كيف وصف الله نبينا أيوب عليه السلام
كانت عائلة النبي أيوب عليه السلام مكونة من أيوب -وهو من نسل سيدنا نوح عليه السلام- وزوجته -من نسل سيدنا ابراهيم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
وقد ورد ذكر نبي الله أيوب في أكثر من موضع في القرآن الكريم، ومن هذه المواضع قوله تعالى {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}
وقد أثنى عليه الله سبحانه وتعالى فقال: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ (سورة ص آية 44
{إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا}
إن الإنسان قد يدّعي بعض المقامات، كمقام الصبر، والقناعة، والزهد، والذكر.. ولكن الله عز وجل لا يجده كذلك، حيث أن الإمتحان لا يثبت أنه من المتلبسين بهذه الصفة.. فالإنسان قد يكون صابراً في يوم أو في شهر، وقد يكون ذاكراً في سنة، وعابداً في رمضان، ومراقباً في حج.. فهذا لا يسمى كما قال الله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا}.. وفي بعض الروايات: إن المؤمن ينوي كذا، فتقول الرواية بأن الله أعلم بنيته، فالله عز وجل يعلم الغيب، ويعلم ما تكنه الصدور.. فيجب أن يكون الإنسان صادقاً في دعواه، كشرط أساسي لنزول البركات الإلـــهية النازلة على الأنبياء.
{نِعْمَ الْعَبْدُ}
فعندما يصف أيوب بوصف، فلم يقل الله تعالى: نعم الرسول!.. أو نعم النبي!.. إنما قال: {نِعْمَ الْعَبْدُ}!.. فهذا يعني مقام العبودية، وهي من أرقى المقامات.. فعندما نقول: (وأشهد أن محمداً رسول الله) فقد قدمت العبودية على الرسالة.
{إِنَّهُ أَوَّابٌ}
أي كثير العودة، فعودتنا من الذنوب إلى الله عز وجل، وعودة الصالحين من الغفلة عن الله عز وجل.. فالكل أوّاب.. حتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أوابا، وهذه الرواية منقولة أيضاً في كتبنا، يقول الرسول صلى الله عليه وآله: (إنّه ليُغان على قلبي، حتّى أستغفر في اليوم مائة مرّة).. وقال الصادق (ع): (إنّ رسول الله (ص) كان لا يقوم من مجلس- وإن خفَّ- حتى يستغفر الله عزّ وجلّ خمسا وعشرين مرة).. فإن حالة الإنابة والتوبة المستمرة إلى الله عز وجل،هي من صفات المؤمنين.
المصدر:الشيخ حبيب الكاظمي