كيف واجه الرسول الأكرم (ص) المنافقين
إنّ مواجهة المنافقين بالعنف والقتل والصراع المُسلَّح لم تكن في مصلحة الإسلام والمسلمين،
ولذلك لم يلجأ النبيّّ صلى الله عليه واله وسلم إلى هذا الأسلوب وكان بديل هذا الأسلوب شيئاً نادراً في تاريخ الدعوات، فقد تتبّع النبيّّ صلى الله عليه واله وسلم خطط المنافقين وتخريبهم بيقظة كاملة، ولم يُحدِّد أسلوباً ثابتاً في مجابهة مواقفهم المتلوِّنة، وإنّما راح يضع لكلّ حالة إجراءاً أو خطّة تتناسب تماماً وحجم المحاولة التخريبيّة، فنجده صلى الله عليه واله وسلم - مثلاً
- أثناء التجهّز لتبوك عندما علم باجتماع المنافقين في بيت أحد اليهود ليُثبِّطوا الناس عن الخروج، يتّخذ إجراءاً فوريّاً بحقّهم فيأمر بحرق الدار عليهم.
وفي أعقاب تبوك في حادثة (مسجد ضرار) نجده صلى الله عليه واله وسلم أيضاً يتّخذ إجراءاً عمليّاً ضدّ المنافقين، فيأمر بهدم مسجد ضرار وإحراقه.
وفي موقفٍ آخر نجده صلى الله عليه واله وسلم يفضحهم ويكشف عن حقيقتهم، وينبّه الصحابة إلى خُططهم ومؤامراتهم، ويُحذِّر الناس منهم.
وكان هذا بطبيعته يُمثِّل حصانة ومناعة للمسلمين ضدّ النفاق والمنافقين ومكائدهم، وإفشالاً لكلّ مُخطَّطاتهم ومؤامراتهم. ومن وراء الرسول صلى الله عليه واله وسلم كانت آيات القرآن الكريم تتنزّل من الله تعالى، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وهي تفضح خططهم ومكائدهم الخبيثة قبل أن تقع، مُندِّدة بأساليبهم، مُظهرة أفعالهم، مُبيِّنة أوصافهم بدقّة.
وكلُّ ذلك لم يمنع من قوّة الإسلام ومنعته وانتشاره، وانهيال القبائل العربيّّة على المدينة مُعلنين إسلامهم أمام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
سيرة النبي الأكرم محمد(ص)