هو العنوان الذي اطلقه "الحاج محمد السيد" وأسمعه للمجاهدين عندما وقف امام جسد ولده الشهيد يوسف محمد السيد ..
يروي لنا الحاج محمد عن دوره الذي كان يؤديه مع من بقي من ابناء بلدته عيتا الشعب فيقول "كنا مجموعة من الرجال أخذنا على عاتقنا رعاية من بقي من أهل البلدة نؤمن الغذاء والماء والدواء لمن يحتاجه، وكان ذلك الأمر محفوفاً بالمخاطر إلا أنه لا بد من القيام به..
زوجتي بقيت معي وأخذت على عاتقها هي أيضاً رعاية العجّز الذين هم أشد الناس حاجة الى الرعاية..
وبعد مضي خمسة عشر يوما على بدء العدوان انطلق الهجوم البري.
جاء ولدي الشهيد يوسف الى حيث كنت وطلب مني الإذن بالذهاب فقلت له أنت لست بحاجة مني الى الإذن، فلو استطيع لذهبت بنفسي معك..
اذهب برعاية الله يا ولدي.. مضى الشهيد يوسف بطريقه نحو رضا الله الذي كان غايته الاولى والاخيرة".
امتزج دم الشهيد بتراب تلك البلدة التي عشقها حيث رفض أن يكون من الذين يرمون من البعيد، بل أصرّ على ان يلتحم مع الجنود الغزاة..
زفّ نبأ استشهاده لأبيه وامه فأصرّ الحاج محمد على الذهاب الى مكان استشهاده حتى يعاين شهادة ابنه بنفسه، وصل اليه ووجده ممدداً على تراب أرضه.. قبّل جبينه وضمه الى صدره وراح يتفحص مكان اصابته فارتسمت على شفتيه ابتسامة ممزوجة بالعز والفخر..
وحين سئل عن سبب ابتسامته قال"كنت قد قلت له إياك ان تصاب بالظهر، هي اصابة من فرّ أو أخذ غدراً".
ثم قال لهم امام جسد ولده: "كرامة لدم يوسف لا تدعوهم يدخلون ويدنسون هذه الارض الطاهرة.. واعلموا ان دم ولدي قد زادني قوة وثباتاً لم أعرفهما من قبل".
هكذا هو شعب المقاومة الذي لا يتعب..
المصدر:موقع العهد الإخباري