صحيفة "معاريف"
- محلّل الشؤون العسكرية طل لف رام يواصل الجيش الإسرائيلي إظهار جهوزية عالية على الحدود الشمالية لإحتمال تنفيذ عملية إنتقامية من قبل حزب الله بعد الهجوم المنسوب لـ"إسرائيل" في ضاحية بيروت الجنوبية، ولا يُتوقع أن تتغير الأوضاع في المنطقة في الفترة القريبة.
وكان حزب الله قد نفذ في كانون الثاني/يناير عام 2015، كمينا مضادا للدروع قُتل على إثره ضابط وجندي في الجيش الإسرائيلي، لتكون المرة الأخيرة التي يحصل فيها توتر بين الجانبين، إلّا أن الجيش الإسرائيلي يستعد في الوقت الحاضر لتستمر فترة التوتر وقتا طويلا، لأن الحزب سيبحث عن الفرصة العملانية لضرب الإسرائيليين أو تنفيذ عملية أخرى بخصائص مختلفة.
في هذه المرحلة الرسالة التي ستظل تصدر من قيادة حزب الله هي أنه من المتوقع الرد على العمل الإسرائيلي، لكنه سيكون "ردا مضبوطا" لا يؤدي لحرب. هذه المقولة، إضافة إلى تصريحات نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، تتلاءم كما ذكرنا مع تقدير الوضع في الجيش الإسرائيلي حول أن حزب الله سيحاول تنفيذ عملية إنتقام، وسيحصرها لتكون عملية موضعية وليست عملية معناها إعلان حرب على عدوه.
على الأرض، يتركّز مسعى الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة على "الدفاع" وبشكل أساسي على تكثيف مسعى إستخباري، في محاولة لفهم صورة الوضع في حزب الله وإحباط عملية مُحتملة إذا حاول عناصره تنفيذها. التوجيهات لتقييد حركة الآليات على طول الحدود ستظلّ سارية في الأيام المقبلة، وكذلك الأمر بالنسبة للرحلات الجوية المدنية (خاصة طائرات رشّ المبيدات) لمسافة عدة كيلومترات عن الحدود.
بالموازاة، انخفضت حدة الإنشغال العلني بالتوتر في الشمال في الآونة الأخير، إذ امتنعت أمس مصادر في المؤسسة الأمنية-السياسية عن التطرق بشكل علني للوضع في الشمال. وخلف الكواليس، توضح مصادر سياسية أن وجهة "إسرائيل" ليست نحو التصعيد، وذلك في محاولة لتخفيف حدة اللهب، لكن إذا نفذ حزب الله تهديداته فإن "إسرائيل" سترد عسكريًا.
المصدر:موقع العهد الاخباري