في ظل الإسلام تعلمت المرأة
رغم كل محاولات إعلام العدو على امتداد الأزمنة لتشويه صورة الإسلام الناصعة وإشاعتهم فكرة أن الإسلام يضطهد المرأة ويمنعها من التعلم... إلا أن نظرة واحدة إلى تاريخ وحاضر المرأة في ظل الإسلام سيقلب ذلك كله ويدحضه، فالإسلام كان على الدوام ولا يزال يأخذ بيد المرأة ويرفعها في المجتمع داعماً حضورها لا سيما في ساحات العلم والتعلم، وهذا ما أكدته التجربة الإسلامية في العصر الحاضر أيضاً، ويشير الإمام الخامنئي دام ظله إلى ذلك بقوله: "النوع الأول هو تمجيد ومديح وشكر لحضور المرأة في الثورة، وفي الأعمال بعد الثورة، وفي أساس النهضة.
فلولا حضورهنّ في ساحة المواجهة هذه لما انتصرت هذه النهضة أساساً. أو ما أراه اليوم في التقرير من إحصاءات أعلنها المسؤولون من ازدياد عدد النساء في الجامعة". ويقول أيضاً دام ظله: "وفي المجالات العلمية أيضاً، فها أنتنِّ مصداق لهذا الحضور ونموذج عنه، وهناك من أمثالكنّ في مختلف المجالات".
علمها من أهداف الإسلام إن ظاهرة ظهور العلماء من النساء في ظل الإسلام على الدوام، ليست من قبيل الصدفة، ولا هي وليدة أمر طارئ لأسباب عارضة، بل الأجواء الإسلامية بما رسم الله تعالى لها من أهداف تفرض ذلك كله، وتوصل المجتمع وخصوصاً النساء إليه، يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "فالإسلام يريد أن يبلغ الرشد الفكري والعلمي والاجتماعي والسياسي وأهم من ذلك كله رشد الروح والفضيلة عند المرأة، أن يبلغ حدّه الأعلى، وأن يكون لوجودها كعضو في المجتمع وفي الأسرة البشرية أعلى الفوائد والثمار. وكل تعاليم الإسلام تسعى إلى ذلك".
العلم تكليف للنساء إن تعليم المرأة في الإسلام ليس مجرد أمر مقبول، بل هو أمر مطلوب ومرغوب فيه، وينبغي المسارعة إليه، والسير بخطوات متقدمة وثابتة فيه، ووجود مثل هذه الحالة هو من علامات سلامة المجتمع البشري وسيره بالاتجاه الصحيح، يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "إنّنا نعتقد أنِّ النساء في كلِّ مجتمعٍ بشري سالمٍ قادرات وعليهنِّ أن يجدن الفرصة لبذل الجهد والتسابق في مجال التقدّم العلمي".
وهذا ما يجب أن يقتنع به النساء قبل أي شخص في المجتمع ليبادرن إلى العلم والتعلم، يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "لا بد أن تكون هناك قناعة وإدراك بين النساء أنفسهنّ لضرورة التوجه نحو اكتساب المعرفة والعلم والمطالعة والوعي والمعلومات والمعارف، وأن يولين ذلك الأهمية".
كل مفيد ترغب به النساء:
يقول دام ظله: "على الفتيات أن يدرسن الفروع المفيدة لهنِّ والتي يرغبنها". "لقد قلت عدة مرات أن جزءاً مهماً من هذا الأمر يقع على عاتق واضعي القوانين، لكنِّ الجزء المهم الاخر يقع على عاتق النساء أنفسهنّ. أولاً من خلال الدراسة واكتساب المعارف الدينية والعلمية وعدم الاكتفاء بالدراسة الرسمية فقط، وقراءة الكتب والأنس بها. ومن خلال الإطلاع على الحقوق التي ضمنها الإسلام للمرأة المسلمة، وحقوق المرأة داخل أسرتها. فإذا سرنا في هذا الطريق الذي أشار إليه الإسلام، فسيختفي الظلم الذي لحق بالمرأة طوال التاريخ في سائر المجتمعات، ومن بينها مجتمعاتنا الإسلامية مع الأسف".
"إن كان في هذه المحافظة أو في بعض المحافظات الأخرى هناك اباء يجبرون بناتهم الصغار على الزواج، ويزوجونهنِّ دون رضاهنِّ، فإن فعلهم ذاك يؤدي إلى إضعاف المرأة، ويعدّ حركة مخالفة لحقوق المرأة، وعلى القانون أن يواجه ذلك. وعلى وعي النساء ورشدهنِّ ومعرفتهنِّ ونباهتهنِّ أن تقف بوجه هذا النوع من التعدّي، فقد جعل الإسلام تلك الطرق أمام المرأة. وإلاّ فإنِّ ما يقوله أو يكتبه بعض الكتّاب المأخوذون والمخدوعون بالفكر الغربي لن يحلِّ أي عقدة من مشاكل نساء المجتمع، ولا يقدم لهنِّ أية خدمة أو معونة".