غير عادل،
النظام النسبي القانون الحالي هو أكثر إنصافًا، طبعًا قد نحتاج إلى تعديلات في القانون الحالي ليصبح منصفًا بالكامل، لكن بين القانون النسبي والآن أنتم تشعرون خصوصًا في هذه الدوائر تشعرون بأنّ الانتخاب على أساس النسبية تستطيعون أن توصلوا نوابًا يمثلونكم. أمّا على أساس الأكثرية بصوت واحد يغلب أناس ويشطب أناس أربع سنوات. إذًا عندما ذهبنا إلى القانون النسبي الذي نادينا به منذ سنة 1992 بعد سنوات طويلة،
لكن بالنهاية تحقق سعينا نحن وقوى سياسية أخرى، وأنا أقول لكم كان صعب جدًا حتى كيف سار، هذه كانت عناية الله سبحانه وتعالى. لكن هذه صورة لدولة عادلة، الدولة العادلة هي التي تقدّم قانونًا انتخابيًا يشعر فيه جميع المكوّنات اللبنانية ضمن التركيبة الخاصة بأنّهم قادرون على أن يوصلوا من يمثّلهم إلى مجلس النواب، هذه دولة عادلة. لكن نظام أكثري، لا، دولة غير عادلة. من الأمثلة أيضًا في قانون الانتخاب سن الـ 18 بدل سن 21 المعمول به حالياً.
اليوم، اللبنانيون ذاهبون للانتخاب، وهناك جيل بكامله ممنوع أن ينتخب، هم شباب وصبايا الـ 18 و19 و20 والأقل من الـ 21 بعدة أشهر.
هؤلاء جيل شباب لبنان الحقيقي ممنوع عليهم الانتخاب لماذا؟ لأنّ هناك قوى سياسية لا تريد، هناك حسابات ضيقة، هناك حسابات ضيقة ومحدودة، هذا ظلم، هذا ظلم كبير لجيل الشباب، هذا الجيل إذا كان يعمل عليه دفع ضرائب وعليه مسؤوليات، ومن حقّه الطبيعي أن ينتخب فهو يحمل واجبات وطنية ويحرم من أهم حق وطني وهو الانتخاب. هذا ظلم، هذا الأمر يحتاج إلى نضال كما يقال، جيل الشباب عليهم أن يناضلوا، وجيل الشباب في القوى السياسية يجب أن تطالب قياداتها التي ترفض.
نحن خضنا تجربة طويلة بهذا الموضوع ونتحدّث مع القوى السياسية بالجلسات المغلقة، الكل موافق تعالوا لنصوّت بمجلس النواب يسقط في المجلس النيابي. هذا الأمر يجب أن يعالج إذًا أيضًا أن يعطى لشباب الـ 18 و19 و20 وقبل 21 حق الانتخاب هذا عدل هذا قانون عادل جزء من هوية وحقيقة الدولة العادلة. الدولة العادلة يعني الدولة التي تهتمّ بشعبها، بحياته، بجوعه، بفقره، بعوزه، ببطالته، بمياه شربه، بصحته، بتعليمه، هذه الدولة العادلة. وهنا الدولة العادلة هي التي تمارس الإنماء المتوازن بين كلّ المناطق لا تميّز منطقة عن منطقة، لا لسبب طائفي ولا لسبب حزبي ولا لسبب فئوي، ولا لسبب له علاقة بهذا الزعيم أو ذاك الزعيم.
أموال الدولة هي ملك كل الشعب، ويجب أن تصل من خلال المشاريع الإنمائية إلى كلّ الشعب. الدولة العادلة هي دولة الإنماء المتوازن الذي كنّا وما زلنا نطالب به وسوف نبقى نعمل له. الدولة التي ترعى غير القادرين على العمل، العجزة هنا يأتي ضمان الشيخوخة، موضوع الأيتام ودعم المؤسسات التي ترعى الأيتام، المرضى أصحاب الأمراض المزمنة. لذلك كنّا دائمًا نقول حتى في موضوع رفع الدعم عن الدواء لا يجوز المسّ بالدواء الذي يصل إلى الفقراء والمساكين وخصوصًا في الأمراض الطويلة والمزمنة.
هذه الدولة العادلة! الدولة العادلة هي التي لا تنهك مواطنيها بالضرائب، هناك أناس في لبنان في الاصل لا يعرف، عنده الاقتصاد والمشروع الاقتصادي لا يوجد شيء اسمه تنمية، كله اسمه رسوم وضرائب و"تى في أ"، ويتوجه مسرعاً لزيادة ال "تى في أ" والضرائب، هذه ليست دولة عادلة، نحن خلال كل السنوات الماضية كنا نقف في وجه الضرائب على الفئات الفقيرة، وكنا نقف في وجه الضرائب على الحاجات الاساسية للناس وسنبقى كذلك.
القانون العادل في الضرائب هو الذي يعتمد الضريبة التصاعدية، هذا قانون عادل! أما أن تدفع كل الناس ضرائب بشكل متساوٍ فهذا قانون ظالم، إذاً هذه الدولة العادلة، نحن لا نتحدث عن شيء أفلاطوني، هذه مصاديقها هذه ترجماتها التي يجب ان نعمل لها، نظام عادل للأجور، دولة تؤدي الحق المعقول من التعليم الرسمي وتضع الثانويات والتعليم الرسمي في أولوياتها وتضع الجامعة اللبنانية الرسمية جامعة الفقراء في أولوياتها ولا تبقيها في مهبّ الإهمال والتجاذبات،
دولة تقدم الحد الأدنى من الرعاية المقبولة على المستوى الصحي، ونحن عندما تولّوا وزراء من إخواننا وزارة الصحة بذلنا جهوداً كبيرة جداً حتى في مواجهة جائحة كورونا وفي أقل الإمكانات من أجل أن يكون القطاع الصحي الرسمي موضع أمل وثقة واعتماد وحضور قوي وفاعل عند الناس، الدولة العادلة والقادرة هي الدولة القادرة على حماية سيادتها وأراضيها وأجوائها ومياهها وثرواتها من أي عدوان او إحتلال أو تسلّط أو هيمنة أو انتقاص،
هذه الدولة القادرة، لديها جيش قوي، لديها أجهزة أمنية قوية وقادرة أن تواجه وأن تدافع، لا أن تلقي بأعباء التحرير على شعبها ولا بأعباء الحماية على شعبها، نحن نتمنى أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الدولة في لبنان قادرة ولديها جيش قوي، سلاح جو قوي، بحرية قوية، تصوّروا أن البحرية في لبنان لا يوجد لدى الدولة اللبنانية قدرة أن تصل الى أعماق 300 متر أو 400 متر لإستنقاذ أجساد الضحايا في زورق الموت في مياه طرابلس.
نتمنى أن يأتي يوم يصبح لدينا دولة قوية وجيش قوي لديه سلاح جو قوي، قدرة صاروخية قوية، قدرة دفاع جوي قوي وهو يتحمل مسؤولية أعباء الدفاع والحماية عن هذا البلد ويُستغنى حتى عن الأعباء أن يتحملها الشعب. الدولة العادلة القادرة هي التي تؤمّن الأمن لجميع اللبنانيين ويشعر فيها كل مواطن لبناني بأنه آمن ومطمئن في قريته، في بيته، في حقله، في مصنعه، في سوقه، في متجره، في مدرسته، في جامعته، والأمن هو مسؤولية الدولة، أيها الأخوة والأخوات، ودون تمييز بين المناطق حتى لو كان هناك صعوبات في مناطق أكثر من مناطق أخرى. هذه أمثلة للدولة العادلة والقادرة التي كنا نعمل من أجل أن تتحقق وسوف نبقى نعمل وأدعوكم الى أن نعمل خلال السنوات المقبلة وبدون يأس رغم كل الصعوبات،
إذا تعاوننا وتكافلنا هل يمكن أن نصل الى هذه النتيجة؟ نعم يمكن أن نصل إلى هذه النتيجة. أيها الأخوة والأخوات، من جهة أخرى في هذه المسألة في مسألة الدولة العادلة والقادرة، هذه مسؤولية الجميع، لا يستطيع أي حزب أو تيار او حركة أو تنظيم أو جماعة سياسية في لبنان أن تدّعي وتقول أنا قادر على بناء دولة عادلة وقادرة بمفردي، هذا لا يكون صادقاً مع الناس، إذا أنا قلت لكم الآن وأنتم غالباً تصدّقوني – دائماً إن شاء الله تصدّقوني – أنا بصراحة أقول لكم،
إذا قلت لكم أن حزب الله قادر لوحده على بناء دولة عادلة قادرة لا أكون صادقاً معكم، هذا أمر غير واقعي، لا يستطيع أحد أن يدّعي ذلك لأن هذه تركيبة لبنان، تحويل الدولة الى افضل صيغة تكون فيها دولة عادلة وقادرة يحتاج فيها الى تعاون الجميع، تعاون القوى السياسية، الأحزاب، التيارات، القيادات، هذا بلد قائم على الشراكة وهذا ما ندعو إليه، الشراكة وعدم الإلغاء وعدم الإقصاء، الجميع يجب أن يذهب ويتمثل في المجلس النيابي بأحجامه الطبيعية،
القانون الأكثري لم يكن يفرز أحجاماً طبيعية – ياما في ناس مدو ايدهم على حقوق ناس تانيين – القانون النسبي يفتح الباب أمام فرصة كبيرة جداً لحضور الجميع بأحجام طبيعية، حسناً، نحن مع هذا الحضور ولا نريد أن نلغي أحداً خلافاً لما يدّعي البعض من أجل شدّ العصب،
هناك أحجام طبيعية يجب أن تعبّر عن نفسها في الانتخابات عبر القانون النسبي، حسناً في الحكومة أيضاً نحن مع الشراكة، نحن لسنا مع حكم أكثرية وأقلية، في لبنان عندما نتكلم عن أغلبية وأقلية لا يصحّ هذا في نظام طائفي، نعم في نظام ديمقراطي غير طائفي في ظل عدم وجود حساسيات ومشاعر غبن وخوف أهلاً وسهلاً، كلام الأغلبية والأقلية صحيح ومنطقي وطبيعي.
في نظام طائفي مثل النظام اللبناني كلام الأغلبية والأقلية كلام غير واقعي ويأخذ لبنان الى أزمات، هذا كان منطقنا منذ البداية، في الـ 2005 والـ 2009 والـ 2018، عندما لم نكن نحن وحلفاؤنا أغلبية قلنا ذلك، وعندما أصبحنا أغلبية في الـ 2018 قلنا ذلك، ولم نشكل في الـ 2018 حكومة أغلبية من الأكثرية الحالية، بل شكلنا حكومة برئاسة رئيس تيار المستقبل ومشاركة بقية القوى السياسية الموجودة في لبنان، كانوا موجودين في الحكومة الأولى، نعم عندما يريد البعض أن يبتعد ولا يتحمل مسؤولية هذا شأنه،
أما أن يتم الإقصاء والإبعاد تحت عنوان أكثرية وأقلية هذا في لبنان يدفع الى مغامرات، لذلك في هذه النقطة أيضاً يجب أن أؤكّد، نحن من دُعاة الشراكة الوطنية في بناء الدولة العادلة والقادرة والشراكة الوطنية والتعاون من أجل إخراج لبنان من أزماته، أما أغلبية وأقلية في ظل نظام طائفي قد يؤدّي في مرحلة ما أن تتشكل أغلبية من مجموعة طوائف وتستثني طائفة وتعزل طائفة وتُقصي طائفة بأكملها، لبنان يتحمل سلوكاً سياسياً من هذا النوع؟
على الإطلاق! قد تتشكل أغلبية إسلامية على سبيل المثال مع بعض النواب المسيحيين، هل يصح أن يأتي هؤلاء ويقولون نحن أغلبية ونقصي الأغلبية الساحقة من المسيحيين ونقول أغلبية وأقلية!؟ أو أن يتكرر أمر كهذا مع السنة أو الشيعة أو الدروز وما شاكل!؟ هذه تركيبة لبنان وهذا النظام اللبناني! لذلك الصحيح هو الشراكة والإصرار على الشراكة، هذا طبعاً يحتاج الى روحية، الى حلم، الى سعة صدر،
الى قدرة تحمل، الى صبر، الى تواضع، الى إخلاص للبلد وقضايا البلد، الى التنازل عن بعض الطموحات الشخصية والحزبية والمذهبية والطائفية، هذا كله يتطلّبه منطق الشراكة! لبنان أيها الأخوة والأخوات لا يتحمل طائفة قائدة مهما بلغت هذه الطائفة من القوّة، أو كان لديها فائض قوّة،
لبنان أيها الإخوة والأخوات بتركيبته المتنوعة لا يتحمل حزباً قائداً ولا تياراً قائداً ولا حركة قائدة مهما بلغ من الامتداد الشعبي ومن القوّة، أنت قد تصبح كحزب لبناني قوّة إقليمية ولكن في لبنان تبقى حزباً لبنانياً محلياً جزءاً من هذه التركيبة الموجودة في البلد التي تحتاج الى التعاون والى الشراكة والى المساهمة والى التفاهم بين اللبنانيين فيما بين بعضهم البعض. بهذه الروحية نطل على الاربع سنوات المقبلة لنقول نعم نحن نريد جميعاً أن نكون سويّاً، أن نعمل لتصبح الدولة القائمة في ظل الدستور القائم أن تصبح هذه الدولة أكثر من أي وقت مدى وأكبر من أي زمن مضى دولة عادلة، دولة قادرة، دولة تحقق طموحات وتوقّعات وآمال الشعب اللبناني في كل شؤونه وتطلّعاته، هذا ما يجب أن يكون هدفنا جميعاً،
هذا يعني وهو الجديد الذي أريد أن أقوله اليوم في هذه الانتخابات، نحن في حزب الله بالتحديد نشعر أننا أصبحنا مسؤولين أيضاً أكثر من أي زمن مضى، هناك ظروف الجأتنا للدخول الى الحكومة عام 2005، الكل يعرف أننا من 92 للـ 2005 لم نشارك في الحكومات المتعاقبة، بل كان لنا مشكلة مع السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية لهذه الحكومات المتعاقبة وهذا معروف بالبلد،
واتُّهمنا نتيجة موقفنا من هذه السياسات التي يدفع اليوم لبنان ثمنها ونُحمّل نحنُ مسؤوليتها مع العلم أننا كنّا من أشد معارضيها، طبعاً تحت سقف سياسي وأمني، فنحن من 92 حتى 2005 لم نشارك في أي حكومة ولم نطلب المشاركة في الحكومة، وأيضاً لم يطلب منا أحد أن نشارك في الحكومة، كانوا فرحين فينا أننا مشغولون بالمقاومة وهكذا..
لكن نحن أيضاً لم نفكّر، لم نقرّر ولم يكن لدينا هذه النيّة ضمن رؤية معيّنة، في الـ 2005 وجدنا أنفسنا ملزمين بأن ندخل الى الحكومة نتيجة الأجواء المتوتّرة في البلد التي أعقبت إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والأحداث التي حصلت،
وأيضاً من أجل حماية ظهر المقاومة من الفريق السياسي الذي كان متحالفاً مع إدارة جورج بوش والمحافظين الجدد في أمريكا ويُخطّط لشرق أوسط جديد، إذاً نحن عندما دخلنا الى الحكومة دخلنا بخلفية حماية ظهر المقاومة من أن يطعنها أحد، وأريد أن أصحّح أمراً قد صحّحته في شهر رمضان المبارك لكن من المناسب أن أعيد وأكرّره لأنّ البعض قال غريب أنّ هؤلاء يقولون أن المقاومة تحمي البلد ويطلبون من الدولة حمايتها، أبداً، من الـ 82 لم نطلب من الدولة حماية المقاومة ولا نطلب منها حماية المقاومة واليوم لا نطلب منها حماية المقاومة،
كل ما نطلبه أن لا يطعن أحد في الدولة المقاومة من ظهرها، أن لا يتآمر عليها، أن لا يتواطئ عليها، وأنا لا أتجنّى على أحد أقرأووا كل محاضر وكيليكس بين زعماء سياسيين لبنانيين والسفارة الأمريكية في السفارة وخارج السفارة وراجعوا تلك المرحلة ولا أريد أن أفتح هذا الدفتر الآن.
إذاً دخلنا بهذه الخلفية، وبقينا موجودين ومصرّين وأقول لكم سوف نبقى مصرّين على أن نكون حاضرين في أي حكومة بمعزل عن تركيبة الحكومة وطبيعة الحكومة وبرنامج الحكومة من أجل حماية ظهر المقاومة، لكن عندما أصبحنا داخل الحكومة ترتّبت علينا مسؤوليات جديدة، الان لا يستطيع حزب الله أنا يقول لست معنياً بخطّة الكهرباء ولا بخطّة الماء ولا بالميزانية العامة ولا بخطّة تعافي ولا بأموال المودعين لا، هذا يعني أننا مصمّمون على أن نحضر بقوّة بفعالية بجدية بمسؤولية أكبر من أي مرحلة مقبلة...
نحن دخلنا منذ مدة، ولكننا الآن مصممون على أن نحضر بقوة، بفعالية، بجدية، بمسؤولية أكبر من أي مرحلة مقبلة وبالتالي نعم، نحن نقول شئنا أم أبينا، الظروف - أردنا أو لم نرد – دفعت بنا لنصبح لأسباب أو أخرى جزءاً من النظام وجزءاً من الدولة، وعندما نصبح جزءاً من النظام وجزءاً من الدولة يجب أن نتحمل مسؤولياتنا بقوة وبجدارة. لكن طبعاً لا يجوز أن يرتب أحد توقعات غير واقعية،
نحن عندما نكون أيها الإخوة والأخوات ونحن في أيام إنتخابات وتطلق الوعود ولكن أنا لا أطلق وعوداً غير قادرين على تحقيقها، لا أحد يتوقع أن حزب الله عندما يقول أنا جزء من الدولة، أنا جزء من النظام، يعني الأمور ستُحل بالبلد، الأمر ليس مرهوناً بإرادة حزب الله ولا بجدية حزب الله، نعم هو جزء، لا تنجح خطة كهرباء إذا الناس كلها لم تتعاون، لا تنجح خطة تعافي إذا كل الناس لم تتعاون، أو أغلبيتها بالحد الأدنى،
لا يمكن محاربة فساد إذا أغلب القوى السياسية لم تتعاون، غير ممكن، إذاً لا أحد يرتب توقعات غير صحيحة ضمن تركيبة البلد، نحن لا نملك القوة ولا القدرة، أنا أقول لك يمكن أن يأتي يوم من الأيام في مواجهة إسرائيل نفعل العجائب، لكن داخل تركيبة النظام الطائفي السياسي في لبنان المُركب من مجموع القوى والتركيبة المعقدة اللبنانية نحن يجب أن نكون واقعيين، يجب أن نبذل جهوداً مضنية، أن نسهر في الليل والنهار، أن نتابع، أن نتعب، وأن نُحمّل القوى السياسية الأخرى أيضاً مسؤوليات تحت الطاولة وفوق الطاولة، خلف الستار وفي العلن، هذا معنى المرحلة الجديدة التي نحن ذاهبون إليها.
لماذا أحببت أن أقف قليلاً عند هذه النقطة!؟ لأنه أنا أقرأ جيداً وكثر من الذين يكتبون في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف يطلقون أحياناً أفكاراً – طبعاً نحن نحترم أي رأي – ولكن غير واقعية، لماذا لم يقم حتى الآن حزب الله ببناء دولة في لبنان؟ حبيبي أأنا أستطيع أن أبني دولة في لبنان! من قال لك؟ نحن لا ندّعي ذلك، أنت تُلبسنا ثوب نحن لسنا بحجمه، تركيبة لبنان تحتاج إلى أمور أخرى. كذلك عندما نتحدث عن دولة عادلة وقادرة، كذلك عندما نتحدث عن كل الملفات التي سأشير إلى بعض عناوينها، وحدنا لن نستطيع، من هنا الحاجة إلى التحالفات وإلى الأصدقاء وإلى الائتلافات على اختلاف الأمزجة،
وهنا أقول لكم وخصوصاً في هذه الدوائر التي نحن متحالفين مع بعضنا البعض، وتحالف انتخابي، ونأمل أن يكون تحالفاً سياسياً، في نهاية المطاف عندما تتفاهم الناس مع بعضها وتتحالف مع بعضها، ليس صحيحاً أن يفكر أحد لا جمهور ولا قيادة أنه عندما يتحالف مثلاً حزب الله والتيار الوطني الحر أو حزب الله وحركة أمل أو حزب الله وأي من الأحزاب الوطنية من أصدقائنا وحلفائنا أننا أصبحنا حزباً واحداً وتنظيماً واحداً ونتحدث لغة واحدة ونحمل ثقافة واحدة ومواقفنا كلها واحدة، هذا غير دقيق، أصلاً لم يعد اسمه تحالف بل أصبحنا حزباً واحداً.
عندما نتحدث عن تحالف إنتخابي أو سياسي، عن عمل مشترك يجب أن ننتبه جيداً أنه سيظل هنالك فوارق وسيظل هنالك اختلافات وليس صحيحاً أنه عند كل اختلاف في مسألة صغيرة أو كبيرة أن تتهدد تحالفاتنا وتفاهماتنا، هذا يعني أننا لسنا قادرين ولسنا لائقين ولسنا بمستوى بناء وطن وحفاظ على وطن، إذا عند كل تفصيل سنفترق ونختلف ونهاجم بعضنا ونفك تحالفاتنا معنى ذلك أننا لن نصل بنتيجة في البلد، لأنه أي أحد لوحده لا يستطيع أن يصل للنتيجة الوطنية، يمكن أن يحقق أهدافاً شخصية، أهدافاً حزبية، أهدافاً طائفية، فئوية، لكن لا يستطيع أن يحقق للوطن ما يتأمله هذا الشعب. هذا يتطلب أن أطل سريعاً في بقية الوقت على بعض الملفات،
ليس هنالك شك أن العنوان الأول الذي يجب أن يكون أولوية مطلقة وكل استطلاعات الرأي التي أُجريت في الدوائر كان هذا موضع اهتمام الناس وهو الهم الاقتصادي والمعيشي، هذه هي الحقيقة. حتى لا نطيل، الوضع الاقتصادي والمعيشي والمالي ومستوى المآزق التي وصلنا إليها في لبنان تحتاج إلى خطة. طُرحت خطة تعافي اقتصادية،
يجب أن تناقش بإخلاص، بصدق، بجدية وبدون شعبوية وبدون تحويل لبنان إلى بلد مرتهن، نحن عندما تُعرض مجدداً في الحكومة أو في المجلس النيابي سنناقش هذا الأمر، من تنتخبوهم يجب أن يكونوا أوفياء لمصالحكم ولأوضاعكم الاقتصادية والمعيشية عندما يناقشون هذه الخطة.
هنا يجب أن أذكر ببعض الأمور سريعاً: الأمر الأول، يعني سواءً في خطة التعافي أو في سياسة الحكومة، النقطة الأولى التذكير بسياسة الاتجاه شرقاً وغرباً، إصرار الدولة على أن لا تفتح الأبواب أمام الدول الشرقية والشركات الشرقية مراعاةً لأميركا معنى ذلك أننا لن نتقدم في الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي، سوف نبقى حيث نحن، أميركا تحاصر لبنان ونحن نحاصر بلدنا خوفاً منها ونقفل الأبواب أمام كل الدول في العالم التي تريد أن تستثمر في لبنان، نحن لا نقول اتركوا الغرب واذهبوا إلى الشرق، نقول اذهبوا غرباً واذهبوا شرقاً وافتحوا الأبواب أمام كل من يريد أن يأتي ويستثمر في لبنان ويساعد لبنان على الخروج من هذه الأزمة.
الأمر الثاني، أود التأكيد على ما ذكرته يوم أمس وقد ورد أيضاً – قلت سأعود إلى هذه النقطة – في خطاب دولة الرئيس نبيه بري قبل قليل. مجدداً، أمس عندما كنت أتحدث بطبيعة الحال الوقت كان ضيقاً عندما وصلت إلى هذه النقطة، سأتوسع فيها أكثر، اليوم لبنان إذا كان يريد أموالاً يريد أن يذهب إلى صندوق النقد الدولي، صندوق النقد يقول يعطيكم 3 مليارات، 4 مليارات على ثلاث، أربع سنوات، وعنده شروط، تلك الأموال لا تحل المشكلة في البلد، لبنان عليه دَين الله يعلم كم هو، هناك من يقول 80 مليار، 90 مليار، 100 مليار دولار دَين، حسناً، حتى إذا دول تريد أن تساعد، مليار دولار؟ مليارين دولار؟
حتى الآن لم نرَ شيئاً. إن كان سيُعقد مؤتمر دعم للبنان مثل الذي كان يُعقد في فرنسا، سيقدم ديوناً، قروضاً أغلبها ديون على لبنان، 11 مليار، 12 مليار، مشكلة لبنان أكبر بكثير من ذلك، إذاً إلى أين نذهب؟ يا أخي نحن عندنا كنز هنا في البحر، فلأبسط الأمور كثيراً، الشعب اللبناني مديون وجوعان ومقهور ومُهجر وبطالة وغلاء وسعر العملة الوطنية متدني والكنز بجنبه هنا في البحر، هنالك كنز،
إذا ذهب لبنان ليخرج كنزه بحسب بعض الخبراء أنا سمعت رقم 200 مليار دولار، 300 مليار دولار، يا أخي فلنقول أنهم يبالغون، فلنقول عشرات مليارات الدولارات وليس مئات مليارات الدولارات، هنالك كنز بجانبنا، وخصوصاً في مياه الجنوب. حسناً، لماذا لا نذهب ونستخرج كنزنا، مِن مَن نخاف؟ من أميركا؟ ماذا تفعل أميركا! أكثر مما فعلته أميركا ماذا ستفعل!؟ حصار! عقوبات! ومساعدة عظيمة جداً في تهريب الأموال من لبنان! – سأعود لها لاحقاً – هل تظنون أن المليارات الدولارات التي تم تهريبها في لبنان الأميركي لا يعلم بها!؟ ولم يساعد ولم يساهم ولم يغطِ!؟ هو كل حركة الدولار في المصارف، داخل المصارف في لبنان وبين لبنان والخارج كله تحت عين الأميركي. حسناً، ماذا سيفعل الأميركي؟
تدفع إسرائيل علينا لتشن حرب تموز، هذه إسرائيل ستشن حرباً علينا مجدداً، انتيهنا، من ماذا تخافون؟ إسرائيل! هذه إسرائيل. لماذا؟ يُقال ترسيم الحدود، بمعزل عن ترسيم الحدود أريد أن أسأل سؤالاً - أمس لم يكن هنالك وقت أن أسأل تلك الأسئلة – لماذا إسرائيل لا تنتظر ترسيم الحدود، أهي تنتظر ترسيم الحدود؟ كلا، هي تعمل الآن ضمن منقطة خط 29 أو لا؟ نعم، حقل كاريش أليس من ضمن المنطقة المتنازع عليها؟ نعم، لماذا إسرائيل تعمل في المنطقة المتنازع عليها ولا تخاف من أحد ولبنان حتى بالمنطقة التي يعتبرها مياهه الإقليمية لا يريد أن يعمل؟ لماذا؟
أنا أقول له أكثر من ذلك، حقك أن تعمل في المنطقة التي تعتقد أنها مياه لبنان وحقك تعمل حتى بالمنطقة المتنازع عليها، حقك، مثل ما العدو يعمل في المنطقة المتنازع عليها ويحفر، وغداً قادم ليكمل الحفر ويبدأ باستخراج النفط والغاز ونحن جالسين ومنتظرين المفاوض الأميركي ولا أعرف من. قبل قليل دولة الرئيس قال عشر سنوات مفاوضات وآخر شيء لما وصلنا؟ لإطار للتفاوض، يعني عشر سنوات حتى استطعنا أن نضع إطاراً للتفاوض يعني كم سنة نريد حتى نصل لنتيجة للمفاوضات؟! أنا أُبسّط الأمور بهذا الوضوح ليعرف الشعب اللبناني، لبنان ليس بلداً فقيراً ولبنان ليس بلداً مفلساً وهناك أناس في لبنان يسارعون، مباشرة يبدأون بالحديث، بيع أملاك الدولة،
بيع أصول الدولة، هؤلاء يتآمرون على الدولة، هؤلاء الذين لا يريدون دولة في لبنان، لا يريدون دولة في لبنان، لبنان ليس بلداً مفلساً وليس بلداً فقيراً ولا يجوز أن يحوله السياسيون إلى بلد متسول وبلد شحاذ وبلد ذليل، هذا الذي يحصل اليوم، تصوروا وزير يُفرض عليه أن يستقيل لأنه قال كلاماً قبل أن يصبح وزيراً، بلد الحريات، بلد السيادة، بلد الكرامة الوطنية، بلد الجبال الشامخة يفرض على وزيره أن يستقيل لماذا؟
لأنه يهدد اللبنانيين في دول الخليج ويقطعوا عنا الأموال. ممنوع أن يفتح أحد فمه لأننا نريد مساعدات، ممنوع أحد أن يفتح فمه لأننا نريد قروضاً، نغير هوية لبنان، أنتم الذين تغيروا هوية لبنان، دائماً مدينة بيروت ملجأ كل المعارضين في العالم العربي وكل الأحرار في العالم العربي وكل أصحاب الرأي الآخر في العالم العربي وأنتم تحولونها إلى مدينة مكمومة الأفواه، لماذا؟ لأنه عندنا إحساس بالفقر، لأننا نريد أن نشحد، لأننا نريد أن نتسول، نحن بلد غني وهذا الكنز موجود في البحر وتأتي الشركات وتبدأ بالتنقيب والمعطيات تقول أن هنالك ثروة نفطية وغازية هائلة موجودة في المربعات الموجودة مقابل جنوب لبنان، تفضلوا،
وهنالك شركات حاضرة أن تأتي، لا أحد يقول أن لا أحد جاهز، افتحوا الباب وسيأتون، لكن نملك جرأة أن نُلزّم، وأنا أقول لكم فلنفعل ذلك والعدو لن يجرؤ على فعل شيء لأنه هو محتاج للنفط والغاز أيضاً الذي ينهبه من حق الشعب الفلسطيني، هذا غاز الشعب الفلسطيني ونفط الشعب الفلسطيني وهو ينهبه، وإذا أراد أن يمنعنا - كما قلت بالأمس – قادرون أن نمنعه، قادرون أن نمنعه.
الآن بعض الناس يقولون السيد يريد أن يُشعل حرباً، تشاهدون هذه السفينة التي قالوا أنها أبحرت وقادمة إلى كاريش، نحن إذا أخذنا قراراً غداً يا أخي لا نريد أن نقصفها فقط نُحلق طائرات مسيرة فوقها ونعطيها إنذاراً، كيف تفكر تلك الشركات؟ كيف يُكملون؟ نحن قادرون على أن نمنع العدو وأكرر هذا الكلام اليوم، لبنان أيضاً هو غني وهو قوي، يا عمي هناك شخص عنده كنز ولكن يخاف أن يمد يده عليه لأنه ضعيف، نحن عندنا كنز ونحن أقوياء لماذا نبقى فقراء؟ لماذا نبقى محتاجين؟ لماذا نتحول لمتسولين؟ لماذا نجلس على أعتاب صندوق النقد الدولي ليفرض علينا أحياناً شروطاً مذلة؟ لماذا؟ هذا برأينا جزء أساسي من معالجة الوضع الاقتصادي والمالي. عنوان آخر، عنوان المودعين، ملف المودعين، طبعاً لأن عدد المودعين كبير جداً فهم جميعهم يشعرون بهذه المأساة وبهذه الآلام، لكن يمكن لم يُعبر عنها كثيراً، حقيقة هذا الملف مأساوي، مأساة حقيقية لمئات الآلاف من اللبنانيين،
تصورواً مثلاً الموظفين في الدولة الذين تقاعدوا ووضعوا أموال تقاعدهم بالمصارف، العسكريين والأمنيين الذين تقاعدوا أموال تقاعدهم بالمصارف، المغتربون الذين غابوا عن البلد عشرين وثلاثين سنة وجمعوا أموالاً ووضعوهم في المصارف، الناس الذين عملوا في لبنان واستثمروا في لبنان ووضعوا أموالهم في المصارف،
هذا كله بلحظة من اللحظات لا يمكنك أن تسحب شيئاً، هذه مأساة كبرى، من أكبر مآسي لبنان المعاصرة، طبعاً هناك أناس لا يشعرون بها لأنهم كان عندهم علم وكانوا جزءاً من المؤامرة وأخذوا ايعازاً وقُدم لهم تسهيلات وأخرجوا أموالهم، الغرفة السوداء التي كانت تدير الأوضاع من 3 سنوات في السفارة الأميركية أعطت ايعاز لكل أصدقائها وجماعاتها أن يحيدوا أموالهم، أما بقية الناس، الناس مظلومون وظلامتهم كبيرة ومأساتهم عظيمة. حسناً، هذا مأزق اليوم، هذا يجب أن يعالج. دخل هذا الموضوع بكثير من المزايدات، ونسمع نحن بخطة التعافي ولا أعرف أين ونريد أن نوزع الخسائر.
يجب أن نكون واضحين أيها الإخوة والأخوات، وحتى لا نذهب إلى الشعبوية وإلى المزايدات، أولاً هنالك مستويان، هنالك مستوى حفظ حقوق المودعين، أن هذا حقه، يسترد المال أو لا يسترده بحث آخر، أن تحافط له على حقه، لماذا؟ لأن هنالك أناس في البلد تعمل حتى تشطب هذا الحق، تشطب 10% منه، 50% منه، تُضيعه، أولاً، وجوب الحفاظ على حقوق المودعين، الآن كلنا نخطب، عظيم، من دون مزايدات اعملوا معروف كتلة الوفاء قدمت قانوناً، اقتراح قانون، والكتل الأخرى ليس بشرط أن تمضي مع كتلة الوفاء،
تقدم نفس اقتراح القانون وهي تعدل ببعض العبارات ولكن المهم النتيجة، اقتراح القانون يقول أن حقوق المودعين هي حقوق محفوظة ومحترمة ومقدسة ولا يجوز المس بها في أي خطة أو خطة تعافي أو خطة حكومية أو قانون جديد، انتهينا، أقفلنا، حفظنا الحقوق، تتحدث على مئة منبر هذا كلام فارغ، الذي يحفظ حقوق المودعين كحقوق أن السادة النواب والذين سيصبحون نواباً يذهبوا ويوقعوا، لا يبيعوا المودعين خطابات وكلام بمؤتمرات صحافية،
نوقع كلنا سوياً ونقره كقانون بمجلس النواب كي لا يستطيع أحد لا بمجلس النواب ولا بالحكومة ولا وزير المالية ولا حاكم مصرف لبنان ولا احد ولا حتى مصارف يستطيع ان يلعب بحقوق المودعين، هذا الامر يجب ان يحصل والا كله الى الان أقول للمودعين لا يزال كلام بكلام، وخطابات بخطابات ووعود بوعود،
ما لم يصدر هذا القانون عن المجلس النيابي يعني الحقوق في خطر، اذاً المرحلة الاولى تحصين الحقوق، المرحلة الثانية إستعادة الأموال، أن يستطيع المودعون أخذ اموالهم، هذا يحتاج الى برنامج والى قوانين والى خطة حكومية، اذاً هذا عنوان، نحن بالتأكيد لا نقبل أن نحمّل المودعين أي خسائر وأنا هنا لا أتكلام كلاما سياسيا، انا أتكلم كلاما فقهيا دينيا، وكلاما شرعيا،
هؤلاء الناس أودعوا أموالهم عند هذه البنوك، إذا أخطأت البنوك وفشلوا في الادارة وإستثمروا بطرق خاطئة وخربوا وأفسدوا "المصارف" ما هو ذنب المودعين؟ لا يجوز لا دينيا ولا شرعيا ولا انسانيا ولا اخلاقيا تحميل المودعين أي مسؤولية، وظلم كبير كل من يقبل ان يحمّل المودعين المسؤولية، المسؤولية أين تذهب؟ هذا نقاش مفتوح، بين من ومن يجب أن توزع الخسائر هذا مفتوح للنقاش، طبعاً المسؤول الاول كي لا أتخطى هذه النقطة،
المسؤول الاول الذي يجب أن يتحمّل المسؤولية هي المصارف اللبنانية، وأريد أن أذكّر أن المصارف على مدى ثلاين سنة أخذت الاموال من المودعين وأعطت الدولة الديون وأخدت عليهم فوائد مرتفعة، المصارف حصلت على ثراء فاحش وأموال هائلة وأرباح عظيمة من خلال أموال المودعين والعلاقة التي كانت قائمة والسياسات المالية التي كانت متبعة أول من يتحمل المسؤولية المصارف، لكن هذا بحث نصل اليه لاحقا في توزيع الخسائر، اذاً هذا ملف. الملف الاخر، ملف مكافحة الفساد، قبل أربع سنوات نحن أعلنا عن هذا الملف،
وبالفعل إخواننا باشروا، وتشكّل في حزب الله ملف، يوجد بعد شهر شهرين وسنة وسنتين كانوا يطالبون بالنتائج، مع العلم اننا عندما أعلنت عن هذا الملف قلت أن هذا ملف صعب ومعقد، هذا ملف يحتاج الى وقت طويل هذا ملف أصعب من مواجهة ومقاومة إسرائيل، يعني كنت واضحاً بحجم التوقعات التي قدمتها للناس، لكن هناك أناس "عجولين" وهناك أناس يريدون ان يأشكلوا كيفما كان، ما أنجز حاليا على مستوى هذا الملف كان كبيرا ومهما بالنظر الى التعقيدات اللبنانية وخصوصا الظروف التي مرت خلال السنوات القليلة الماضية، ملفات مهمة بمليارات الدولارات وفيها رؤوس كبيرة،
وردت في هذه الملفات وحوّلت الى القضاء، وكان لدينا شجاعة أن نحوّل هذه الملفات الى القضاء، لكن لدينا قضاء في لبنان متعثر، وهذا يجب أن يعالج، هذا نسيت أن أذكره بموضوع الدولة العادلة، الدولة العادلة يعني قضاء نزيه، يعني قانون عادل وقضات نزيهون كفوؤون، شجعان، غير مسيسين، على كلن هذا الأمر يجب أن نواصل العمل فيه،
لا يجوز ان يشعر أحد انه هذا ملف وصل الى طريق مسدود ولا يمكن مكافحة الفساد في لبنان، كلا، يمكن مكافحة الفساد ويجب ان نواصل العمل بعزم وبإرادة، قد لا نصل في سنة او سنتين او ثلاثة او أربعة او خمسة ولكننا سنصل، كما في المقاومة، سنوات طويلة ووصلنا، كما في القانون النسبي سنوات طويلة ووصلنا، وملفات كثيرة سنوات طويلة ووصلنا،
اذاً هذا الامر يجب أن يستمر، ملف الكهرباء يجب أن يعطى اولوية في الاشهر والسنوات المقبلة، في الاشهر المقبلة من قبل النواب والحكومة الجديدة، الخطة يجب أن تنفذ ويجب ان تدعم من كل القوى السياسية، ويجب إزالة كل العقبات أمامها، وفي نفس الوقت يجب أن نفتش عن خطوات بديلة وأفكار بديلة، كما طرح قبل قليل دولة الرئيس نبيه بري، طبعا أنا اريد ان أؤيد وأشيد بالموقف الذي اعلنه فيما يتعلق بالتنقيب في بلوكات جنوب لبنان، ممتاز،
نعطي مهلة شهر فلنعطي المفاوضات شهرا اضافيا ونرى هل ستصل الى نتيجة او لا، واذا لم تصل فلنذهب الى التنقيب، ودع اسرائيل تعمل ما ستفعله، اذا ملف الكهرباء وملفات اخرى لكي نترك شيئا نريد ان نتكلم عنه مع اهلنا في البقاع. أيها الاخوة والاخوات على ضوء ما عرضت حتى الان، اليوم وبالامس وعلى ضوء ما سمعناه من آخرين في الخطابات والمهرجانات،
الناس أمام خيارات، أنتم الناخبون اللبنانيون في كل الدوائر، في دوائر بيروت وجبل لبنان والجنوب والبقاع والشمال وعكار، أنتم أمام خيارات واضحة، يعبر عنها اصحابها، هناك من يدعو الى خيار الشراكة والتعاون والتفاهم، وتغليب التوافق الوطني والتفاهم الوطني وهناك من يدعو الى الالغاء والى الاقصاء، انتم يجب أن تختاروا، بين هذا الخيار وذاك الخيار، مثلا نحن سمعنا في الايام الماضية البعض وصل فيه الانفعال الى مستوى يقول ليس فقط نريد ان نصل الى سلاح حزب الله قال نريد ان نتخلص من حزب الله ومن التيار الوطني الحر ومن حلفائهم، طبعا لم يتجرأ أن يقول حركة امل، نحن حلفاء، نحن ثنائي، وعندما يريد ان يهاجم يهاجم حزب الله،
ويهاجم الثنائي ولكن لا يجرؤ على مهاجمة حركة امل، حسنا هذا لا يعني اننا نريد ان يهاجم حركة امل، كلا، حركة امل درع لنا ونحن درع لها، لا مشكلة بالموضوع. حسنا وصل الامر ليقول، يقولون نريد أن ننتهي من حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائه، يوجد لغة ومنطق "نريد ان نتخلص وننتهي" طبعا هم ليسوا قادرين على ذلك، ولو كانوا يستطيعون ذلك كانوا فعلوها منذ مدة طويلة،
كانوا دخلوا الى بيوت الناس وذبحوها وقتلوها وفجروها واغتالوها، وماضيهم يشهد على ذلك، لا يستطيعون، هذا منطق، وهناك منطق أخر يقول، نؤيد الشراكة، ونريد التعاون والتوافق، ولا نريد حكومة اكثرية واقلية، يجب أن تختاروا أيها اللبنانيون خصوصا هنا في قضاء بعبدا، خصوصا بين الشياح وعين الرمانة، والضاحية والحدث، ايها اللبنانيون انتم بين خيارين وبين جهتين، بين من يدعو الى السلم الاهلي ويتمسك بالسلم الاهلي،
ويضحي من أجل السلم الاهلي، ويقتل على طرقات الطيونة فيحمل شهداءه وجرحاه ويصر على السلم الاهلي، وهو قادر على ان ينتقم وعلى أن يثأر وأن يدمر وأن يفجر، وبين فريق آخر، يعرض خدماته للعالم، يعرض خدماته للسبهان وفليتمان، أمس اكلها أينشتين بالطريق يعني على وزن هوكشتاين، على كل، يقدم خدماته لكل الخارج ليقول لهم أنا جاهز أن أخوض حربا أهلية في لبنان، ويمارس ذلك، ويطلق النار ويقتل،
الغريب أن من يطلب نزع السلاح هو الذي لديه سلاح ويستخدم السلاح، ويقتل في وضح النهار، أنتم يجب أن تختاروا بين الحريص على السلم الاهلي من موقع الاخلاص والصدق والحب والعيش الواحد، وليس من موقع الضعف والخوف وليس من موقع الجبن، وبين الذي حاضر دائما أن يأخذ البلد على التفجير والمغامرة والى الحرب الاهلية من أجل أن يثبّت نفسه وزعامته للآخرين في الخارج، أنتم بين خيارين بين من يوظف علاقاته الخارجية، يعني فريقنا وإئتلافنا وتحالفاتنا ولوائحنا، نحن نوظف علاقاتنا الخارجية، نستفيد من علاقاتنا السياسية، والدبلوماسية والمالية وغيرها من أجل أن نأتي بالقوة الى لبنان، ليكون لبنان قويا، نوظف بحق،
وبحق ونشكر تلك الدول، الجمهورية الاسلامية وسورية وبقية الاصدقاء من العراق وغيرها من الدول، نوظف هذه العلاقات دون أن نصبح لا أدوات ولا عملاء، نحن لسنا أدوات ولسنا عملاء، ولسنا أحجار شطرنج، أنا أقول لكم، هذا يكتب مقالات وهو صحيح، الجمهورية الاسلامية لا تتدخل في لبنان، هل رأيتم من هم السفراء الذين يعملون في الانتخابات؟ ويتجولون من منطقة الى أخرى، هل رأيتم أحداً إيرانيا؟ السفير الايراني ،
موظف ايراني، مسؤول ايراني، ايران لا تتدخل لا في الانتخابات ولا في السياسة الداخلية، نحن الذين نأخذ القرار، بل أكثر من ذلك، عندما قلت في يوم من الايام نحن سادة عند الولي الفقيه، نحن شركاء مع إيران عندما نتحدث عن المنطقة، شركاء، وهي تحترمنا كشركاء، بين من هم يوظفون علاقاتهم ليكون لبنان قويا، فيأتون بالمازوت وبالمال والسلاح وهذه إيران تعرض في كل يوم، تقول لكم نحن جاهزون أن نبني لكم أنفاقا وجسورا ومعامل كهرباء ونعمل ونعمل ولا نريد منكم شيئا، وبين فريق يأتي بالمال من الخارج ولا ينفقه على الناس، والا أين ذهب الـ 20 مليار من السعودية والـ10 مليار من الاميركيين؟
مجموع 30 مليارا دولارا اميركيا، أين هي؟ أنتم بالخيار بين فريق همه وغمه لبنان، وبين فريق غمه وهمه أن يستخدم لبنان أن ترضى عنه أميركا والغرب وووو من بعض دول العالم، أنتم بين خيارين، أنتم بين خيار من يتحمل مسؤولية ويبقى في المسؤولية، رغم كل الضغوط التي حصلت في هذه السنوات الثلاثة وأنتم تعرفون من أقصد ولا أريد أن أدخل في الاسماء، وبين من يهرب من المسؤولية ويستقيل ويتبرأ،
ويقول أنا ليس لي علاقة، ويصبح مع المعارضة، ويصير مع الثورة وثوار ومظلوم، يا إخواننا أيضا لا ندخل في الاسماء ولكن من يراجع التاريخ ويفهم فيه، يوجد أحزاب سياسية واليوم هي مشاركة في الانتخابات وقدمت نفسها معارضة وهي بالسلطة منذ الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات وال2000 وال2010، طبعا هناك من دخل وهناك من خرج، ولكن هناك أحزاب سياسية من الخمسينات وهي في السلطة،
ومن جديد قالوا أنهم يريدون أن يحدثوا تغيرا في البلد ويريدون أن يواجهوا الظلم في البلد، وتحمل المسؤولية لمن؟! لمن جاء مؤخرا، الى هذه المصائب ليساعد في معالجتها، أنتم بالخيارين لان هذا نموذج بالأمس كان بالمسؤولية وشريك في كل ما فعلته هذه الدولة التي يسمونها المنظومة وكان جزءاً من هذه المنظومة وشريكاً بكل ما فعلته هذه المنظومة،
وبين ليلة وضحاها يخرج وهو شريف مكة ولا دخل له ولا يتحمل مسؤولية وهو البريء والطاهر والنظيف والثائر وهو المنقذ، يجب أن تختاروا بين الصادق الذي يتحمل المسؤولية ولو كان على حسابه، وبين المنافق المخادع الذي خدعكم لسنوات طويلة وسيخدعكم في المستقبل، وسيقفز من المركب عندما يجد ان المركب ذاهب الى الصعوبات. الصادقون هم الذين يبقون في المسؤولية أيا تكن الصعوبات والتحديات، ولو شُتموا، وشُتمت امهاتهم، ولو شُتمت مقدساتهم، ولو علّقت لهم المشانق، ولو أتهموا ظلما وزورا، هؤلاء الصادقون، أما المخادعون المنافقون هم الذين يقفزون من مركب المسؤولية ويأخذون معهم ما جمعوه من السلطة ويهربونه للخارج،
ثم يقدّمون أنفسهم منقذين وثوار وأطهار، أنتم أيها الاخوة والاخوات، أيها اللبنانيون جميعاً بالخيار بين اثنين، بين السياديين الحقيقيين الذين يريدون لبنان قويا حصينا منيعا، من خلال المقاومة وتأييدهم للمقاومة، وقبولهم بالمقاومة في إطار إستراتيجية دفاعية وطنية، وبين السياديين المزيفين الذين يريدون نزع القوة اللبنانية الحقيقية وتحويل لبنان مجددا الى بلد ضعيف الى بلد مكشوف أمام الشروط الاسرائيلية والاطماع الاسرائيلية والتهديدات الاسرائيلية والعدوان الاسرائيلي وأنتم يجب أن تختاروا، عندما نأخذ القوة من لبنان سوف يبقى هذا الكنز في البحر، بل سوف تأتي اسرائيل وتنهبه، ونحن الجائعون المظلومون المحرومون نتطلع بحرقة قلب، يجب أن تختاروا بين من يريد لبنان حقيقة قويا سيدا حرا مستقلا،
ليس سيدا في لبنان فقط، بل سيداً في المنطقة أيضا، في قلب معادلات المنطقة أيضا، بين من يريده هزيلا ضعيفا متسكعا على ابواب سفارة هنا أو خيمة هناك، هذا هو السؤال الذي يتوجه اليكم في الخامس عشر من أيار، ويجب أن يجيب عليه كل اللبنانيين، أما أنتم، أنتم يا جمهور المقاومة ويا بيئة المقاومة، أنتم يا أبناء المقاومة،
يا أهلنا في الضاحية الجنوبية وفي كل المناطق، يا من دمرت بيوتكم ودمرت أرزاقكم وقدمتم الاف الشهداء والجرحى وتحمّلتم وصمدتم وصبرتم نحن على يقين من جوابكم. أنتم في الخامس عشر من أيار، أنا أعرف وسمعت هتافكم ولا أحتاج الى أن أناديكم، أنا أعرف أن أصواتكم هي للمقاومة ولحلفاء المقاومة، أصواتكم هي للشهداء، هي للإمام موسى الصدر وللسيد عباس الموسوي وللشيخ راغب حرب، وللشهيد عماد مغنية، وللشهيد مصطفى بدر الدين وللشهيد حسان اللقيس ولكل الشهداء، أن أصواتكم للمقاومة ولقوة لبنان ولسيادة لبنان ولمنعة لبنان ولعزة لبنان،
وأن أصواتكم لكل الحلفاء الصادقين الصامدين في مواقع المسؤولية، المستعدين ليتحملوا الظلم دفاعا عن سيادة لبنان ومن أجل إنقاذ لبنان، هذا ما نعرفه عنكم ونتوقعه منكم، وفي 15 عشر من أيار نراكم إن شاء الله، نرى رجالكم ونساءكم عند صناديق الإقتراع لا تحتاج أن تصوتوا بالدم، صوتوا بالحبر، لأن دماءكم الغالية نزفت في الماضي وهي التي تسيج لبنان على مدى الازمنة والى الابد، نصركم الله وبارك الله فيكم وبيّض الله وجوهكم والى اللقاء في الخامس عشر من أيار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد حسن نصر االله