بنت الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمّد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم أجمعين .
اُمّها :
اُم ولد يقال لها سكن النوبية ، وقيل : خيزران المرسيّة ، وقيل : نجمة ، وقيل : صقر ، وقيل : أروى ، وكنيتها اُم البنين . ولما ولدَت الإمام الرضا عليه السلام سمّيت بالطاهرة ، إذاً هي اُخت الإمام الرضا عليه السلام من اُم وأب .
ولدت في المدينة المنورة عام 183هـ حسبما صرّح به المؤرّخون ، ورضعت من ثدي الإمامة والولاية ، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة ، وورثت عن أبيها الإنسانية ، والمثل العليا في العقيدة والعبادة والعلم والحكمة ، والنفسيّة الزاكية ، والعفة والأدب والحسب النقي ، والنسب النبويّ ، والشرف العلويّ ، والطهر الفاطمي ، وتُعرف على ألسنة الفقهاء والعلماء بكريمة أهل البيت ، ولم تكن بين العقيلات مَن تُعرف بهذا الإسم غيرها .
نشأت فاطمة الكبرى تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السلام ؛ لأنّ أباها الإمام الكاظم عليه السلام قد سُجن بأمر من الرشيد ، لذلك تكفّل أخوها رعايتها ورعاية أخواتها ، ورعاية كلّ العوائل من العلويين التي كان الإمام الكاظم سلام الله عليه قائم برعايتهم وسدّ حاجياتهم ، حتى وصل عدد العوائل التي كانت تحت تكفّل الإمام عليه السلام إلى خمسمائة عائلة .
إنّ هذه العقيلة هي من الدوحة العلويّة النقيّة الطاهرة المطهّرة ، ومن حفيدات الصديقة الزهراء سلام الله عليها ، وبناتها الطيّبات العالمات المحدّثات المهاجرات ، اللاتي اختصّهن الله تعالى بملكة العقل والرشاد ، والإيمان والثبات ، والعزيمة والفداء والتضحية ، وأودع فيهنّ العفة والطهارة وبواعث القوة والحقّ والغلبة والكمال ، مع تجنّبهن عوامل الذل والخذلان والخوف والاستسلام والإنحراف .
تُعرف هذه العقيلة بالمحدّثة ، والعابدة ، والمقدامة ، وكريمة أهل البيت عليهم السلام . لقد كانت فاطمة الكبرى على دين قويم صادق ، وانقطاع متواصل إلى الله ، وفي غاية الورع والتقوى والزهد ، كيف لا وأبوها الإمام الكبير القدر ، العظيم الشأن ، المجتهد الجاد في الإجتهاد ، المشهور بالعبادة ، والمواظب على الطاعات ، المشهور بالكرامات ، يبيت الليل ساجداً وقائماً ، ويقضي النهار متصدّقاً وصائماً ، لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظماً ، كان يجازي المسيء بإحسانه إليه ، ويقابل الجاني بعفوه عنه ، ولكثرة عبادته كان يسمّى بالعبد الصالح ، ويُعرف بباب الحوائج إلى الله .
روايتها : كانت السيّدة فاطمة الكبرى بنت الإمام الكاظم عليه السلام عالمة محدّثة راوية ، حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السلام ، وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث ، وأثبت لها أصحاب السُنن والآثار روايات ثابتة وصحيحة من الفريقين الخاصة والعامة ، فذكروا أحايثها في مرتبة الصحاح الجديرة بالقبول والاعتماد.
المصدر:انظر ترجمتها في : إعلام الورى 2 :