الإمام الخامنئي دام ظله
إذا كان الزواج مطلوباً غريزيّاً وفطريّاً وإسلاميّاً، فينبغي للإنسان المسلم أو المسلمة المبادرة إلى الزواج في حال الشباب، ليدرأ عن نفسه ضغط الرغبة، وليسدَّ باباً كبيراً من أبواب الشيطان.
ويقول سماحته دام ظله: "كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يؤكّد على الشباب الزواج المبكر - سواء الشابّات أم الشباب - وطبعاً برغبتهم واختيارهم لا أن يُقرِّر لهم الآخرون. ونحن لا بُدَّ أن نعمل على ترويج ذلك في مجتمعنا. يجب أن يتزوّج الشباب في السنّ المناسبة قبل أن يخرجوا من فترة الشباب، وفي حال النشاط والرغبة، وهذا خلاف فهم الكثير من الأفراد الذين يظنّون أنّ الزواج في فترة الشباب زواج غير ناضج ولا ثابت، لكنَّ العكس هو الصحيح، وليس الأمر كما يدّعون، فإذا تمّ الزواج بصورة صحيحة فسيكون زواجاً ثابتاً وحسناً، وستكون العلاقة بين المرأة والرجل حميمة جدّاً في هكذا عائلة "
. ويذكر أن هناك إصرار في الإسلام على أن تتمّ عمليّة الزواج في أوانها، أي عند الإحساس بالحاجة إليها، وهذه من مختصّات الإسلام، فكلّما كان أسرع كان أفضل، ونعني بقولنا أسرع: الوقت الذي يشعر فيه الولد: الابن والبنت بالحاجة إلى الزواج، فكلّما تمّ ذلك بسرعة كان أفضل، والسببُ الكامن وراء ذلك هو:
أوّلاً: إنّ للزواج بركات وخيرات تحصل للمتزوِّج في أوانها أي قبل أن يمضي الزمان، وينقضي عمره.
ثانياً: إنّه يمنع ثورة الغريزة الجنسيّة؛ لذلك قيل من تزوّج أحرز نصف دينه. فيتّضح بحسب هذه الرواية أنّ نصف الأخطار التي يتعرّض لها دين الإنسان تأتي من ثورة الغريزة الجنسيّة، وهذا الرقم كبير جدّاً .
- تسهيل الزواج:
وإذا كان الاسلام مُحبِّذاً للزواج المبكّر، فعلى المجتمع الإسلاميّ السعي لتسهيل الزواج على الشباب والشابّات.
ويقول دام ظله: "إذا نظرتم إلى مراسم الزواج عند الشعوب المختلفة، فسترون أنّ مراسم الزواج في الإسلام سهلة ويسيرة. طبعاً لا بأس بالاحتفال والسرور وما شاكلهما، فكلٌّ وما يشتهي، لكنّ هذا ليس من الآداب والتشريفات الرسميّة والدينيّة للزواج. فبإمكان أيِّ أحدٍ أن يقوم بذلك متى شاء أو لا يقوم به، أمّا أنّه يجب أن يذهبا إلى أحد المعابد وينحنيا أمام شخصٍ ما، ويفعلا ما يفعلان، أو المراسم الموجودة في الأماكن الأخرى، فإنّ هذا غير موجود في الإسلام. ما هو موجود في الإسلام هو صيغة شرعيّة يجب قراءتها"