إن أبرز الصفات الروحية للإمام اطمئنان النفس...
وكان كلامه وكل مظاهر حياته تطفح بالاطمئنان والتوكل.
• عندما ألقي القبض عليه وأرادوا نقله إلى طهران كان بعض أنصاره حول السيارة يبكون والإمام يصبرهم، وفي الطريق يقول الإمام انحرفت السيارة عن الطريق الأصلي إلى جادة ترابية فأيقنت أنهم يريدون قتلي... ولكن رجعت السيارة مجدداً إلى الشارع العام فتأملت في نفسي فوجدت أني لم اضطرب أبداً.
• يقول أحد المقربين من الإمام: أنتم تعلمون أن عبء حوادث الثورة كان دائماً على كاهل الإمام... ولولا ذلك الاطمئنان والتوكل لكان من المستحيل أن يستطيع تحمل كل هذه المشاكل.
كان المسؤولون في أكثر الحوادث يخرجون عن طورهم ولم يكن وعيهم السياسي يكشف لهم عن أي مخرج ولكنه كان بجملة واحدة يُنهي كل اضطرابهم. في مجريات احتلال وكر التجسس الأمريكي، كان أكثر المسؤولين غير راضين... وفي كل يوم كانوا يطرحون أمراً جديداً، واحد يقول: ليس بالإمكان محاربة أمريكا، والثاني يقول: لقد أنزلت أمريكا قواتها في المنطقة، وآخر يقول: جاء الأسطول الأمريكي. وحده الإمام كان يقول: أمريكا لا تستطيع أن ترتكب أية حماقة... ذات يوم شكى أحد الشخصيات الثورية أمام الإمام المؤامرات... ووضع الإمام بهدوء يده على صدره قائلاً: أنت لماذا تخاف؟ لا يحدث أي شيء. ...
في الليلة التي وصل فيها إلى المكتب خبر استشهاد الاثنين وسبعين شخصاً... أصبنا جميعاً بدوار ولم نكن ندري كيف نوصل هذا الخبر إلى الإمام... الإمام الذي كان يحبُّ (بهشتي) بقلبه وروحه (حبّاً جمّاً)، أُوعز إلى الإذاعة أن لا تذيع الخبر لأن الإمام يستمع إلى نشرة آخر الليل... تمَّ الاتفاق أن يذهب السيد أحمد والشيخ رفسنجاني في اليوم التالي إلى الإمام لإخباره بما جرى بطريقة مناسبة خشية أن يصاب الإمام بسوء...
وعندما وصلا لإخباره عزاهم الإمام وهدّأ روعهم.. عندما استشهد ولده السيد مصطفى... الذي كان باستطاعته أن يكتب في شبابه آلاف الصفحات في التفسير وأن يتفوق في المسائل الفقهية على الكثير من أساتذته... ولم يكن يترك التهجّد وقيام الليل في شهادة شخصية كهذه، لم يهتز الإمام بمقدار ذرة وفي اليوم التالي يواصل تدريسه... وقد اشترك في تشييعه لاستحباب ذلك وكونه فقط عملاً يرضاه اللَّه تعالى وفيما بعد كان وكأنه لم يفقد إبناً.