قصة أغرب من "القصص العجيبة" أمّا الأغرب من جميع الكرامات التي ذكرها كتاب "القصص العجيبة" عن أولياء الله، فهو القصة التالية التي يرويها لنا أحد أصدقائه المقربين السيد سودبخش:عن الشهيد دستغيب".
.. كان الشهيد الكبير سماحة آية الله دستغيب يلتزم كثيراً بالصلاة في أول الوقت حتى في السفر، وخلال السنين الطويلة التي صحبناه فيها أذكر أنه نادراً ما كان يؤخر الصلاة عن أول وقتها. وفي إحدى سفرات العمرة التي كنا فيها معه لم نحصل على بطاقة سفر مباشرة إلى جدة؛ كانت البطاقة من طهران إلى بيروت ومن بيروت إلى جدة.
وفي مطار بيروت بقينا في الترانزيت عدة ساعات، وعند اقتراب المغرب استعدت الطائرة للحركة إلى جدة. كان سماحة آية الله الشهيد دستغيب يحاول جاداً تأخير الطائرة إن أمكن الصلاة في وقتها، إلا أنه لم يمكن ذلك. فركبنا الطائرة، وطال بقاؤنا في داخلها كثيراً.
فتضايق هو كثيراً لأنه لم يتمكن من أداء الصلاة. فأراد النزول عدة مرات، فقالوا ليركب الجميع سنتحرك الآن. وأخيراً طال تأخير الطائرة إلى حد حسبنا أنه عندما سنصل إلى جدة يحتمل أن يفوت وقت الصلاة وتصبح قضاءً. فقال آية الله دستغيب باضطراب واستياء: لننزل وإن فاتتنا الطائرة، ولكن باب الطائرة كان مغلقاً. فوقف هو في حالة تأمل خاص وصمت كامل عدة دقائق، إذ شغلوا محرك الطائرة لابتداء الرحلة.
وبمجرد تشغيل محرك الطائرة ظهرت شعل النيران من محركها. فأوقفوا المحرك بسرعة وفتحوا باب الطائرة وطلبوا من الركاب النزول بسرعة. فنزل آية الله دستغيب بسرور عظيم مع مرافقيه وهو يردد قائلاً: "الصلاة، الصلاة". قال العاملون في الطائرة:
سنتأخر على الأقل أربع ساعات لتستعد الطائرة للحركة. وبمجرد وصولنا صالة المطار وقف للصلاة. فصلى المغرب والعشاء بتوجه وشكر خاص. فلمّا سلّم، قال العاملون:
اركبوا فإن النقص الفني للطائرة قد أصلح ونريد التحرك"