أم ياسر المرأة النموذج

أم ياسر المرأة النموذج

ذكريات الأحبة (أم زهراء خاتون تتحدث عن الشهيدة أم ياسر)

إمرأة نموذجية بكل المعاني والمقاييس ،واذا ما أردنا الحديث عن نموذج المرأة المسلمة لا بد أن نتحدث عن الشهيدة أم ياسر .

هكذا بدأت أم زهراء خاتون بالحديث عن صديقتها ورفيقة عمرها ام ياسر فتقول استمرت صداقتي وعلاقتي بام ياسر منذ ذهابي الى النجف وكذلك بعد عودتنا الى لبنان أي من العام 1977 الى العام 1992 حيث شهادة السيد عباس وام ياسر وطفلهما حسين.

وطوال هذه الفترة كانت علاقتنا أكثر من الأخوة ،فدرسنا سويا ودرسّنا سويا وعملنا معا وكنا جيران وهذا ما جعل علاقتنا قوية جدا والأن عندما أتحدث عنها أحنّ لها لصحبتها لرفقتها وأفتقدها كثيرا وهي إمرأة نموذج بحق ومن النساء المؤمنات الصالحات الخلص.

.التوازن في شخصية أم ياسر:

أكثر ما كان يلفتني في شخصية أم ياسر التوازن في كل أمورها ،فكل شيء له حقه العبادة ،الروحية والجهاد والامومة والزوجة والمنزل والعمل كلٌ له حقه ، ففي المنزل هي أم حنون وشخص محب جدا وعاطفي وطويل البال ،وكذلك للسيد حقه فهي كانت السند والرفيق الدائم له مع ضيوفه وأرحامه وفي عمله فهي شريكة فعلا . اما وقت العبادة فلا يتداخل مع أي شي وكذلك وقت العمل.

فأم ياسر شخص محب وعفوي وصادق جدا ومؤمنة فعلا بمسألة الجهاد والشهادة وعندما كانت تدعي أن تكون من الشهداء كانت فعلا مخلصة.

البساطة في العيش:

من المعروف أن منزل السيد عباس الموسوي كان متواضع جداً ،هذا بالإضافة الى أنه هو أيضا شخص متواضع ويحب البساطة، وكذلك الشهيدة كانت مرتبة جدا ومنزلها متواضع وفيه أثاث بسيط نظيف ومرتب دائما وكذلك أطفالها، فهي كانت معروفة بترتيبها وبساطة عيشها سواء في المنزل (كأثاث) أو ثيابها وأطفالها وكذلك في طعامهم.

عبادتها وعلاقتها بأهل البيت:

الصلاة والعبادة كانت من أولويات أم ياسر فالصلاة في أول الوقت وكذلك الأدعية والزيارات كان لهم الحيز الكبير في حياتها فمناجاتها وتعلقها بأهل البيت كان مميز جدا.

مناجاة الإمام المهدي:

من الأمور المهمة التي يجب ذكرها أن أم ياسر كانت تربطها علاقة قوية بإمام زمانها فمناجاتها له كانت على السطح ،فأم ياسر كانت كثيرا ما تصعد الى سطح المنزل لتناجي الإمام المهدي وتتوسل به .

زيارة قبور الشهداء وعائلاتهم

من المحطات المهمة في حياتها كان قبور الشهداء وهي لم تكن تزور شهيدا يخصها بل كانت تزور الشهداء كل الشهداء،وفي بعض الأحيان تأخذ أطفالها معها ، فهي كانت تأنس بهم وبجوارهم وكانت تذكر أن زيارتهم تجلب لها الانس والطمأنينة وتشعر بالراحة بقربهم .أما عوائل الشهدا فكانت هي والسيد عباس على تواصل وتماس دائم مع العوائل وزيارتهم واجبة ومن أولوياتهم لأنهم هم من أحيوا الإسلام.

طلب العلم

تذكر السيدة أم زهراء أن هدف الذهاب الى النجف كان بهدف طلب العلم(العلوم الدينية) ،وهناك تعرفت على الشهيدة أم ياسر وعلمت حينها أن الشهيد السيد عباس يدرس زوجته أم ياسر، فكان يأخذ الدروس الدينية صباحا وينقل لها هذه العلوم بعد الظهر ( وتقول أن هذه ظاهرة فريدة) .

وفيما بعد التحقت بالشهيدة ام ياسر وبدأت مرحلة الدراسة، وبقينا مدة من الزمن على هذه الحال الى حين عودتنا القسرية الى لبنان نتيجة ملاحقة النظام الصدامي لنا ، وعلى الرغم من ذلك أكملنا تعليمتا في لبنان على يد السيد لمدة معينة .

الحوزة والتبليغ في لبنان:

بعد تسريح الطلاب اللبنانين من العراق ارتأى السيد أن ينشأ حوزة وكانت فعلاٍ حوزة الإمام المنتظر، وكان السيد عباس حينها متفرغا للتدريس في الحوزة صباحا وبعد الظهر تفرغ لتدريسنا أنا وأم ياسر ، وفيما بعد تبلورت فكرة إنشاء حوزة للأخوات، وفعلا عمدنا الى إستئجار شقة صغيرة وبدأت مرحلة جديدة كان نهج السيد عباس العلم والعمل( وهذا نهج الشهيد السيد محمد باقر الصدر أستاذه في النجف الأشرف) ،وسرى هذا النهج على طلابه فكان طلابه يدرسون في الحوزة صباحا وبعد الظهر للعمل والتبليغ وكذلك سرى الأمر عليي وعلى ام ياسر ،فقال لنا السيد حينها أننا جئنا الى لبنان وهناك ضرورة للعمل ،والنساء بحاجة الى التثقيف والتوعية، وخلال وقت قصير إستأجر السيد عباس سيارة وذهبنا معه للتبليغ وأول منطقة ذهبنا اليها كان حارة الفاكهاني ورياق وعلي النهري وهكذا بدأت رحلة التبليغ.

الجلوس مع السيد هو الظهرة(النزهة)

كان السيد وعائلته يخرجون في نزهة في بعض الاحيان وأغلب هذه النزهات كانت على ضفاف جنتا ويحفوفة وهذه الامكنة كان فيها ذكريات كثيرة ومتعددة وذات مرة كنا سويا وأراد السيد عباس ان يعلمنا (لي ول أم ياسر) الرماية وهذا ما كان الأ أننا لم نستطع أن نصيب ما حدد لنا بالمسدس  أما بسلاح الكلشن فكان أفضل بقليل تروي أم زهراء هذه على سبيل النكتة وتضحك وتقول هذه ذكريات لا تنسى.

وأذكر أيضا أن الكثير من الأوقات كان الظهرة(النزهة) الى السطح فكانت السيد وأم ياسر يفترشون فراشا متواضعا مع القليل من الفوشار والشاي وغيرها من الأمور البسيطة ويصعدون مع أطفالهم الى السطح ،وفي بعض الأحيان لوحدهم وهذا يعد ظهرة بالنسبة لهم أما أم ياسر فكان جلَ ماتريد أن تكون بقرب السيد عباس وكانت تقول الجلوس مع السيد بالنسبة الي هو "ظهرة".

ياسر والصورة

ذات مرة خرجنا سويا وكان معي كاميرا وهي قديمة فقالت لي أم ياسر تعي صوريني أنا وياسر فغمرت ياسر وقالت لي اذا استشهد ياسر بتبقى هالصورة ذكرى.

 

كنت عندها قبل بيوم من استشهادها تختم أم زهراء بهذه الكلمات وبعينين دامعتين تقول أتذكرها وأفتقدها في كل الأوقات فهي لم تكن صديقة فقط بكل كانت أخت وعزيزة وأمضينا أوقات طويلة مع بعضنا البعض .

المصدر:موقع الزكية (مقابلة مع أم زهراء خاتون صديقة الشهيدة أم ياسر) بتاريخ 14-2-2020

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com