تنطلق اليوم في الأرجنتين قمة مجموعة الدول العشرين على وقع تطوّرات اقليمية ودولية يتصدّرها وضع وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان بعد تأكيد مسؤوليته عن قتل آلاف اليمنيين فضلًا عن جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.
وبعد أن أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بأن المدعي العام الأرجنتيني، حرك قضية رفعتها المنظمة ضدّ ابن سلمان اتهمته فيها بالوقوف خلف "جرائم حرب" في اليمن، كشفت معلومات أوردتها صحف أرجنتينية أن ولي العهد السعودي عزّز حمايته بشكل كبير في العاصمة بوينس أيرس، وقدرت عدد الوفد المرافق له بنحو أربعمئة شخص. وقالت الصحف إن ابن سلمان -الذي وصفته بغريب الأطوار والمثير للشكوك- أحضر معه إلى الأرجنتين أربع سيارات مدرعة نقلتها طائرات شحن.
وأوضحت أن ولي العهد السعودي طلب توفير مرافق صحية خاصة، مشترطًا أن تكون مما يحمل علامة "كولر" الإنجليزية، كما طلب تخصيص قاعات صلاة حصرية في كل من مركز كوستا سالغيرو، وفي الفندق الذي سيقيم فيه. ويضمّ الأسطول السعودي الذي وصل إلى الأرجنتين ستّ طائرات رسمية للركاب والشحن.
أما وفد الولايات المتحدة فسيُعزز بنحو ثمان مئة جندي، هذا بالإضافة إلى ثماني طائرات تابعة للقوات الجوية، وطاقم مدني وآخر عسكري. وتتكهن الصحافة الأرجنتينية بوصول حاملة طائرات أميركية أيضا. وبدت العاصمة الأرجنتينية كأنها مدرعة، حيث تمّ نشر نحو 24 ألف رجل أمن في أنحائها، فضلا عن إيقاف عمل نظام مترو الأنفاق والقطارات. كما عززت العاصمة الأرجنتينية أمنها بمعدات أمنية تبرعت بها الصين، من بينها شاحنتا النشر السريع للأسيجة المكافحة للشغب، وأربع شاحنات مدرعة للتدخل السريع. ويضاف إلى هذه القائمة نحو 87 جهاز كشف عن المتفجرات والمخدرات، وأربعون بدلة وقائية مضادة للمتفجرات، كما تم تأمين حماية أمنية لمراقبة المواقع الدبلوماسية أثناء القمة والسلامة الغذائية لزعمائها، وذلك تجنبا لمحاولة تسميم الضيوف.
احتجاجات ضدّ ابن سلمان بالموازاة، تجمّع العشرات من المحتجّين أمام السفارة الأرجنتينية في واشنطن للمطالبة باعتقاله لمسؤوليته عن قتل آلاف اليمنيين. وأطلق المحتجون هتافات تندّد بقتل آلاف المدنيين في اليمن، وباغتيال خاشقجي، وحملوا ابن سلمان المسؤولية المباشرة عن قتله.
وسلم المحتجون مذكرة خطية إلى مسؤولي السفارة تتضمن طلب الاعتقال. لا لقاء بين ترامب وابن سلمان على صعيد اللقاءات المتوقعة في قمة العشرين، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لم يتم الترتيب لعقد لقاء مع ابن سلمان على هامش اجتماعات قمة العشرين، فيما أشار مسؤول حكومي رفيع بديوان المستشارية الألمانية إنه لا توجد أي خطط لعقد لقاء بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وولي العهد السعودي في بوينس أيرس. وأكد المسؤول -الذي رفض الكشف عن اسمه- أن ميركل ستبحث مع شركائها ملف خاشقجي خلال اجتماعات القمة.
وفي بريطانيا، أوضح مسؤول رفيع المستوى أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ستكون مستعدة للاجتماع مع محمد بن سلمان من أجل المطالبة بتحقيق شفاف في مقتل خاشقجي، دون أن يؤكد أيّ اجتماع مباشر بينهما. في الجهة المقابلة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيجتمع مع ولي العهد السعودي على هامش القمة، وسيناقش معه قضية خاشقجي. كذلك، أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيناقش مع محمد بن سلمان مسألة قتل خاشقجي خلال لقائهما في نهاية الأسبوع على هامش قمة مجموعة العشرين.
يشار الى أن مجموعة العشرين تضمّ الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي: الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، والبرازيل، والأرجنتين، وجنوب أفريقيا، والصين، والسعودية، والهند، وإندونيسيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، وألمانيا وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وتركيا، وأستراليا، وروسيا، ويحق للدولة المستضفية دعوة دول من خارج المجموعة للمشاركة في القمة. ويشارك في اجتماعات المجموعة أيضًا منظمات مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وغيرها.
المصدر:موقع العهد الإخباري