للخلافات الزوجيَّة أثارٌ سلبية جداً على الأسرة، بل قد تكون أحياناً خطيرةً ومدمّرةً، ومن آثار الزَّواج الفاشل:
1- الطلاق:
إنَّ مسألة الطلاق هي من أخطر وأكبر المشاكل الناتجة عن فشل العلاقة الزوجيَّة، والطلاق من الأمور المكروهة في الشرع المقدس، ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"ما من شيء أبغض إلى الله عزَّ وجلَّ من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة"14.
وعن الإمام علي عليه السلام: "تزوجوا ولا تطلقوا، فإنّ الطلاق يهتزّ منه العرش"15.
وللطلاق مفاسد كثيرة، منها تضييع الأولاد، لأن الولد بحاجةٍ دائمةٍ إلى حنان الأمّ، ولا يمكن لأيِّ امرأةٍ أخرى أن تحلَّ محلَّ الأمّ في تربية الأطفال، وبحاجةٍ كذلك لظلِّ الأب الذي لا يمكن لأحدٍ أن يعوِّضه بسهولةٍ، هذا فضلاً عن الآثار النفسيَّة التي تطال روح الطفل مما يشاهده من بُعْدِ أمِّه وأبيه، والشُّعور بعدم الطمأنينة التي ينبغي أن تبعثها في نفسه الأجواء الهادئة في الأسرة المستقرّة.
2- العنف الأسري:
إنّ الخلافات الحادة في العائلة تسبب حالات العنف الأسري التي تظهر من خلال العنف والاعتداء بالضرب خصوصاً على الزوجة من قبل الزوج، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان ليطال الأطفال من قبل الزوج أو الزوجة، إذ أنّ بعض الأزواج يخفف توتره من شريكه عبر ضرب أطفاله، والتعامل السيئ معهم. إنّ الإسلام لم يُجِز العنفَ في الأسرة (وليس التَّأديب المشروع)، بل نهى عنه في موارد عدّة، ففي الرواية عن الرسول الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم: "إنّي لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها"16.
وعن الإمام علي عليه السلام فيما أوصى به ابنه الحسن عليه السلام: "لا يكن أهلُك أشقى الخلق بك"17.
3- المشاكل الاجتماعية:
إنّ الأسرة التي تعاني من تصدّع في أركانها، ستعاني من الكثير من المشاكل الاجتماعية مع محيطها وخاصة في ناحيتين أساسيتين:
أ- مشاكل مع الأقارب: إذ من الصعب جداً أن يفكِّك الزوج أو الزوجة، في حال وقوع الخلاف، بين الطرف المقابل له وبين أقربائه وأهله. لذلك، إذا لم تكن الأمور تسير على ما يرام بين الزوجين، فستجد، غالباً، الحماة تتدخّل بطريقة تغيظ الزوجة أو العكس، أو يتدخّل إخوة الزوجة ليغيظوا الزوج، وهكذا، بل قد تسمح هذه الخلافات بدخول طرف ثالثٍ ربما يزرع الفتنة بينهما عامداً أو جاهلاً.
ب - مشاكل في العمل: وهذا الأمر من الموارد التي يواجهها من لا يعيش استقراراً في حياته الأسرية، لأنّ قسما كبيراً من جهده النفسي والمعرفي والجسدي سوف يكون مستهلكاً في التفكير والسهر والتوتر العصبي أثناء الخلافات، وبالتالي تقل الإمكانات الإبداعية وتختنق آفاقه الفكرية، وجودة أدائه للعمل، بل وسيؤثّر توتره على الزملاء في العمل، وبالطبع، فإنّ مدير العمل يهمه أن تكون الأجواء مستقرة في بيئة العمل من أجل ضمان الجودة والإنتاجية، وربما يسبب هذا الأمر الطرد أو التضييق أو مشاكل لا يمكن أن يتحملها.
هذه المشاكل الاجتماعية، مشاكل لا يمكن تجاهل حدوثها لأنّها سرعان ما تظهر عند حصول الخلافات داخل الأسرة، وهذا ما يدلنا على أنّ وضع الأسرة مرتبط بالمجتمع ارتباطاً وثيقاً.
المصدر:من كتاب فقه العلاقات الزوجية