ليت هذه العصي هوت على رأسي
لدى مهاجمة أزلام النظام البهلوي المنحوس للمدرسة الفيضية، كنت أنا داخل المدرسة وقد رأيت أوضاع الدرس و المدرسة غير عادية، فتركت المجلس وخرجت من المدرسة وتوجهت الي منزل الامام . جلست مع عدد من الطلبة عند سماحته وأخذنا نتحدث عن اوضاع المدرسة.
وفيما كنا على هذه الحالة، دخل منزل الامام عدد من الطلبة ممن تعرضوا للضرب والشتم، واخذوا يتحدثون عما شاهدوه في المدرسة وكيف أن أزلام النظام أوغلوا في ضرب طلبة العلوم الدينية وجرحهم. وفي هذه الاثناء طلب احد الطلبة من الامام بأن يأذن له باغلاق باب المنزل لئلا يهجموا علىه.
فردّ علىه الامام: كلا، لا اسمح بذلك. فقال احد العلماء وكان من اصدقاء الامام: اقتراح مقبول، اسمح لهم باغلاق الباب لأن الامر خطير. فقال الامام: قلت كلا، فإذا أصرّيتم سوف أخرج من المنزل. أن هذه العصي التي هوت على رؤوس الطلبة ليتها هوت على رأسي. كيف تطلبون مني أن اغلق باب منزلي؟ ما هذا الكلام؟.
( آية آلله ابراهيم اميني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص142).
ان هذا الشعب هو الذي طرد الشاه
بعد قدوم الامام من باريس، كنت برفقة سماحته أثناء أقامته في المدرسة العلوية، وكانت الحشود تأتي أفواجاً أفواجاً لرؤيته. وفي اليوم الخامس أو السادس قلت لسماحته: منذ خمسة أو ستة أيام وأنت تلتقي أبناء الشعب وتأتي الجماهير لرؤيتك. من الأنسب أن تتوقف هذه اللقاءات وتتفرغ أنت للامور الهامة.
فقال سماحته: هل تتصور أن النداءات التي كنّا نصدرها أنا وأنت هي التي أخرجت الشاه من ايران؟ ان هذا الشعب هو الذي اسقط النظام الطاغوتي و طرد الشاه نتيجة لمظاهراته و تضامنه وتلاحمه.
( آية الله منتظري، مقتطفات من سيرة الامام الخميني،ج1،ص141).
ابواب منـزلي يجب أن تكون مشرعة للناس
في اوائل انطلاقة النضال ضد النظام الشاهنشاهي، كنا في احد الايام جالسين عند الامام، وكان هناك جمع غفير قد جاء من طهران. كان احد ابواب المنـزل مغلقاً. تنبه الامام إلى ذلك فقال: )مّنُ الذي اغلق هذا الباب؟(. فقيل: اغلق الباب بأمر من الحاج السيد مصطفى تلافياً للزحام. فقال الامام مستاءً: )كلا.. افتحوا الباب. اتركوا الناس احراراً. لا يتدخل احد في شؤون منـزلي.. ابواب منزلي يجب أن تكون مشرعة امام الناس
( . آية الله مسعودي خميني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني (ره)،
. لا بد من اطلاع الناس على البرقية
في الماضي كان علماء الدين يتخذون أشد المواقف واكثرها قوة وحزماً ضد الطغاة والمستبدين، غير أن الناس لم يكونوا يطلعون عليها في معظم الاحيان.
حتى انهم كانوا يتصورون احيانا بأن العلاقة السائدة فيما بينهم على أحسن مايرام.. بيد أن الامام ومنذ انطلاقة النهضة عام 1341 شمسي- 1962ميلادي، ولدى لقائه جمعاً من علماء قم، اقترح على الحاضرين ضرورة طباعة البرقيات والرسائل التي يتم تبادلها بين علماء الدين واركان النظام الشاهنشاهي ووضعها في متناول ابناء الشعب، كي يتسنى لعامة الناس الاطلاع على كافة التفاصيل والتعرف على مواقف الطرفين..
ولم يمض وقت طويل حتى غيّر الامام اسلوب تعامل العلماء مع النظام تماماً. فبدلا من أن يخاطب في برقياته، الشاه والحكومة وكبار المسؤولين، توجّه بالخطاب الى الشعب واقدم رسمياً على اصدار البيانات.
سيد حميد روحاني، مقتطفات من سيرة الامام الخميني (ره)، ج1، ص: 119.