كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة المنار 2021-6-8 النص الكامل لكلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة المنار 2021-6-8 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين وسيد المرسلين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
قبل أن أدخل إلى المناسبة الطيبة والعطرة، الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة المنار، أَود في البداية أن أتوجه بالشكر إلى كل المحبين، إلى كل الإخوة والأخوات، إلى كل العائلات، إلى كل الذين تأثروا بعد خطابي في 25 آيار، في الذكرى السنوية في عيد المقاومة والتحرير، تأثروا لوضعي الصحي ، الإنسان في النهاية إنسان يتعب ويمرض والسن والأحداث والظروف، وعبّروا عن ألمهم أو تأثرهم أو حزنهم، في الحقيقة هم عبّروا عن محبتهم وأنا أعتز وأفتخر بهذه المحبة، ودعوا ونذروا وتصدقوا وذبحوا، ووزعوا الخبز والملح، وكتبوا وبعضهم أيضاً نظم القصائد على شبكات التواصل الإجتماعي، واتصلوا للإطمئنان،
ويوجد أناس بعثوا وصفات ويوجد أناس بعثوا العسل، على كل حال هي رب ضارة نافعة، يعني ربحنا دعواتكم وهذا التعبير الصادق عن المحبة، أنا أعتز بهذه المحبة وأشكر الجميع وأُطمأنهم أيضاً، يوجد أناس أَماتنا ويوجد أناس أَماتنا بالكورونا ويوجد أناس بدأوا يفتشون عن خليفة، على كلٍ الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، أنا إن شاء الله معكم وبينكم وسوف نُواصل هذا الطريق سوياً، وما زُلت أقول: أنني ما زُلت أحلم وأحمل أملاً كبيراً بأن نُصلي في القدس في المسجد الأقصى سوياً إن شاء الله.
هذه في البداية، مقدمة، نَدخل إلى المناسبة، طبعاً أنا أدعو للجميع إن شاء الله بأن لا يُبتلى لهم ولا لأحبائهم بأي مرض وأن يشمل الجميع الصحة والعافية.
في المناسبة، أنا قَسمت الخطاب إلى ثلاثة مقاطع، المقطع الأول عن المنار والمناسبة، المقطع الثاني من بوابة المنار أدخل إلى بعض العناوين الإقليمية بإختصار، لأنه في الخطاب السابق تكلمنا مُطولاً، والمقطع الثالث هو الوضع الداخلي اللبناني الذي سوف نَقف عنده قليلاً أكثر من الأوقات السابقة.
أولاً: في المناسبة: قبل ثلاثين عاماً كان التأسيس لهذه القناة، الآن أنا لأول مرة سوف أتي بتواريخ كي يحصل مثل التوثيق بهذه المناسبة، قبل ثلاثين عاماً كان التأسيس لهذه القناة، في 4/6/ 1991م، البث الأرضي، في الذكرى السنوية وفي الذكرى السنوية الثانية لرحيل إمام الأمة الإمام الخميني (قُدس سره الشريف)، والتي كانت مضت ذكراه السنوية قبل أيام قليلة، وهذا الإمام العظيم الذي أحيا الأمة، وجدد الإسلام في القرن العشرين، وقدّم ولم يَصنع فقط ثورة شعبية أو سياسية أو يُقيمنظاماً سياسياً جديداً،
بل قدّم بديلاً حضارياً للبشرية في هذا الزمن، وأحيا روح الثورة ضد الظلم والإستكبار والطغيان وروح المقاومة ضد المحتلين والغزاة، وكانت مقاومتنا الإسلامية في لبنان أثراً من أنفاسه الطاهرة والمباركة. هذه القناة للتاريخ أيضاً أسسها عددٌ من تلامذة وعشاق الإمام الخميني ( قُدس سره الشريف)، وعلى رأسهم سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة السيد عيسى الطباطبائي ( حفظه الله) الصادق والمُخلص والوفي، ومعه مجموعة من إخوانه الأوفياء والمخلصين وبمبادرة ذاتية منهم،
هذا يجب أن يُسجّل ويُحفظ، وبمبادرة ذاتية منهم، وحرصاً منهم على أن يُقدموا للمقاومة دعماً نوعياً وسنداً مختلفاً، فكانت المنار الصورة والصوت، التي انطلقت بخلفية الإخلاص والصدق والوفاء، واستمرت صورةً وصوتاً إلى اليوم وسوف تستمر إن شاء الله. في هذه المناسبة،
أنا أَتقدم من سماحة السيد بكل جزيل الشكر، طبعاً لم تكن قناة المنار فقط المؤسسة الوحيدة التي قام سماحة السيد عيسى الطباطبائي بتأسيسها مع مجموعة من إخوانه، وقدمها على طبقٍ من فضة للمقاومة في لبنان، هناك الكثير من المؤسسات، عندما نَتحدث عن مؤسسة القرض الحسن، التي تَشغل الآن بَال الكثيرين حباً من الأصدقاء وحسداً وقلقاً من آخرين ومؤسسات أخرى. على كلٍ، بمناسبة المنار أَشكره وأَشكر بقية الإخوة، الذين شاركوا وبذلوا جهوداً وتعبوا،
وأنا أعرف بالتفصيل مدى الجهد الذي تحملوه حتى قامت هذه المؤسسة وتقدمت وتطورت في تلك المرحلة. كذلك يجب أن أتوجه بالشكر إلى الذين واصلوا العمل، إلى كل المدراء السابقين إلى المدير العام الحالي، إلى كل الإخوة والأخوات الذين تحملوا المسؤولية في مختلف مواقع المسؤولية في قناة المنار منذ اليوم الأول حتى هذا اليوم، وأنا دائماً أقول: ليس فقط بمناسبة المنار، في كل لقاءاتي مع مؤسساتنا ووحداتنا وتشكيلاتنا، أقول أن ما وصلنا إليه في أي مسار من المسارات، من إنتصارات ومن نتائج ومن إيجابيات هو أولاً بفضل الله سبحانه وتعالى وبِعونه وتوفيقه، وهو أيضاً نتيجة تراكم الجهود منذ البداية،
هو ليس حصيلة جهود المسؤولين الحاليين فقط وجهودهم مباركة، هو دائماً نتيجة تراكم الجهود والجهاد والتعب والسهر ودماء الشهداء والقلق والخوف والأيام الصعبة يُعطي هذا الناتج، الشكر لكم جميعاً. هذه القناة أُسست على التقوى من أول يوم، هذه القناة أُسست من أول يوم لِتكون صوتاً وصورةً للمقاومة، المقاومة التي ستصنع التحرير في عام 2000، ولِتكون خلال التسعينات قناة المنار قناة المقاومة، ولِتُصبح من عام 2000 ولاحقاً قناة المقاومة والتحرير،
هذه القناة أُسست من أول يوم لِتكون صاحبة قضية ورسالة، هي ليست قناةً تلفزيونية تَبتغي الربح وتَبحث عن المكاسب المالية، وعن البرامج التي تَستدعي الكثير من أموال الإعلانات، ليست قناةً تَبحث عن الإثارة ولا عن المنافسة، لِتحجز المكان الاول أو في الأماكن الأولى بين القنوات، هذه القناة هي قناة قضية وقناة رسالة، تُقدم التضحيات وتَدفع الأثمان،
وتسهر وتَتعرض حتى لِمخاطر الدمار والقتل والشهادة، كما حصل بالفعل، وكما كاد أن يحصل بشكلٍ خطيرٍ في حرب تموز، هذه قناةٌ لا تَميل مع كل ريح، ولا تنعق مع كل نَاعق، لا تُبدل ثوبها، ولا تُغير جلدها، ولا تَنقل البارودة أو البندقية من كتفٍ إلى كتف، ليست قناةً للإيجار لا لتلك الدولة ولا ذاك النظام وهذا المُتمول، هذه قناة المجاهدين المقاومين المُضحين، قناة عوائل الشهداء قناة الجرحى قناة الأسرى الذين عانوا وتألموا في السجون، هذه قناة دموع المُتألمين في أيام التضحيات، وإبتسامة المنتصرين في زمن الإنتصارات، لذلك هذه قناةٌ ماهيتها وطبيعتها وحقيقتها مختلفة، وظيفتها مختلفة،
وأنا ومن خلال كل المواكبة، خلال السنوات كلها، أَشهد بأن هذه القناة كانت بمستوى قضيتها وبمستوى رسالتها وبمستوى الوظيفة الموكلة إليها، بالرغم من ضعف الإمكانات والعدة والعتاد والعديد في هذا المجال إذا ما قيست بما يتوفر لقنوات مشابهة. كان مطلوباً من قناة المنار أن تَخوض معركة الإعلام لترويج وتأييد فكرة المقاومة، لإستنهاض الأمة، للدفاع عن هذا الخيار بالصوت والصورة،
اليوم الحمد الله توجد قنوات كثيرة، كثيرة نسبةً لما كُنا عليه في الماضي، تَحمل فكر المقاومة وثقافة المقاومة، لكن في ذلك الوقت في التسعينات نادراً ما كُنا نجد قناةً أو تلفزيوناً أو إذاعةً، إذا دخلنا إلى الإذاعات، يَحمل هذا الفكر وهذه الثقافة، ويحمل مسؤولية هذه القضية، في مقابل المئات من الفضائيات والإذاعات التي كانت تُروج للمنحى الآخر، للإستسلام لِما يُسمونه بالسلام، الذي هو في الحقيقة هزيمة وفشل وترويج ثقافة العجز، وأن نَقبل بما يُعرض علينا وما شاكل...
المنار تطورت مع الوقت، هنا أدخل إلى محطات، ومنها أدخل مع كل محطة على كلمتين بالوضع الإقليمي،
أول تطور في حركة المناركان بعد عام 2000، في موضوع مواكبة التحرير، طبعاً المنار واكبت تلك الأيام العظيمة إلى جانب إذاعة النور، وتمكّن إعلام المقاومة من أن يُدخل هذا الإنتصار الحقيقي إلى كل عقل وعين وقلب وأُذن ووجدان، إلى كل بيت، إلى كل عائلة، وهذا كان في كل الأحوال توفيقاً كبيراً من الله سبحانه وتعالى، خلال تلك المرحلة، يعني هذه المحطة الأولى إلى عام 2000، قَدمت المنار شهداء، من الواجب أن أتبرك أنا بذكر أسماء هؤلاء الشهداء لتلك المحطة في تلك المرحلة:
- الشهيد باقر حيدر أحمد - الشهيد بهجت دكروب - الشهيد ربيع يحيى فحص - الشهيد علي عباس الموسوي - الشهيد عباس علي كرنيب قبل الـ 2000 وال2001 قدمت المنار هؤلاء الشهداء أثناء أداء مهامهم الجهادية والإعلامية.
إلى من النتائج المباشرة لإنتصار المقاومة في العام 2000: كان التفاعل الكبير في فلسطين، ونحن أهدينا الإنتصار إلى الشعب الفلسطيني، وبعد أشهر قليلة كانت كانت إنتقاضة الأقصى المباركة، في تلك الأيام كانت لا تزال المنار في البث الأرضي، اتصل بي المدير العام في ذلك الوقت وقال لي أنه: الإنتفاضة في فلسطين مظلومة وغريبة، ولا توجد التغطية الإعلامية الكافية في وسائل الإعلام العربية، هل يمكن أن تأذنوا لنا مثلاً بأن ننتقل إلى البث الفضائي؟ أنا قُلت: وهل تَستطيعون؟ يعني هل لديكم الإمكانية بأن تَطلعوا إلى الفضاء وأن تُغطوا؟ قال: نعم، بعون الله عز وجل بالإمكانات الموجودة، هي أصلاً هذه هي طريقة حزب الله، هو أصلاً هكذا بدأت المنار، بالإمكانات الموجودة بالإمكانات المتواضعة،
ولكن بالإيمان الكبير وبالإرادة الصلبة وبصدق النية وإخلاص النية الله سبحانه وتعالى يُوفق ويُبارك، وكان بداية البث الفضائي في 28/9/ 2000، يعني الحافز الأساسي الذي نَقل المنار إلى البث الفضائي كانت إنتفاضة الأقصى في فلسطين، وهذا يُؤكد أن المنار هي قناة القضية قناة الرسالة قناة المقاومة، بعد البث الفضائي والتغطية لفلسطين والإنتفاضة في فلسطين أصبح عنوان المنار: قناة فلسطين، قناة القضية الفلسطينية، قناة العرب والمسلمين،
وكانت تغطيتها الكبيرة لما يجري في فلسطين، بعض زواري في تلك الأيام كان يُمازحني، قال: يوجد في لبنان عدد من القنوات التلفزيونية، وبدأ يَعد القنوات التلفزيونية اللبنانية مع إحترامنا للجميع، لم يَذكر قناة المنار، قلت له: طيب والمنار لماذا لم تَعمل لها حساباً، فقال لا هذه قناة فلسطينية لا دخل لها بلبنان، قلت له نحن نفتخر بذلك.
أدّت المنار وظيفتها بشكل كبير في خدمة القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية منذ بداية البث الفضائي منذ عام 2000، هنا اسمحوا لي ان ادخل بكلمتين الى الموضوع الفلسطيني، لا احتاج الى اضافات بعد الكلمة المطولة في الكلمة الاخيرة في 25 ايار، لكن لا بد من اضافة الكلمات التالية، ما يجري في فلسطين ايها الاخوة والاخوات وفي القدس خصوصاً وعند المسجد الاقصى المبارك على وجه التحديد، وهنا يجب ان أؤكد عندما نتحدّث عن القدس،
عندما نتحدث عن ارض فلسطين نحن نتحدّث عن الارض المقدّسة بالنّص القراني "الارض المقدّسة" ويجب ان لا يغيب هذا الامر عن بال احد، وعندما نتحدّث عن المسجد الاقصى نتحدّث عن مسرى رسول الله (ص) ونتحدّث عن الارض المباركة الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله.
القدس والمسجد الاقصى وما يجري في فلسطين اليوم من تفاصيل يومية يجب ان يواكب من كل الامة وليس فقط من الشعب الفلسطيني ومن كل من يتحمل المسؤولية الايمانية والاسلامية والجهادية تجاه فلسطين والمقدّسات في فلسطين، لماذا؟ لاننا امام عدو حاقد ومأزوم وأحمق، وعندما يكون العدو حاقداً ومأزوماً وأحمقاً قد يهرب الى الامام من ازماته الداخلية، اليوم الكل يعرف حجم المآزق السياسية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي وهذه المآزق تعبّر عن نفسها بأشكال مختلفة، منها في المأزق السياسي الدّعوة الى انتخابات متكرّرة،
العجز عن تشكيل حكومة، وهنا على سبيل اللطافة أحد الاخوان اليوم لفتني وقال لي هل لاحظت بأن نتنياهو وترامب مثل بعض؟ قلت له كيف: قال ترامب عندما خسر في الانتخابات اول امر قاله هو تزوير الانتخابات! واليوم نتنياهو يصف الحكومة التي ستُعرض على الكنيست يوم الاربعاء بأنها أكبر تزوير في تاريخ اسرائيل وترامب كان يقول عن الانتخابات اكبر تزوير في تاريخ الانتخابات الامريكية – يظهر انهم فوتوكوبي بينقلو عن بعض – هذه حال المهزوم والمأزوم،
ولذلك نتنياهو هذا قد يذهب الى اي خيارات وهو هدّد في الموضوع النووي وقد يلجأ الى حماقة مجدداً في الموضوع الفلسطيني وبالتالي يضع الامة بأكملها أمام تحديات جديدة واستحقاقات جديدة، اذاً هذا الامر يجب ان يُتابع! يجب التذكير بأن القدس والمسجد الأقصى مسؤولية الأمّة بكاملها،
هناك من يتحمل مسؤولية وهناك من يتخلّى عن المسؤولية ونحن على مقربة من ايام النّكسة في حزيران 1967، يجب ان نشهد ايضاً بأنّ الفلسطينيين من اهل القدس، وان الفلسطينيين من اهل الضّفة الغربية، وان الفلسطينيين من اهل اراضي 48، حفظوا المسجد الاقصى وحفظوا القدس طوال كل العقود الماضية بحضورهم وبقائهم وصمودهم وصبرهم وقبضاتهم العزلاء واجسادهم وصدورهم وصرخاتهم وحتى اليوم ما زالوا يفعلون ذلك، ودخلت غزّة وأهلها ومقاومتها على الخط في معركة "سيف القدس"،
الفلسطينيون من الواضح انهم في غزّة وفي القدس وفي الضّفة وفي الداخل في 48 مصمّمون على حماية القدس وعلى حماية المقدّسات، يبقى على الامّة ان تتحمّل هذه المسؤولية مع الشعب الفلسطيني الى جانب الشعب الفلسطيني الى جانب الشعب الفلسطيني خلف الشعب الفلسطيني. ما عرضته في الخطاب الاخير عن مسؤولية الأمّة والمعادلة الاقليمية،
نحن نعمل بجدّ للوصول الى معادلة من هذا النوع وعلى تواصل مع الجميع واول الغيث جاء من يمن الايمان ومن يمن الحكمة ومن اليمن المبارك، عندما اعلن سماحة القائد السيد عبد الملك الحوثي في اخر خطاب له انه وان حركته والمقاومين والمجاهدين معه وشعبه هم حاضرون ليكونوا جزءاً من هذه المعادلة الاقليمية لحماية القدس والمقدّسات، وان اعرف قبل ان يُعلنَ ذلك انّهم جاهزون ليكونوا جزءاً من هذه المعادلة، وما عبّرت عنه المظاهرات اليمنية والبيانات الختامية في يوم الصّرخة،
نحن على تواصل وعلى نقاش مع كل من يمكن ان يكون جزءاً من هذه المعادلة التي يجب ان نصنعها والتي تستطيع بحق ان تحمي القدس وان تحمي المقدّسات ان شاء الله. نعود الى المنار.. هذا في المحطّة الفلسطينية، وما زالت المنار تواصل هذه المسؤولية والتغطية الاخيرة في معركة سيف القدس كانت تغطية كبيرة وشاملة ومشكورة.
نعود الى المنار بعد عام 2000 في 2006 كان العدوان الامريكي – الاسرائيلي على لبنان، وكان القرار امريكي والتنفيذ اسرائيلي وكل الوثائق والدراسات لاحقاً اكّدت هذا المعنى، لأنّ الامريكيين في زمن بوش وكوندوليزا رايس كانوا يعملون من أجل مشروع قيام مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي كان لبنان جزءاً منه، في تلك الحرب صمدت المنار مع المقاومة ومع شعب المقاومة ومع كل الصّامدين في لبنان ودفعت ثمناً كبيراً،
بعد أيام قليلة من بدء الحرب في 16 تمّوز 2006 دُمّر المبنى الرئيسي للمنار ونجى عدد كبير من العاملين في اخر لحظة. وقبل قصف المنار كنت انا على اتصال مع الاخ المعني بدقائق قليلة، كان يسألني بأنا كنا متّفقين بأن يبقى عدد قليل وان تبقوا على مواكبة مستمرّة، من توفيق الله عزّ وجل انه في ذلك الاتصال – طبعاً الوضع اشتد وازدادت الخطورة – فاتفقنا على ان يقوموا بالاخلاء سريعاً وبعد دقائق قليلة قُصف المبنى وانا اعتبر تلك اللحظة من لحظات حرب تمّوز كانت توفيقاً الهياً ولطفاً الهياً ورحمةً الهية وبعضاً من اللّطف الالهي بنا في تلك الحرب،
ونجى العاملون في القناة وانتقلوا للبث من موقع اخر واستمروا في البث حتى اخر لحظة رغم انه كانوا يحضرون في مكان يمكن ان يُكشف، يمكن ان يُقصف، لأنه لم تكن هناك خطوط حمراء لدى العدوّ ولكن كانوا يحضرون بشجاعة، وانا اشبّه حضورهم بحضور المقاتلين في جبهات القتال، حضروا بروح استشهادية، بشجاعة عالية، وكانوا يطلّون على الشاشة اخوة واخوات وانا لا انسى صورهم ولا ابتسامتهم ولا شجاعتهم ولا رنّة صوتهم القوية، في هذه المناسبة ايضاً يجب ان نستحضر – عادةً قليلا ما نتكلم عن الاحياء –
ولكن نستذكر الذين رحلوا عنّا، صورة المرحوم الرّاحل الحاج علي المسمار وابتسامته طوال ايام حرب تمّوز وابتسامة بقية الاخوة والاخوات الذين كانوا يطلّون على الشاشة في تلك الايام الصّعبة. شاركت المنار في مواجهة حرب تمّوز، وشاركت ايضاً في تداعيات الحرب لانّ بعد الحرب كان هناك تداعيات على البلد وتحدّيات اجتماعية وانسانية وسياسية وثقافية واعلامية والكثير من الكلام الفارغ والسّخيف والتافه،
بل نحن بعد حرب تمّوز المنار ومعها وسائل اعلام المقاومة وحزب الله كله وحلفائه كانوا امام تحدّي غريب انه عادةً عندما ينتصر الانسان يعتزّ بانتصاره، في انتصار تمّوز العدوّ يعترف بالهزيمة، العدوّ يعنرف بالفشل، العدوّ شكّل لجنة فينوغراد للتحقيق التي استمرّت عدّة اشهر واصدرت نتائج عن الفشل والهزيمة والارباك والخلل في المستوى السياسي والمستوى العسكري والمستوى الميداني،
وشُكّلت لجان كثيرة متخصّصة داخل الجيش الاسرائيلي لأخذ العبَر ودرس الاخطاء والثّغرات التقنية والفنّية، العدوّ يعترف بهزيمته وفشله وفي لبنان من يقول بأنّ العدوّ انتصر! هذه مقاربة نادرة في التاريخ البشري، لكن لبنان هو هكذا فيه كثير من الاستثناءات وكثير من النوادر لا شبيه لها ولا نظير في التاريخ البشري، على كلٍ شاركت في تداعيات الحرب وتجاوزناها.
المحطّة التالية، سأنتقل للمحطّة التالية وان كانت المحطّة الثالثة لانها مشتركة واطول اتركها ثالثاً، مع بدء العدوان الامريكي السعودي على اليمن؟، هنا ايضاً جاءت المنار للتحمّل مسؤولية فريدة في تلك المرحلة، في الوقت الذي صمتت وسكتت فيه اغلبية وسائل الاعلام في العالم العربي صمتَ القبور، كان على المنار التي تُبث فضائياً حتى ذلك الوقت ولو على العرب سات والنيل سات، وقد دفعنا ثمنا في الموضوع الفلسطيني اظن في عام 2004 عندما وجد الاسرائيلي ان المنار هي الصّوت القوي والمحرّك وكان لها حضور كبير في فلسطين والعالم العربي لانها مستندة الى انجاز كبير وانتصار المقاومة عام 2000 والى مصداقيتها والى اخلاقيتها والى واقعيتها والى صدقيتها،
فكان هناك عمل على محاصرتها واسقاطتها وخرجوا لنا بتهمة معاداة السامية وحجبوها عن القمر الصناعي هوت بيرد عام 2004 وبقيت المنار على العرب سات والنايل سات فكان الثمن هو اسقاط المنار عن العرب سات ولاحقاً بعد اشهر قليلة عن النايل سات، والسبب ايها الاخوة والاخوات وايها المجاهدون السبب الوحيد "الموقف من اليمن" هذا حصل بالمفاوضات، حتى بعض الاصدقاء الذين كانوا حريصين ان تعود المنار على العرب سات والنايل سات كانوا يفاوضونا ان اشتراط الرّجوع هو عدم التكلّم عن اليمن، لا تتكلموا عن العدوان الامريكي السعودي على اليمن،
ونحن رفضنا ذلك! لانه لا معنى ان تعود المنار على العرب سات والنايل سات وتكون قناةً ميتة، تسكت عن المظلومية التاريخية الكبرى عن سحق العظام، عن قتل الاطفال، عن المجازر التي يرتكبها هذا العدوان منذ سنوات في اليمن، فدفعت المنار هذا الثمن بسبب موقفنا وبسبب موقفها ونحن نعتزّ بأنّ هذا جزء من المساهمة التي قدّمها حزب الله في وقوفها الى جانب الشعب اليمني المظلوم.
نحن منذ اليوم الاول امنّا بمظلومية الشعب اليمني المُعتدى عليه، وايضاً آمنّا بقدرته على الصّمود رغم كل مظاهر العدوان ومجازره، وامنّا بقدرته على الانتصار ويمكن ان تعودوا الى البيانات والخطابات الاولى لحزب الله والاعلام الاول لقناة المنار، نحن امنّا بأنّ هذا الانتصار آتٍ لا محالة، وخلال كل السنوات الماضية شهدنا ملاحم بطولية من قبل المقاتلين اليمنيين الشجعان والشرفاء، اليوم نحن امام فشل ذريع وكبير للعدوان الامريكي السعودي على اليمن وهم يفتّشون عن مخرج الذي يحفظ بعض ماء الوجه – هلق شو بيقدروا يحافظوا على ماء وجه ما بعرف – لكن الحقيقة نعم هم يبحثون عن مخرج ويبحثون عن مكاسب،
هم امنوا بأنّ الاستمرار في الحرب لن يؤدّي الى نتيجة بل الى المزيد من الفشل والى المزيد من الهزائم والى المزيد من الخسائر والى المزيد من المخاطر، لان الحرب اثبتت ان القوم الذين يُقاتَلون في اليمن يزدادون قوّةً ومَنعةً وحضوراً وتأثيراً في اليمن وفي الإقليم، ولكن ما عجزوا كالعادة عندما يفشل مشروع الحرب يلجؤون الى الوسائل الاقتصادية والسياسية والضغوط ليحققوا بالسياسة والعقوبات والضغوط والحصار ما عجزوا عن تحقيقه بالحرب العسكرية. هذا ما جرى مع إيران في الماضي وما يجري حالياً،
هذا ما يجري في سوريا، هذا ما يجري الآن في اليمن، هذا ما يجري في لبنان، هذا ما يجري في كثير من بلدان العالم التي لم تخضع، لم تُحنِ رقبتها للاستكبار الأميركي بالخصوص، ولذلك السعودية أقامت مبادرة عنوانها وقف إطلاق نار والذهاب إلى التفاوض، الإخوة في اليمن قالوا وقف إطلاق النار غير كافٍ يجب معالجة الملف الإنساني يعني يجب رفع الحصار.
الأميركي يتبنى المبادرة السعودية، الأميركي الذي يقدم نفسه الآن أنه الساعي الدولي الأول لوقف الحرب في اليمن هو يدجل على الرأي العام العالمي وعلى شعوب العالم وعلى دول العالم، يمارس عملية دجل وتضليل وكذب عندما يقدم نفسه هكذا، هو أيضاً يتبنى فكرة وقف الحرب ولكنه يوافق على استمرار الحصار لخدمة الأهداف السياسية، يعني تقف الحرب نذهب إلى المفاوضات تحت ضغط الجوع والأوبئة والكورونا والمرض والفقر وكل الأوضاع الاقتصادية الصعبة ونقص المواد الغذائية ونقص المشتقات النفطية – هذا فقط لتشاهدوا المشهد خصوصاً اللبنانيين – يعني الذي نعانيه هذه الأيام يعانيه اليمنيون منذ سنوات،
لنعرف حجم معاناتهم، حتى يبقى الفريق اليمني الوطني الذي يفاوض تحت ضغط الجوع والألم والمرض والموت والحصار وبالتالي يقدم التنازلات التي رفض أن يقدمها بسبب الحرب العسكرية، هذا هو التضليل الذي يجري الآن.
قبل أيام تقف وزارة الخارجية الأميركية لتحمل أنصار الله مسؤولية عدم وقف الحرب في اليمن، وأيضاً المبعوث الأميركي وقبلهم المبعوث الأممي، هذا كذب، هذا تضليل، هنا صوتي وكلمتي الآن للعالم العربي، للعالم الإسلامي، لشعوب عالمنا، للعالم، أولاً يجب أن تفهموا الحقيقة وتتفهموا موقف هؤلاء المظلومين وتؤازروهم أيضاً ولا ينطلي على أحد هذا الخداع والقول أن القوم يريدون مواصلة الحرب ولا يريدون لا الصلح ولا السلام ولا حقن الدماء، هذا اتهام باطل وليس له أي أساس من الصحة.
المحطة قبل الأخيرة – مع المنار – لأن المحطة الأخيرة ندخل على الوضع الداخلي، المحطة قبل الأخيرة بدأت من عام 2011 مع بدء الأحداث في سوريا لاحقاً بعد سنوات قليلة في العراق وسيطرة داعش على عدد من المحافظات العراقية وخاضت سوريا والعراق وعلى الحدود اللبنانية مع الجماعات التكفيرية وكل محور المقاومة في الحقيقة معركة كبرى مع المشروع الأميركي الجديد الذي كان يلبس لبوس الإسلام وثوب الإسلام ويرفع راية إسلامية ويقدم وجوهاً إسلامية وأسماءً إسلامية وعناوين إسلامية،
وهنا كانت صعوبة هذه المعركة، هذه المعركة هي من مصاديق الفتنة نعم، لأن الفتنة يختلط فيها الحق والباطل، كان علينا ونحن ندخل هذه المعركة أن نبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من هذه الحادثة ومن هذه المحنة وكان على المنار ووسائل إعلامنا ووسائل إعلام المقاومة أن توضح بشكل كبير ومستدل وجوه الحق ووجوه الباطل ليكون الناس مع الحق فلا ينصر الباطل ولا يخذل الحق كما يحصل عادة في مواجهة الفتن، وقامت المنار أيضاً بمسؤوليتها وقدمت أيضاً هنا الشهداء،
من جديد في هذه المحطة قدمت الشهداء، الشهداء الذين أيضاً نتبرك بذكر أسمائهم في هذه المحطة، الشهيد حليم علي علاو، الشهيد حمزة شحادة الحاج حسن، الشهيد حسن حسين عبد الله، الشهيد محمد منتش. وتحملت المسؤولية وواصلت وكانت أيضاً في هذه المحطة شريكةً في الانتصار.
في التحرير الثاني للبنان في جرودنا الشمالية، في حدودنا مع سوريا في منطقة البقاع والانتصار في العراق على داعش والانتصار في سوريا على كل هذه الجماعات التي كانت تخدم هذا المشروع الأميركي في الحقيقة والذي تكرس هذا الانتصار سياسياً في الأيام الأخيرة من خلال الانتخابات الرئاسية في سوريا وهذا الحضور الشعبي والجماهيري الكبير داخل وخارج سوريا والذي عبر في الحقيقة عن المعنى السياسي للانتصار العسكري خلال كل السنوات الماضية.
المحطة الأخيرة، ندخل إلى الوضع الداخلي، منذ بداية التأسيس أيضاً واكبت المنار كل الملفات الداخلية طبعاً ضمن حدود السياسة المقررة، كانت حريصة في الشأن الداخلي كما في كل شأن على الاتزان، على الصدق، على الواقعية، عدم إثارة الفتن، حفظ الحرمات - لأن هناك أناس ليس عندها حدود، لا حدود للكرامات الشخصية ولا لكرامات الأقوام أو الجماعات أو المناطق أو الطوائف أو القوى أو ما شاكل من أجل الإثارة الإعلامية ومن أجل السبق الصحفي،
ليس هناك مشكلة، ليس هناك حدود لحرمات ولا لكرامات ولا لمحرمات – المنار ملتزمة إلتزاماً مطلقاً بهذه الحدود وأيضاً في خدمة القضية. في الداخل من معركة الحرب على الفساد إلى معركة السيادة إلى معركة مواجهة الحرمان إلى حمل قضايا الناس وهموم الناس وأيضاً المعارك السياسية والأحداث الداخلية التي هزت لبنان وكادت أن تلقي به في الهاوية ابتداءً من الأحداث الكبرى التي حصلت عام 2000 وبدأت باستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن معه،
وما زالت المنار تواصل هذه المسؤولية إلى اليوم، والآن هي بنقلها لبقية الخطاب نكون نحمل جزءا من المسؤولية الداخلية. في القضايا الداخلية أيها الإخوة والأخوات اسمحوا لي أن أتحدث في المتبقي من الوقت بالعناوين التالية: العنوان الأول، الانتخابات النيابية، بهذا العنوان توجد مسألتان، المسألة الأولى، منذ أسابيع هناك من يكتب ومن يتحدث ومن يحاور ويتحدث عن مخاطر تأجيل أو احتمال تأجيل اجراء الانتخابات النيابية في موعدها ويتحدث عن احتمال التمديد للمجلس النيابي الحالي ووجدت أن بعض الدول الأوروبية تتحدث عن هذه المخاوف أيضاً بشكل علني، طبعاً عندما يقال عن احتمال من هذا النوع إنما توجه ضمناً التهمة لمن يعتبر الآن الأغلبية النيابية الحالية،
أنا أريد أن أعلق باختصار على هذه النقطة وأقول بالنسبة لنا بالحد الأدنى حزب الله، نحن لم يخطر ببالنا هذا الأمر، يعني تأجيل الانتخابات النيابية عن موعدها، لم يخطر ببالنا أصلاً حتى نفكر فيه، لم نناقش هذا الأمر مع أحد من حلفائنا ولم يناقشنا أحد من حلفائنا ولم يذكر أحد شيئاً من هذا.
لذلك هذه المخاوف أعتقد إذا كانت مبنية على أنه سيكون هناك قرار عند القوى السياسية التي تشكل أغلبية حالية في المجلس النيابي أنها قد تؤجل الانتخابات للحفاظ على أغلبيتها فأنا أقول هذا الأمر لم يخطر في البال ولم نفكر به ولم نبحث به مع أحد ويجب أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها أياً تكن الظروف، هذا موقفنا الحاسم.
المسألة الثانية موضوع الانتخابات النيابية المبكرة، الانتخابات النيابية المبكرة، تتذكروا في تشرين لما حصلت المظاهرات وأنا خطبت بعدها بيومين أو ثلاثة بأربعين الإمام الحسين عليه السلام في بعلبك وقلت مما قلت نحن ضد الانتخابات النيابية المبكرة واليوم نحن ضد الانتخابات النيابية المبكرة وبصراحة نحن نعتبر أن اللجوء إلى الانتخابات النيابية المبكرة
أولاً هو مضيعة للوقت لأن ماذا سيتغير في المشهد السياسي،
وثانياً هو إلهاء للناس عن الاستحقاقات التي تشغلهم ليل نهار، القوى السياسية بدل أن تتحدث عن إجراء انتخابات نيابية مبكرة فلتتفضل وتشكل حكومة، الذين يقررون مقاطعة الحكومة وعدم المشاركة فيها بدل أن يتحدثوا عن انتخابات نيابية مبكرة فليتفضلوا ويتحملوا المسؤولية ويشاركوا في الحكومة. الانتخابات النيابية المبكرة مهما كان سببها أو خلفيتها عند هذه القوى السياسية أو تلك هي في النتيجة ملهاة – إلهاء الناس – يعني لنتفق افترض أننا اتفقنا على انتخابات نيابية مبكرة سيتحدد الموعد أقل شيء بعد ثلاثة أشهر يعني سنذهب إلى انتخابات وبعد الانتخابات انتخاب رئيس مجلس، مكتب مجلس، استشارات نيابية، رئيس مكلف جديد عدنا على نفس الدوامة، السنة هذه كلها ستضيع بالانتخابات النيابية المبكرة، هذا ليس بحل، هذا ملهاة.
وثالثاً، هي لن تغير من الواقع السياسي شيئاً جوهرياً وأنا أشعر أن أغلب لا أقول كل ولكن أغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبية، فئوية، حسابات أنه إذا أجرينا انتخابات الآن أنا أزيد نائبا أو نائبين والجهة الفلانية يمكن أن تنقص نائبا أو نائبين أو أكثر، هذه هي الحسبة، حسبة ليس لها علاقة بوطن ولا لها علاقة بشعب ولا لها علاقة بخطوات للمعالجة، وكلنا نعرف ماذا ستكون نتائج الانتخابات النيابية المبكرة لو حصلت. إذاً نحن لا نوافق على انتخابات نيابية مبكرة ونعتبرها هكذا.
العنوان الثاني في موضوع الحكومة، نحن مع مواصلة السعي، نحن الآن يعني دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري ونحن نساعده ومعه وإلى جانبه في منتصف السعي، أتمنى أن لا يضع أحد تواريخا يعني لا أحد يقول أسبوع أو عشرة أيام أو أسبوعين إلى آخره، يعني بعد سبعة أشهر وثمانية أشهر لا أحد يقول أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة، يجب عدم اليأس،
يجب مواصلة العمل ويجب دائماً أن يسمع المعنيون بتشكيل الحكومة أن يسمعوا صوت الناس الذي يدعو إلى تشكيل الحكومة بأسرع وقت وأن يشاهدوا بألم طوابير السيارات التي تقف عند محطات الوقود، أن يشاهدوا بألم معاناة الناس الذين سيفقدون ساعات من الكهرباء بسبب فقدان المازوت، أن يشاهدوا بألم وحزن وخوف فقدان بعض أنواع الدواء من الصيدليات، أن يشاهدوا بقلق القلق في عيون الناس على فقدان المواد الغذائية من الدكاكين والتعاونيات،
المواد الغذائية الأساسية، الدواء أيضاً والتجهيزات الطبية للمستشفيات وحاجات المستشفيات، أن يضعوا هذا المشهد الإنساني أولاً قبل الاعتبارات السياسية التي تفرض عليهم تشدداً هنا أو تشدداً هناك في موقف هنا أو موقف هناك، ولذلك يجب جميعاً أن نواصل العمل وأن لا نيأس لنصل إلى نتيجة. العنوان الثالث والأخير، في الوضع الحياتي والمعيشي، في الأزمة التي نعيشها الآن بطبيعة الحال هي نتاج كما كنا نتحدث سابقاً ثلاثين سنة، أربعين سنة، البعض يقول ثلاثين سنة يمكن أكثر، من الحرب الأهلية في لبنان إلى اليوم، كل هذا تراكم، في خطب سابقة تحدثنا عن توزيع المسؤوليات وتحديد المسؤوليات، لا أعيد سأتحدث عن النتيجة الآن،
إذاً نتيجة تراكم ومجموعة من الأسباب وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، طبعاً بين هلالين، أولئك الذين لم يعترفوا بهزيمة إسرائيل سبحان الله هم ذاتهم، الذين لم يعترفوا بهزيمة إسرائيل وانتصار المقاومة عام 2006 غير قادرين أن يروا فيما وصل إليه لبنان من أزمات إلا سبب واحد هو حزب الله، هذا ما يقوله الأميركي، هذا ما يقوله الإسرائيلي، وهذا كل يوم بالإعلام الإسرائيلي يقولون أنهم يراهنون عليه،
ويتجاهلون كل الأسباب الحقيقية الأخرى، في كل الاحوال تراكم الازمات نعم أوصل البلد الى أزمة مالية وأزمة سيولة وأزمة وجود مال لدى الدولة وأزمة إقتصاديّة وأزمة معيشية وأزمة فقر وبطالة وإنعدام أو قلة فرص العمل وما شاكل، لكن إذا نظرنا إلى الوضع المباشر فيما نحن فيه الان، نحن، أمام أزمة كبيرة،
يوجد أسباب إضافية للمعاناة التي نعيشها نحن. هناك أيضاً أسباب أخرى موجودة يمكن معالجتها، يمكن أن نعمل عليها، لكن هي بحاجة الى قرار. واحد، الاداء الرسمي الضعيف، في إنتظار تشكيل الحكومة، الاداء الرسمي الحالي هو أداء ضعيف، في كل الملفات، يعني بدل أن ننتظر أياما لكي نؤمن مالاً للفيول لكي لا تخاف الناس وأن لا يعيش كل البلد على مخاوف العتمة، كان يمكن المسارعة إلى ذلك، في الوزارات المختلفة، الاداء الرسمي، البعض يقول لك، لا نستطيع أن نجمع الحكومة، وتصريف أعمال، لكن يجب أن تتحمل الحكومة والوزراء والوزارات والمدراء.
تشعر اليوم أن هناك الكثير من المدراء والكثير من الموظفين في الدولة كأنهم مستقيلون من وظائفهم، الاداء الرسمي ضعيف، هذا قابل للعلاج، بحاجة إلى همة وتحمل مسؤولية وحضور، وخصوصا أن أزمة تشكيل الحكومة طالت، وقد تطول، نحن لا نعرف شيئاً، نحن نبذل جهداً الى جانب دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري ولكن لا نعرف إلى أين نصل،
الأمر الثاني الذي أريد ان أسلط عليه الضوء اليوم، تكلمت عنه سابقاً ولكن أريد ان أسلط الضوء عليه، هو إحتكار المحتكرين، بعض الوزرات التي تتابع الملفات وأيضاً بعض التجار وأيضاً بعض الجهات العارفة قالوا لنا وزودونا بمعلومات تقول ما يلي: أن الدواء كله موجود في لبنان، ولكنه موجود في المستودعات، يحتكرها تجار الدواء ويحتكرها بعض أصحاب الصيدليات، يقولون أن كل المواد الغذائية موجودة، وأيضاً التجهيزات الطبيّة، ولكنها مخفيّة ومخبّئة في المستودعات لدى المحتكرين،
وهكذا، عندما تأتي إلى لعبة البنزين والمازوت وإحتكار البنزين والمازوت أيضاً، هنا يدخل عنوان أسمه الإحتكار، يوجد دول تواجه أزمات مثل أزمتنا، لكن يوجد فيها دولة ويوجد فيها نظام وتتحمل المسؤولية، وأنا أعرف دولاً ولا أريد ان أسمّي يذهبون ويفتشون في المستودعات والدكاكين والمحلات والصيدليات ويشغّلون أجهزتهم الأمنيّة ويداهمون ويصادرون المواد المحتكرة ويرمون بالمحتكر في السجن،
ويعاقبونه لسنوات سجن طويلة، هكذا الدولة التي تحمل مسؤولية، أما عندنا في لبنان المحتكرون يسرحون ويمرحون ومعروفون، بالاسم وأسم الاب واسم العائلة وتاريخ الولادة، لكن يحظون أيضاً بالتغطية السياسية للأسف الشديد، محميين بالقوى السياسية ومحميين يمكن أيضاً بمرجعيات دينية طائفية ومحميين يمكن أيضاً من جهات في الدولة، هذا أمر قابل للعلاج، لا يوجد حلول جذرية في المدى المنظور، الحلول الجذرية للأزمة الإقتصادية المعيشية الحياتية في لبنان تحتاج إلى سنوات، وبعض المتشائمين يقول، 10 سنوات و20 سنة و30 سنة،
المتفائلون الخبراء يقولون نحن نحتاج إلى سنوات، لا يمكننا أن نأتي وننتظر المعالجة الجذرية، هذه حالات عوارض المرض الأصلي، هل نستسلم لعوارض المرض، نقول أننا لا نستطيع أن نعالج المرض الأصلي، لكن نستطيع ان نعالج العوارض لنبقى على قيد الحياة مدة أطول، لنقلل الألم ونخفف المعاناة، هذا أمر ممكن.
في الموضوع الديني هذا خطاب الأنبياء للمسلمين وللمسيحيين، لكن نتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأن هذا موضوع الإحتكار كان موجوداً أيضا في المدينة المنورة، وفي زمن حاكمية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، في شبه الجزيرة العربية، أنظروا هذا الكلام هو بمثابة قانون، وبيان رسمي، لأن النبي حاكم الدولة الإسلامية، حاكم المدينة المنورة عاصمة دولته الإسلامية هو الذي يتكلم، ماذا يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يحتكر إلا الخوانون" من يقول هذا، يقوله من يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق،
يعني عندما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رسول الرحمة ونبي الرحمة يصف المحتكر بالخائن، أنظروا كم يكون الإحتكار جريمة كبرى في نظر الإسلام، "لا يحتكر إلا الخوانون، المحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله"، أريد أن أقول هذا خصوصاً للتجار الذين يقولون أننا مسلمون وننتمي إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، رسول الله يقول "يحشر الحكارون" أي المحتكرون، أنظروا مع من يحشروا يوم القيامة، "يحشر الحكارون وقتلة الأنفس إلى جهنم في درجة" يعني في جهنم في درجة واحدة، وأخر عنوان في كلام الرسول كلمتين، المحتكر ملعون، يعني يلعنه الله وملائكته وأنبياؤه ورسله وخلقه، هذا المحتكر، يوجد حديث أخر، الإحتكار شيمة الفجّار، يعني خلقهم وقيمتهم الأخلاقية أنهم فجار،
المحتكرون اليوم في لبنان هو عندما نقيم لهم هذا الخطاب المعنوي، الخطاب الانساني والاخلاقي لنقول لهم أنتم الذين تحتكرون الدواء والتجهيزات الطبية والمواد الغذائية وما يحتاجه الناس من ضروريات الحياة وتحتكرون البنزين والمازوت وما شاكل في مستودعاتكم ولا تبذلونه للناس بإنتظار أن ترتفع الأسعار لتربحوا ارباحاً فاحشة أنتم خونة وأنتم قتلة وأنتم فجار وأنتم شركاء في جهنم مع قتلة النفس المحترمة،
وأنتم ملعونون على لسان الله ولسان رسوله وأنبيائه وملائكته، يجب أن تعرفوا أي جريمة ترتكبون بحق الناس وبحق أنفسكم وبحق أخرتكم وبحق عائلاتكم التي تطعمونها مالاً حراماً، وهذا له عواقبه السيئة في الدنيا وفي الأخرة، وأيضاً مسؤولية الدولة، في بداية الأزمة وقت كورونا وحصل إستغلال أيضاً للوضع ويوجد أناس ذهبت الى الإحتكار أنا خاطبت وزارة الإقتصاد وقلت لهم،
يا أخي فلتشكلوا لجان تفتيش وإذهبوا الى الدكاكين والصيدليات والأفران وعلى المحطات ولتفتشوا ولتبحثوا في المستودعات وعند المحتكرين والذين يخبؤون، وإذا كان لديكم نقص في الموظفين، ما شاء الله موظفي القطاع العام،
يوجد الكثير من الناس لا تأتي إلى وظائفها، وإذا عملوا يعملون ساعات قليلة، طبعاً بعضهم وليس جميعهم، حسنا الجيش موجود يمكنكم ان تستعينوا به، قوى الامن موجودة، الأجهزة الأمنية موجودة، هؤلاء كلهم مشغولون، يا أخي نحن جاهزون أن نقدم، وعرضت في ذلك اليوم عشرين ألف متطوع، واليوم أعيد وأعرض 20 ألف متطوع، تفضلوا، على الحكومة الحاليّة والوزارات المعنيّة الحاليّة أن تعلن حرباً على الإحتكار والمحتكرين وهذا جزء من المعالجة،
وأعيد وأقول ليس كله معالجة جذريّة، أيضاً أعيد وأذكّر بملف أخر، في الحقيقة المشاهد التي رأيناها خلال الأسابيع القليلة الماضية والأيام القليلة الماضية على محطات التلفزيون عن محطات الوقود، هذا الصف الطويل، هذا مهين، كل الذين وقفوا في الصف عموماً كانوا يشعرون بالإذلال، الا يمكننا أن نعالج هذا الموضوع؟ بلى يمكننا أن نعالجه، لماذا لا نستطيع أن نعالجه؟ اليوم يوجد إمكانية لمعالجته، ولكنه بحاجة إلى قرار سياسي جريء، وشجاع، لا نستطيع أن نبقى خائفين من الاميركيين ونقيم ألف حساب للأميركيين،
وقتها أنا عرضت ولم يكن عرضاً أنياً، أنه لذاك الوقت وإنتهى وأنه نسجّل نقطة ونزايد على أحد، كلا، أعيد وأكرر، لبنان يقبل الان ويقرر وتمشي بواخر البنزين والمازوت من إيران وتأتي إلى لبنان، وقدر ما تحتاجونه من مازوت وبنزين وبالليرة اللبنانية، وليس هناك من داع من مصرف لبنان أن يقول ليس لدي دولارا وسأمس بالإحتياط الإلزامي، وأموال المودعين الخ، كل هذا في الليرة اللبنانية لا يحتاج ولا يوجد مشكلة، هذا أمر متاح، كل هذا الذل الذي ترونه على محطات البنزين والمازوت، يعالج بقرار واحد، ولكن قراراً جريئاً وشجاعاً،
نحن بلد مستسلمين للولايات المتحدة الاميركية، قبلنا أن تدعنا نُقتل، هي تريد أن تقتلنا ولا تريد أن تدعنا نعيش، ونحن نقبل معها، هذا يمكن أن يعالج، ومطروح، والبعض يقول وأنتم ماذا يمكنكم أن تفعلوا؟ طبعاً هذا الذي يمكننا أن نقوم به، طالما لا زلنا نقول أنه يوجد هناك دولة وتتحمل المسؤولية، أنا أيضاً أريد أن أعيد كلاماً قلته في السابق،
عندما في الحقيقة الدولة تيأس، طبعاً يجب أن تبقى الدولة ولكن يأتي وقت لا تحمل فيه الدولة مسؤولياتها، ونريد أن نصل إلى مكان لا يوجد فيه حل، وهذا الذل سيستمر، أنا من الان أقول لكم نحن حزب الله سنذهب إلى إيران ونتفاوض مع الحكومة الإيرانية وهم موافقون، وسنشتري بواخر بنزين وبواخر مازوت وأن نأتي بها إلى ميناء بيروت وفلتمنع الدولة اللبنانية إدخال البنزين والمازوت الى الشعب اللبناني،
لكن مشهد الإذلال هذا لا يمكننا تحمله لشعبنا وناسنا مع إحترامنا لكل المسؤولين في الدولة وفي غير الدولة. أيضاً في هذا السياق وهذه اخر نقطة، وكنت أنوي اليوم أن أتكلم ساعة فقط، يا إخوان فلنكن صادقين وصريحين مع الشعب اللبناني، بعض الناس سيقولون يا سيد أنت لست مضطراً أن تصارح الشعب اللبناني في الحقيقة، فلتدع المسؤولين في الدولة يتكلمون مع الناس، يتكلمون أو لا يتكلمون لا أعرف، ولكن ايها اللبنانيون،
الخبر غير سار، وللأسف ليس هناك أحد حاضر أن يعلن هذه الحقيقة، وكل ما تسمعونه عن قصة ترشيد الدعم هذا ليس له علاقة، واذا حصل ترشيد الدعم او اتخذ قرار رسمي بترشيد الدعم يجب ان يتحمل الجميع المسؤولية ونحن بكل صراحة هنا نتفهم موقف رئيس حكومة تصريف الاعمال ولماذا وحده عليه ان يتحمل المسؤولية وهناك احزاب الان غير موجودة وليست مشاركة في الحكومة وشاركت في الحكومات على مدى 30 سنة او على مدى 15 سنة وكانت شريكة في المسؤولية عن ما آلت اليه الاوضاع ولماذا لا تشارك في هذا القرار اي ترشيد الدعم وتجلس خارجا وربما تقوم بالمزايدة.
واذا شكلت الحكومة الجديدة وهنا انا لا اتهم أحدا من ان هناك كلام يقال ان احد اسباب تأخير تشكيل الحكومة ان الحكومة الجديدة من الان برنامجها معروف وهذه احد ازماتنا في الحكومة الجديدة وليس امامها الا صندوق النقد الدولي واول شروط صندوق النقد الدولي هو رفع الدعم، يعني عليها اتخاذ قرار غير شعبي، يعني فلننتظر شهر واثنين وثلاثة اشهر لوحده الدعم يرتفع ونشكل حكومة ولا تحمل هكذا عبء. موضوعيا هذا الكلام يخطر في البال يمكن ان يكون هذا احد اسباب تأجيل الحكومة وكل شيء وارد في هذا البلد والذي سيحصل وماشي مساره.
الحكومة الحالية لم تأخذ قرارا والحكومة الآتية غير معروف متى تتشكل عمليا مصرف لبنان يصرف ما لديه من اموال ويأتي وقت يقول لم يعد لدي اموال بالتالي الدعم يتوقف واقعيا دون ان تاخذ حكومة او قوى سياسية مسؤولية هذا القرار وتحمل أعبائه، ولكن من سيحمل عبء هذا القرار هو الشعب اللبناني. هذا يعني ارتفاع الاسعار في مختلف الموارد التي كان يقدم لها الدعم بشكل مباشر وغير مباشر وسندخل في مرحلة معاناة جديدة نحن بحاجة الى كل ما يخفف هذه المعاناة.
الدولة، الحكومة المقبلة، لكن في انتظارها ومعها وبعدها يجب على كل القيادات في لبنان وعلى القوى السياسية ان تفكر وان تخصص ونحن منهم ونفعل ذلك في كل يوم كيف اذا دخلنا هذه المرحلة نخفف المعاناة ولا نستطيع ان نلغي المعاناة وهذا يحتاج الى معالجات كبرى،
لكن هل نستطيع ان نقوم باعمال تخفف هذه المعاناة؟ نعم هناك العديد نتكلم عنها في وقت لاحق ولا نتكلم عنها بل سنفعلها وهي تتكلم عن حالها واسمها تخفيف المعاناة لكن من جملة الخطوات التي ستساعد الكثير من العائلات اللبنانية على مواجهة هذه المعاناة الآتية الان موجود في المجلس النيابي وهي البطاقة التمويلية التي يمكن ان تستفيد منها 750 الف عائلة في لبنان يعني اغلبية الشعب اللبناني واذا اقرت البطاقة التمويلية في مجلس النواب هي لن تحل مشكلة كبرى ولكنها تساعد 750 الف عائلة في تخفيف هذه المعاناة، نحن نؤيد مشروع البطاقة التمويلية الذي تقدم به رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مدعوما بالوزراء لان الحكومة لم تجتمع وتم تقديمه بموافقة استثنائية الى مجلس النوب،
وندعو مجلس النواب الى اقراره باسرع وقت ممكن لان هناك لعب في اعصاب الناس وكل يوم يقال ان المال المخصص للدعم او يمكن ان يقدم دعماً سينتهي في نهاية حزيران وفي غضون شهرين ثلاثة ويتم اللعب في اعصاب الناس، ولكن مسار هذه النقطة نحن سوف نصل اليه واذا لم تتشكل الحكوم نحن واصلون اليها واذا تشكلت الحكومة سوف تصل الى قرار رفع الدعم، يعني الاسعار سوف ترتفع، يعني هناك معاناة ويجب ان نعمل الى تخفيف المعاناة واحدى خطوات تخفيف المعاناة عن الشعب اللبناني عن 750 الف عائلة هو البطاقة التمويلية والبطاقة التموينية التي طرحتها بعض الجهات يتعذر على وزارات الدولة ان تنفذها بدقة، والبطاقة التمويلية تنفيذها اسهل،
قد تعاني بعض الصعوبات وفي النهاية هناك مشكل معين ولكن في العموم اجراءها اسها من اجراء البطاقة التموينية. نحن نامل ان شاء الله من السادة النواب في المجلس النيابي وبرعاية دولة رئيس مجلس النواب في اسرع وقت ممكن ان يجدوا صيغة وطريقة معينة لموضوع التمويل، وفي كل الاحوال هذه خطوة ويجب ان نفكر جمعيا في الخطوات الاخرى لكن مما لا شك فيه ان تشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي للاقتدار على مواجهة العوارض،
عوارض الازمة الاقتصادية والمالية وهو المدخل الطبيعي لوضع هذه الازمة على طريق الحل ولا يوجد مدخل آخر، لان هذه السلطة التنفيذية في البلد، والا نقول لا وجود لدولة وعلى الناس ان تحل مشاكلها بيدها ونصبح في مرحلة مختلفة بطبيعتها وفي جوهرها وتتطلب حينئذ تصرف مختلف. ايها الاخوة والاخوات سوف نكتفي في هذا المقدار،
مجددا انا ابارك للاخوة والاخوات ولكل المحبيين الذكرى الثلاثين لقناة المنار ان شاء الله هذه القناة تستمر في العمل الى الشعب اللبناني الى شعوبنا العربية والاسلامية والى كل احرار العالم لتنقل لهم اخبار الانتصارات الآتية في زمن الانتصارات لتملأ وجوههم بالبسمة وصدورهم بالفخر وارواحهم بالاعتزاز ونفوسهم بالامل، الامل الاتي القادم. ان شاء الله نتطلع الى اليوم الذي ستبث فيه المنار اخبارها من داخل المسجد الاقصى ومن داخل القدس.كل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.