4000 جندي يطاردونه في البحر
في ذكرى اغتيال مغنية الأولى، خصصت قناة «سي بي إس نيوز» تقريراً حول العملية النوعية التي كانت تهدف الى توقيفه في الخليج الفارسي. وإذا صحّت المعلومات التي وردت في التقرير، فإن تلك العملية (في عام 1996) كانت أضخم بكثير من العملية التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان عام 2011. وفي تقرير «سي بي إس» يروي قائد البحرية جون غاريت، للمرة الأولى في الإعلام، كيف تمّ التجهيز لعملية التوقيف الكبرى بعدما رصدت الاستخبارات الاميركية مغنية على متن سفينة شحن تدعى ابن طفيل. «أربع سفن حربية أميركية، 4 آلاف عنصر من المارينز، قوات برية وبحرية وجوية، وترسانة عسكرية كاملة جهّزت من أجل تنفيذ العملية»، يكشف غاريت. ضابط البحرية يشير الى الجهوزية التامة التى وُضع فيها العناصر المشاركون، عديداً وعتاداً وإمكانيات، من أجل تنفيذ عملية ناجحة على سفينة وسط البحر.
غاريت يشير الى أن «أحد القادة العسكريين المسؤولين عن العملية، ويدعى توم شورت، تسلّم صورة من الصور القليلة جداً لمغنية كي يتعرّف الى شكله قبل المباشرة في العملية». شورت نفسه رأى أن «مجرد التفكير في أن ذاك الرجل كان المسؤول عن موت 250 عنصراً من المارينز، يجعلك تريد النيل منه... ولكن ليس فقط من أجل ما فعله في السابق، بل لمنعه ممّا سيرتكبه في المستقبل في حال لم نقبض عليه». شورت يضيف: «لم أرَ في حياتي هذا المستوى من العمل الاستخباري الذي أحاط بالعملية.
فخلال 48 ساعة فقط كان في حوزتنا خرائط السفينة، وشكلها وصور لها، كما هويات أفراد طاقمها وعتادهم وجداول أعمالهم... كان مدهشاً بالفعل تمكّننا من الحصول على هذا الكم من المعلومات الاستخبارية». غاريت بدوره أشار الى أن «تفاصيل الخطة كانت تدرس على مدار الساعة، دقيقة بدقيقة طوال 24 ساعة».
بيل ماكسوين، أحد قنّاصي البحرية، يقول إنه «كان هناك أربع فرق من القنّاصين المجهّزين على متن السفن» ويضيف: «نظراً لحساسية العملية، كان لدينا قنّاصان على طوافات أيضاً. في ليل 24 تموز، أدركنا أن ساعات قليلة كانت تفصلنا عن النيل من هدفنا، «كنّا كالكلاب المربوطة بانتظار أن ننطلق»، يروي ماكسوين.
60 عنصراً كانوا سيصعدون سرّاً على متن السفينة، إضافة الى عشرات عناصر الكوماندوس ومئات آخرين كانوا سيفتشونها ركناً ركناً». … لكن، وبكلمة واحدة من واشنطن، ألغيت العملية قبل ساعات قليلة من تنفيذها، والسبب المذكور وقتها «أننا نعجز عن التأكد إن كان الهدف (مغنية) ما زال على متن السفية أو لا». «لقد فوّتت عليّ أكبر فرصة للنيل من مغنية... لماذا لم تنتهِ تلك العملية بشكل مختلف؟»، كتب مكسوين في يومياته. أما شورت فيتذكر يوم هجمات 11 أيلول ويقول «عندما شاهدت الطائرة تضرب ذاك البرج، فكّرت مباشرة، هل لمغنية علاقة بالأمر؟ هل كانت له يد في التخطيط لذلك؟ ماذا لو كنا قبضنا عليه يومها؟». السابق التالي
من ملف : كيف اغتال الموساد عماد مغنية؟
صحيفة الأخبار