جاءني يوماً أحد المترجمين المشهورين والمحمودين، والّذي في الواقع ليس لدينا أيّ مشكلة معه، فهو شخص محترم ولائق، مع جماعة من الناس. وكنت قد قرأت الرواية الّتي ترجمها والمؤلّفة من أربعة مجلّدات... الظاهر أنّه تعجّب من كوني قد قرأت روايةً مؤلّفةً من أربعة مجلّدات، تُرجمت عن اللغة الفرنسية. كانت هناك مسألتان سيّئتان في ذلك الكتاب. ...
الأولى، أنّ المجلّد الأوّل كان يحتوي على مشاهد شهوانية لحبّ عبثي، قد فُصّلت تفصيلاً دقيقاً من قبل الكاتب، من دون أن تكون الأحداث الرئيسة للرواية بحاجة إليها، وكان يمكن للمترجم أن يحذف الكثير منها. فالمترجم لم يتعهّد بذكر كلّ مطلب كتبه المؤلّف بعينه, ويمكنه أن يقول إنّنا حذفنا هنا عشر صفحات أو خمسة أسطر لكونها غير مناسبة، فلا مانع من ذلك.
المسألة الثانية، كانت حواراً بين كاهن يؤمن بالدِّين وبين شخص ملحد، بحيث يسعى كلّ طرف من خلال الاستدلال إلى فرض رأيه على الآخر أو عرضه عليه. ويطول الكلام أيضاً، لكن في النهاية ينتصر هذا الملحد! قلت له: إنّ هذه ليست حقيقة المسألة. أنت نفسك لا تعتقد أنّ الإلحاد
صحيح, فما الداعي لك لأن تنصر هذا الملحد؟ ذلك الفصل الأخير الّذي هو كلام الملحد، عبارة عن صفحة واحدة, لو كنت حذفته, فلا ضير في ذلك .
المصدر:انا والكتاب