تحدث قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي في لقاء مع الآلاف من الشعب الإيراني بمناسبة مولد الإمام الحسين (ع) عن عظمة الثالث من شعبان وثورة الإمام الحسين وواقعة كربلاء، و أشار سماحته إلى عظمة الثورة الإسلامية التي لا نظير لها على مدى عقود، كما اعتبر سماحته مشاركة الشعب الإيراني في الانتخابات وحضوره إلى صناديق الإقتراع، أهم من أي شيء آخر للبلاد.
من خطاب الإمام الخامنئي عام 2013 في ذكرى ولادة الإمام الحسين عليه السلام
... أنه وبغض النظرعن الثالث من شعبان، فقد دخلنا شهر شعبان، شهر العبادة، شهر التوسل، شهر المناجاة "واسمع دُعائي إذا دعوتك، واسمع ندائي إذا ناديتك"(2) فصلُ مناجاة الله المتعال، فصلُ وَصْلِ هذه القلوب الطاهرة بمعدن العظمة، معدنِ النور، ويجب معرفة قدر ذلك. فالمناجاة الشعبانية تُحفةً وُضعت في تصرفنا. حسنٌ، لدينا العديد من الأدعية، المليئة بالمضامين السامية، لكن بعضها أكثر تمايزاً.
لقد سألت الإمام الخميني العظيم (رضوان الله عليه) وقلت له، أيّ دعاء من بين كلّ الأدعية التي وصلت إلينا عن الأئمة )عليهم السلام(، أحببته وتعلقت به أكثر؟ فأجاب دعاء كميل والمناجاة الشعبانية، هذين الدعائين. كان الإمام صاحب قلبٍ متوجه إلى الله، كان من أهل التوسل، أهل التضرّع، أهل الخشوع، أهل الاتصال بمنشأ الخِلقة. وكان هذان الدعاءان (دعاء كميل والمناجاة الشعبانية) بنظره هما الوسيلة الأمثل. عندما يعود الإنسان لهذين الدعائين ويدقق فيهما، يجد كمْ هما متشابهان، متشابهان إلى حدّ كبير، مناجاة إنسانٍ خاشع، مناجاة إنسان متوكلٍ على الله، "كأني بنفسي واقفة بين يديك، وقد أظلّها حسنُ توكلي عليك، فقلتُ ما أنت أهله، وتغمدتني بعفوك" (3).
الأمل، الأملٌ بالمغفرة الإلهية، بالرحمة الإلهية، بالتوجّه الإلهي، بالهمّة العالية في الطلب من الله،" إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك" (4) هكذا هو شهر شعبان، حيث تستغل القلوب الطاهرة، القلوب النورانية وقلوب الشباب هذه الفرصة، وتستفيد منها لتقوية علاقتها بالله. إن للإقبال على الله والاتصال بالله دورٌ كبيرٌ وأساسي في طريق العظمة والعزّة الممدود أمام الشعب الإيراني. بعضهم غافلون، ويعمدون إلى الحسابات المادية المحضة، ولا مكان للحسابات المعنوية والمدد الإلهي والتوكل على الله وحسن الظنّ بالوعد الإلهي في حساباتهم وكأنه لا طريق آخر.
يقوم العالم المُستكبر أيضاً بهكذا حسابات، يقومون بذلك أفضل منكم، فلماذا يتقهقرون يوماً بعد يوم؟ لِمَ يُبتلون بكلّ هذه المشاكل؟ لِمَ يصبحون مجبرين على الظلم؟ لِمَ يُجبرون على تجيّش الجيوش، إلى أفغانستان، إلى العراق، إلى باكستان، لقتل الأبرياء؟" وإنّما يحتاج إلى الظلم ضعيف(5) " الضُعفاء فقط من يحتاجون إلى الظلم، الضُعفاء يظلمون لأن أيديهم تعودت على السلاح، ويستخدمونه دون مهابة، يستخدمونه بظلم، بتعدٍّ وبتعسف. حسنٌ، هذا تراجعٌ بحدِّ ذاته، تراجع في المعايير المعنوية وأيضاً في الحسابات المادية.
المشاكل تطوق الحضارة الغربية يوماً بعد يوم، ولسوف تُقعِدُهم، والسبب في ذلك هو قطع التواصل مع منشأ الوجود، قطع التواصل مع معدن النور والعظمة. "فَتَصِلَ اِلی مَعدِنِ العَظَمَة، و تَصیرَ اَرواحُنا مُعَلقَةً بِعِزِّ قُدسِك"(6) هذا هو المطلوب.