قصة* يرويها أحد اﻷخوة؛ قبل استشهاد السيد عباس الموسوي بفترةٍ قصيرة كنا في سهرةٍ عند أحد الأشخاص كان بيته في الطابق السادس في منطقة برج البراجنه، طلب السيد من مرافقيه مغادرةَ المكان والعودة عند الساعة العاشرة مساءً حتى لا يعلم أحد بمكانه… عاد المرافقون عند الساعة العاشرة وكنتُ برفقة السيد أحمل كشافاً صغيراً لنرى أمامنا لعدم وجود الكهرباء، وهناك قرارٌ صدر عن الحزب بمنع تشغيل المولدات بعد العاشرة مساءً لكثرة المشاكل التي وقعت بين الناس جراء هذا الأمر، نزلنا من الطابق السادس إلى الطابق الثاني سمعنا امرأةً تقول التالي (اللهم بحق مولاتي الزهراء أن تُيسرَ أمرك يا ولدي وأن تخفف عنا أوجاعنا)
وقف السيد في مكانه “وأُقسمُ بالله العلي العظيم” إنه لم يقوَ على الحراك بعد الذي سمع وكأن شيئاً ما قال له قف مكانك، قال الولد (لم أعُد أستطيع المرور من أمام الصيدلية لأننا لم ندفع لهم الحساب السابق وأنا كل يومٍ أبحث عن عمل ولا أوفق قلتُ لك دعيني أُسافر وتتغير أحوالنا وأنتِ لا تقبلين) .. قالت (ومن سيقومُ بهمي؟… لا تفقد الأمل بالله وأهل بيته أين نحن من أوجاع آل البيت توسل بالزهراء “ع” فهي لن تتركنا).
وضع السيد عباس يده على كتفي مشيراً لي أن نُكمل نزولنا وطلب مني الذهاب معه إلى منزله. جلس السيد في المقعد الخلفي وكانت تمتماته طوال الطريق “الشكر لله الشكر لله”.. وصلنا إلى منزله في المربع الأمني طلب من المرافقين إنتظاري وقال “تعال معي”، صعدنا إلى منزله أدخلني غرفة الاستقبال، كان العازل بين الغرف الداخلية باب “أوكارديون” لونه أبيض دخل السيد وعاد بمغلف وضع بداخله مئتي دولار وأغلقه وقال لي (خُذ هذا إلى تلك السيدة وقُل لها إن الزهراء “ع” لا تترك أحبابها ولا تقُل لها من المرسل حتى المرافقين إن سألوك لا تُخبرهم بشيء).
خرجت من هناك وعدت حيث كنا.. طرقت باب المرأة وقلت لها ما أبلغني به السيد دون الدخول في التفاصيل ونزلت إلى الطابق الأول حتى لا تحفظ ملامحي وعندما تيقنتُ من إغلاق الباب صعدت إلى الطابق السادس وكأن شيئاً لم يكن..
المصدر: العابرون. *قصة عن الشهيد السيد عباس الموسوي.