نماذج من إرشادات عملية للتربية الجمالية (للأطفال في الأسرة):
تعويد الأطفال في سنواتهم الأولى (منذ الولادة وقبلها) على الجمال الحسي المادي كالأصوات الناعمة والألوان المتناسقة والروائح الطيبة و.....
إنشاء علاقة جمالية مستمرة بالطبيعة؛ البحر والسماء والأرض والأشجار والحيوانات والنجوم والطيور.... بالمشاهدة والتأمل واللعب والكلام معها والحوار حولها وربطها كآيات بالمنعم الخالق المصور المبدع ذي الأسماء الحسنى.
تربية الطفل على حب نفسه جسداً وروحاً والتعامل معها بحب اكتشاف وتأمل في حاجاتها وأبعادها، بشكل تدريجي متناسب مع مرحلته العمرية (السبعة الأولى والثانية).
تعريفه على الصفات الجمالية لله وأفعاله وأسمائه الحسنى وعلى آياته الكبرى المدهشة في هذا العالم وعالم الغيب وعلى عظمته وقدرته المطلقة... وليس التخويف من الله بانتقامه وعذاب جهنم!
تعريفه على جماليات اللغة العربية وروعتها تمهيداً لبناء علاقة قوية وتفاعلية مع القرآن الكريم وأحسن القصص وجماله في اللفظ والمعنى كتجربة جمالية فنية راقية.
تعويده على المحيط الجميل والتناسق في بيته وغرفته وأغراضه و.. وتشجيعه دوما على خلق الأشياء الجميلة: تصرف جميل، كلام جميل، رسمة جميلة، فكرة جميلة، سؤال جميل، وبالتالي شكر المنعم من الخالق والمخلوقين على كل جميل وخير.
جعل الطفل يكتشف بالتدريج مستويات الجمال وتفاضلها حيث جمال المادة جيد ولكن لذة العلم أو العطاء أجمل و... المستويات متدرجة ولا تنسف بعضها لكن الإنسان ينبغي أن يختار الأعلى. التعرف على الشخصيات العظيمة (الأنبياء والأولياء والقادة والشهداء والفنانين والأدباء) وجمال شخصياتهم وبيانهم "عرّفوا الناس محاسن كلامنا".
فتح الآفاق المتعددة أمام الأطفال للتعرف على الهوايات والمواهب الفنية والأدبية بالتوازي مع تحبيبهم بجماليات الأخلاق والتعقل والقيم الإنسانية– الإلهية السامية حيث الفن موهبة إلهية فاخرة ليفرح الإنسان بها ويرتقي ويخدم البشرية.
التفكيك في نمط الحياة بين مفهوم الأمر الجميل والغالي الثمن أو الموديل الدارج و... فالهدية إن كانت وردة أو كتاب أو ركعتي صلاة ودعاء أو قطعة موسيقى أو رسمة طفل قد تساوي أضعاف أثمان الأغراض الثمينة مادياً وخاصة إن ترافقت مع المباهاة والتفاخر..
رواية القصص الجميلة والحكايات المسلية والشيقة للأطفال تؤثر في قيمهم وأبطالهم وترسم لهم مسارات الحياة والقدوة والأحلام...
تجنب الأجواء القبيحة ومشاهد العنف والقسوة سواء في الواقع أو التلفاز وحتى الرسوم المتحركة والألعاب الإلكترونية والأنترنت فهي تشوه أذواق الأطفال (والكبار أيضا) وتجعلهم يتعودون على القسوة والدموية والأجواء البشعة.
إظهار جماليات العبادات والأحكام الدينية وفلسفتها وأسرارها وآدابها بدل طرحها كتشريع لا مكان فيه للعقل والروح والكشف الإبداعي، فالإسلام منظومة جمالية كبرى أرسلها الخالق الرحيم لسعادة الإنسان وحياته الطيبة في الدنيا والآخرة "جئتكم بالشريعة السهلة السمحاء".
التركيز عملياً وبأساليب متعددة على ترسيخ القيم الإيجابية: حسن الظن والتفاؤل، الإبداع والنشاط، الثقة بالنفس والهوية الوطنية والدينية، الهمة العالية، خدمة الآخرين، الأمل بالمستقبل، سرعة الرضا، المطالعة والقراءة دوما وفي مختلف المجالات، جمال الرياضة والحركة.....
تقدير الأعمال الفنية والإبداعية والمشاركة في الأنشطة الثقافية الجميلة: مشاهدة المسرحيات والأفلام، استماع التلاوات القرآنية والمدائح، الشعر والروايات، الموسيقى والأصوات الجميلة التي تنشد كلمات قوية شكلا ومضمونا... وتجنب الأعمال الفنية الضعيفة أو الهابطة لأنها تفسد الذوق الفني والجمالي عند الأطفال.
وقبل هذا كله ومعه وبعده؛ الإطلاع على الأفكار التربوية الإسلامية الجديدة والأصيلة والمعاصرة (آراء الإمام الخامنئي(حفظه الله)، الشهيد مطهري، العلامة مصباح يزدي، العلامة جوادي آملي و.....) التي تساعد الأهل الكرام أنفسهم على بناء هويتهم وتكاملهم التربوي وبالتالي مساعدة الأبناء ودعمهم للاختيار الحر والعاقل للقيم الجميلة في كل أبعاد حياتهم.