الحضور في ساحة الإمام والقتال بين يديه ونصرته، يحتاج إلى لياقة من نوع خاصّ وإعداد متميّز. تتناسب مع طبيعة الأهداف الكبرى. عن الإمام الباقر عليه السلام: "فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره".1
ويمكن أن نرصد، ومن خلال الروايات والآثار طبيعة هذه المواصفات، ليتشرّف الإنسان بخدمة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف والقتال بين يديه.
كيف نكون من أنصار الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف ؟
يمكن أن نتلمّس مواصفات أنصار الحجّة من خلال الروايات التالية:
الفداء والطاعة
عن الصادق عليه السلام في وصف أنصاره عجل الله تعالى فرجه الشريف قال: "يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.. ينصر الله بهم إمام الحق".2
النشاط في العبادة والجهاد
ورد في الحديث: "رجال لا ينامون الليل، لهم دويّ في صلاتهم كدويّ النحل، يبيتون قياماً على
أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيّدها، كالمصابيح كأنّ قلوبهم القناديلُ، وهم من خشية الله مشفقون".3
تمنّي الشهادة
عن الصادق عليه السلام قال: "يدعون بالشهادة ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله".4
الالتزام بالنظام
ويشير إلى ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام من أنّه قال فيهم: "كأنّي أنظر إليهم والزيّ، والقدّ واحد، والحسن واحد، والجمال واحد، واللباس واحد، كأنّما يطلبون شيئاً ضاع منهم".5
الثبات على الأمر
عن الصادق عليه السلام أنّه قال: "ورجال كأنّ قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شكّ في ذات الله، أشدّ من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها".6
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "والله ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم، ولتمحصّن حتى يقال: مات، قتل، هلك، بأيّ واد سلك...".7
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ علياً وصيّي ومن ولده القائم المنتظر المهديّ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وللقائم من ولدك غيبة؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: أي وربي (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين)، يا جابر إنّ هذا أمر من أمر الله، وسرّ من سرّ الله، فإيّاك والشك، فإنّ الشك في أمر الله عزَّ وجلَّ كفر".8
الإخلاص والتسليم
سئل الإمام محمّد التقيّ عليه السلام: لمَ سمّي القائم؟ قال: "لأنّه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته. فقلتُ: ولمَ سمّي المنتظر؟
قال: لأنّ له غيبة يكثر أيّامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزيء بذكره الجاحدون، ويكذب فيها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون".9
الصبر على الأذى
عن سيد الشهداء عليه السلام: "أما إنّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب، بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ".10
الانتظار
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "أفضل العبادة انتظار الفرج".11
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "من مات منتظراً لهذا الأمر، كان كمن كان مع القائم في فسطاطه".12
وأنت أيّها العزيز انظر إلى هذه المواصفات العالية لأصحاب الإمام، ولنقس كم لدينا من نسبة مئوية إلى هذه الصفات، لا شكّ أنّ هؤلاء لم يحصلوا على هذه الصفات، ولم يتحلّوا بها، إلا بعد عمل دؤوب وكدّ وجهاد نفس ومعاناة، وإذا كانت الجائزة هي صحبة ونصرِة مولانا صاحب العصر والزمان، والمهر هذه الصفات فلا يغلو في سبيل ذلك ثمن.
• من كتاب هكذا قم هكذا كن مع الحجة نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية .
1- الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص260.
2- الحسن بن سليمان الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص213.
3- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة، ج52، ص308.
4- م.ن، ج52، ص308.
5- م.ن، ج52، ص308.
6- م.ن، ج52، ص308.
7- الطوسي (ت: 460هـ): الغيبة، تحقيق: عباد الله الطهراني، وعلي أحمد ناصح، منشورات مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، إيران، 4 الأولى 1411هـ، ص337.
8- القندوزي، ينابيع المودة لذوي القربى، ج3، ص297.
9- الصدوق - كمال الدين وتمام النعمة- الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة - إيران- الطبعة سنة 1405 هـ. - - ص 378
10- م.ن - ص 317
11- م.ن - ص 287
12- م.ن - ص 338