بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن الحسين بن صالح الحارثي الهمداني العاملي الجبعي المعروف بـ (الشيخ البهائي) .
ولد الشيخ البهائي في السابع والعشرين من ذي الحجّة 953 هـ بمدينة بعلبك ودرس المراحل الأوّلية للعلوم الدينية في لبنان، ثمّ سافر إلى اصفهان من اشهر المدن الايرانية لتحصيل العلوم. وبعد سنة من ولادته توجهت به عائلته إلى جبل ثم إلى أصفهان وقد قضى ثلاثين سنة من حياته في السفر، حيث سافر إلى المدن والأقطار المختلفة بما فيها اصفهان في ايران للدراسة وزيارة العتبات المقدّسة وكان عمره ثلاثة عشر عاماً عند وصوله إلى إيران، إلا أن بعض المراجع اشتبهت وذكرت أنه كان في السابعة من العمر.
اليوم الوطني للهندسة المعمارية
تكريما للشيخ البهائي في ايران وتكريما واعترافا بانجازات الشيخ البهائي في الهندسة فقد اعلن المجلس الاعلى للثورة الثقافية في ايران يوم 23 نيسان من كل عام يوما (لمهندس المعماري الوطني بمناسبة ميلاد الشيخ البهائي ،الذي اشتهر بهذا الإسم ،لصفاء دينه وعقله وفكره وسلوكه ،
فإنه يمثل واحدا من النخبة العلمية و الفقهية. لقد أسس الشیخ البهائي منهجا هندسيا يعرف الآن بالعمارة المستدامة(Sustainable Architecture)والذي يقوم على أساس المجتمع والبيئة المحيطة والتوفير الإقتصادي،عبر الإستفادة من الطبيعة والمعادلات الكيميائية المصطنعة في المنشأة المعمارية وقد بدأ بتنفيذ الأعمال الهندسية في حياته واستفاد المهندسون منها لإستكمال ما بدأه الشيخ البهائي منذ400سنة حتى اليوم.
وعمل في الهندسة الداخلية على استخدام الالوان المتعددة و التي ارتكزت بشكل اساسي على اللونين الازرق رمزا للسماء والأبيض لرمزيته في الصفاء والنقاء ،وامكانية تصنيعها من المواد الطبيعية لتزيين بلاطات القيشاني و المخطوطات القرآنية و تلوين المقرنصات و الرسوم النباتية.
لم ينس الشيخ البهائي التكامل بين العمارة والتزيين و الزخرفة الداخلية المعروفة حديثا بالهندسة الداخلية و الفنون الزخرفية وعمل على استخدام الالوان المتعددة و التي ارتكزت بشكل اساسي على اللونين الازرق رمزا للسماء والأبيض لرمزيته في الصفاء والنقاء ،وامكانية تصنيعها من المواد الطبيعية لتزيين بلاطات القيشاني و المخطوطات القرآنية و تلوين المقرنصات و الرسوم النباتية.
رياضي شيعي في منصب شيخ الاسلام في الدولة الصفوية الشيخ البهائي هو فقيه، ومحدث، وحكيم، ورياضي شيعي في القرن الحادي عشر ودرس عند والده وغيره من العلماء.
وجلّ آبائه وأجداده وإخوته من العلماء والبارزين في مجال العلوم وبرز منهم: جدّ والده: الشيخ شمس الدين محمد العاملي وجدّه، الشيخ عبد الصمد بن محمد الحارثي الهمداني الجبعي العاملي. وقد عاش هذا العالم الكبير في عهد الدولة الصفوية التي شهدت حركةً علميّة واسعة آنذاك.
وقد حظي الشيخ البهائي باحترام الشاه عباس الصفوي في اصفهان الى درجة عيَّنه في منصب شيخ الإسلام في الدولة الصفوية، وقد انتفع من الإمكانيات التي توفَّرت للدولة الصفوية، فاستفاد منها في خدمة التشيّع.
وشيخ الإسلام هو أعلى منصب رسمي في الدولة الصفوية وقد بقي الشيخ في منصبه هذا إلى آخر حياته، ولم يكن للشيخ رغبة في هذا المنصب، إذ كان له ميل للانعزال والتعبّد، وبعد تولي منصب شيخ الإسلام، أصبح له منزلة خاصة عند البلاط الصفوي، فكان من خلال تقواه وعلمه محل ثقة الشاه عباس الأول، الذي قرر أن يجعله وزيراً ومستشاراً له.
واوقف الشيخ البهائي مكتبة نادرة سنة 1030هـ حيث ان زوجته بنت الشيخ علي المنشار العاملي، وهي إمرأة عالمة ورثت من أبيها هذه المكتبة النادرة تضمّ أربعة آلاف كتاب.
اقبال الطلاب على دروس الشيخ البهائي
تلقى الشيخ البهائي دروسه في قزوين، التي شهدت حوزتها حركة علمية ناشطة، ثم استكمل دراسته في مدينة أصفهان. وكان أبوه من أهم أساتذته ومشايخه، فقد درس عنده علوم التفسير والحديث واللغة العربية ومقداراً من العلوم العقلية.
وكان لشهرة الشيخ البهائي وموقعه الإجتماعي لها الأثر في إقبال الكثير من الطلاب على الإستفادة من دروسه، و من تلامذته: الشيخ محمّد بن إبراهيم الشيرازي، المعروف بصدر المتألّهين. محمد تقي المجلسي. ماجد الصادقي. الشيخ محمد القرشي. السيد أحمد بن الحسين بن الحسن الموسوي العاملي الكركي الشيخ البهائي في الشعر و قد تناول الشيخ البهائيّ في شعره أغراضاً شتّى، وشكّل ديواناً جُمع من بعده وكان قد فُقد، إلاّ أنّه انتشر في الكتب والمعاجم شواهدَ نافعة وواضحة.
وممّا امتاز به شعره جديدُ القول، ونظمُه في كلّ فنون الأدب إضافة إلى الشعر الدينيّ على أنّه برز في شعر النصح والوعظ ومدح النبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم، كما امتاز بالقصائد الطويلة التي تبلغ أحياناً مئة بيت.
سيراً على الاقدام إلى مشهد
من أسفار الشيخ المهمّة سفره إلى مدينة مشهد سيراً على الاقدام؛ المرة الأولى كانت في 25 ذي الحجة سنة 1008 هـ، عندما سار الشاه عباس من مدينة طوس إلى حرم الإمام الرضا (ع) تعبيراً عن شكره لله بعد السيطرة على خراسان، وكان الشيخ برفقة الشاه. وبعد ثلاث سنوات رافق الشيخ الشاه عندما أراد الأخير أن يفي بنذرٍ نذره، فمَضَيَا سيراً من أصفهان إلى مشهد، واستقرا هناك مدة ثلاثة أشهر.
وبلغت مؤلفات الشيخ البهائي حوالي الخمسين مؤلفاً في التفسير، والحديث، والدراية، الرجال، والأدعية، والفقه، والأصول، والحساب وعلم الهيئة والحكمة والتاريخ والأدب إضافة إلى أجوبة المسائل والكثير من الحواشي ومنها: مشرق الشمسين وإكسير السعادتين والحبل المتين في إحكام أحكام الدين والكشكول ومصباح العابدين و حاشية الصحيفة السجادية.
وتوفي الشيخ البهائي في 12 شوال سنة 1030 هـ بمدينة أصفهان ثم نقل جثمانه إلى مشهد، ودفن بجوار مرقد الإمام الرضا علیه السلام.
المصدر: وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء (ارنا)