توطيد القيم الالهية

توطيد القيم الالهية

الظفر لا يتأتّى إلاّ في ظلّ الصبر والاستقامة وسحق الهوى

طرح العلاّمة مصباح اليزدي السؤال التالي:

ما هي السبل التي يتعيّن اتّباعها من أجل توطيد القيم الإلهيّة والمثل الإسلاميّة في المجتمع؟

وقال مجيباً:

علينا بادئ ذي بدء الالتفات إلى أنّ معنى التربية لا يقتصر على تربية التلاميذ في المرحلة الابتدائيّة حتّى يصلوا إلى الثانويّة، بل إنّها تشمل جميع الفئات من مختلف الأعمار؛ منذ الطفولة وحتّى الشيخوخة.

ومن هذا المنطلق يتحتّم الإفادة من كافّة الإمكانيّات والطاقات المتاحة ووضع خطط لكلّ فئة عمريّة بما يتناسب مع مرحلتها العمريّة وظروفها.

وأردف سماحته مشيراً إلى وجود التفاتات ظريفة للغاية في قصّة طالوت التي يطرحها القرآن الكريم قائلاً:

يعرض القرآن الكريم في قصّة طالوت جذور ثقافة المقاومة، ويثبّت فكرة أنّ الظفر لا يتأتّى إلاّ في ظلّ الصبر والاستقامة وسحق الهوى؛ وهو ما رأيناه رأي العين إبّان فترة الدفاع المقدّس التي استمرّت لثمان سنوات، وحرب تمّوز التي دامت ثلاثة وثلاثين يوماً، وحرب غزّة ذات الأيّام الثمانيه.

ومن هنا فمن أجل تثبيت ثقافة المقاومة لابدّ أن تكون تربيتنا باُسلوب نعلم من خلاله بأنّه لا رُقِيّ ولا نصر من دون تحمّل المشاقّ والمصاعب.

واضاف  آية الله مصباح اليزدي إلى أنّ سرد القرآن الكريم لبعض القصص يهدف إلى تربية الإنسان على القيم فقال : إنّ تأكيد قائد الثورة الإسلاميّة على تدوين مذكّرات وقصص سنوات الدفاع المقدّس ينبع من الدور التربويّ المهمّ الذي تنهض به القصّة.

لكنّ القصّة وحدها غير كافية، فهناك حاجة إلى الاستدلال العقليّ، وتزكية النفس، والارتباط بالله عزّ وجلّ؛ فكما قد مرّ فإنّ منشأ القيم هو القرب من الله عزّ وجلّ وأنّ جميع الحروب والمحن والمكاره هي من أجل التقرّب إلى الله، ومن هنا فمن غير الممكن أن يعمل المرء لمرضاة الله ثمّ لا يُعِدّ منهجاً لتزكية نفسه.

وأوضح العلاّمة مصباح اليزدي أنّ معرفة الله تأتي كمقدّمة لتربية الإنسان على القيم وأضاف قائلاً:

إنّه انطلاقاً من معرفة الله يمكننا التخطيط لبناء النفس وتزكيتها، وفي هذه الحالة فقط سيكون الظفر والنصر حليفنا.

وهذا النصر ليس هو الهدف الغائيّ بالطبع، بل هو لتهيئة البيئة من أجل معرفة البشريّة بالإسلام وبلوغ القرب من الله.

كما وقال سماحته مفيداً من قصّة طالوت: يتعيّن علينا من أجل الظفر بالنصر سلوك سبيل العبادة، وطاعة الله في جميع شؤون حياتنا، ومن جملتها اختيار القائد. وإذا علم المرء أنّ قائداً مّا هو موضع رضا الله جلّ وعلا فعليه طاعته بمجامع قلبه وكلّ كيانه.

 

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com