هذه بعض المسائل الأخلاقية التي وردت في أسئلة أجاب عنها آية الله الشيخ محمد تقي بهجت العارف الكبير الذي يُعرف بسلوكه إلى اللّه وعبوديته وسعيه الدؤوب للتكامل علماً وعملاً وعرفاناً وأخلاقاً عالية ويشتهر بصفاته الفذة وفضائله الكريمة وكراماته التي اطلع عليه الكثير من العلماء والمؤمنين الذين عرفوه.
* إذا أراد الإنسان أن يعمل على أن يجد القرب الإلهي، هل يحتاج إلى أستاذ؟
ج- الأستاذ هو العلم، والمعلم واسطة، اعملوا بالمعلومات، ولا تجعلوا المعلومات تحت أقدامهم فيكفي "من عمل بما علم أورثه اللّه علم ما لا يعلم"، ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ العنكبوت/99، وإذا رأيتم أنه لم يجعل فاعلموا. خصّصوا ساعة في اليوم للعلوم الدينية. أستاذك علمك، إعمل بما تعلم، تُكفَ ما لا تعلم.
* بعد أن يصمّم الإنسان للحصول على القرب من الله، وأن يكون لديه سير وسلوك، ما هو الشيء الذي يفعله؟
ج- إذا كان الطالب صادقاً، "ترك المعصية"، كافٍ ووافٍ للعمر كله، ولو كان ألف سنة.
* ما هو طريق معرفة الله؟
ج- طريق معرفة الله معرفة النفس، نعلم أننا لم نصنع أنفسنا ولا نستطيع، وغيرنا إذا كان مثلنا لم يصنعنا ولا يستطيع ذلك؛ إذاً القادر المطلق هو الذي خلقنا، وهو الله، طريق قربه "شكر المنعم" بطاعته، ومشقتها ابتدائية، ولن تمضي مدة حتى يذوق الطالبون قربه الذي هو أحلى من كل حلاوة.
* هل من جملة قصيرة وكافية في الصلاة نجعلها نصب أعيننا؟
ج- من البيانات العظيمة في فضيلة الصلاة في مرتبتها العليا، الكلام المعروف عن المعصوم- عليه السلام-: "الصلاة معراج المؤمن"، ويستمرون في طلب هذا المقام، ولا يخرجون عن اليقينيات.
* كيف نُقوِّي العلاقة مع أهل البيت عليهم السلام وبالخصوص مع صاحب العصر عليه السلام؟
ج- طاعة الله بعد معرفته، توجب حبَّه تعالى وحُبَّ من يُحبهُ من الأنبياء والأوصياء الذين أحبُّهم إليه محمَدٌ صلى الله عليه وآله وأقربهم منّا صاحب الأمر عجّل الله فرجه.
* نرجو بيانٍ كيفية التمكن من الإنس أكثر بالله والأئمة الأطهار عليهم السلام؟
ج- بطاعة الله- تعالى- والرسول- صلى الله عليه وآله- والأئمة- عليهم السلام - وترك المعصية في الاعتقاد والعمل.
* ماذا نفعل كي نطيع الأوامر الإلهية بخشوع وبالأخص الصلاة؟
ج- التوسل الحقيقي بإمام الزمان- عجل الله تعالى فرجه- في أول الصلاة، فتكونون قد قمتم بالعمل بالتمامية المطلقة.
* ماذا يجب أن نفعل للابتعاد عن الرياء والغرور؟
ج- الإكثار من ذكر الحوقلة "لا حول ولا قوة إلا بالله" باعتقاد كامل.
* ماذا نفعل لمعالجة الغضب؟
ج- الإكثار من قول "اللهم صلِ على محمد وآل محمد" باعتقاد تام.
* ما هو رأيكم الشريف في علاج "الرياء" و"العجب" و"الكبر" و"السمة" و"الشهوة" وغير ذلك؟
ج- كل هذه الرذائل،. ناش من الضعف في معرفة الله، يرفعها ويدفعها الاستيناس بآنِس الآنسين تعالى في العبادة ولو عرف أنّه تعالى أحسن من كلّ حسن في جميع الأحوال والأزمنة، لما انصرف عن الاستيناس به تعالى.
* ما هو أفضل ذكر؟
ج- أعظم ذكر بنظر الحقير "الذكر العملي" يعني "ترك المعصية في الاعتقاد والعمل" كل شيء يحتاج لهذا، وليس هذا محتاجاً لأي شيء، وهو منبع الخيرات.
* ما هو العمل لنفي الخواطر؟
ج- من عرفه تعالى واستأنس به، يقال له: "انصرف إليه عن حوائجك" ويقال له أيضاً "لماذا لا نفارقه" "لو علم المصلّي ما يغشاه من جلال الله ما انفتل عن صلاته".
* ما هو الزهد الحقيقي، وكيف نعمل به؟
ج- "الزهد" أن تملك نفسك وتراقب إذن الله "تعالى" في كلّ فعلٍ وترك.
* ما هو السبيل لعلاج الوسواس؟
ج- الإكثار من التهليل "لا إله إلا الله" علاج للوسواس.
* عندما يصمَم أحدهم على بعض القرارات الأخلاقية بواسطة النذر والقسم، وبعد فترة يضعف عزمه وينهزم، فماذا يفعل؟
ج- إذا وجد نفسه في ذكر الله لمدة دقيقة، فلا ينصرف اختياراً ولا يهتم بالانصراف والغفلة غير الاختيارية.