التربية العاطفيّة:
في الكلّيّات والأصول لا يوجد اختلاف في التربية العاطفيّة للفتيات والفتيان، ولكن من الناحية التطبيقية والعمليّة ينبغي أن يُبذل توجّهٌ أكبر نحو الفتيات. ففي تعاليم الإسلام تمّ التأكيد على إظهار المودّة للفتيات أكثر منها للفتيان؛ لأنّ حاجاتهنّ إلى المحبّة أكثر، وهذا الأمر يتمتّع بأهمّيّةٍ خاصّة إذا ما التفتنا إلى حساسيّة البعد العاطفيّ عند الفتيات ولطافة روحِهِنّ.
لقد أفرد المرحوم الشيخ الحرّ العاملي في كتابه وسائل الشيعة باباً تحت عنوان: "باب استحباب الرقّة على البنات والشفقة عليهنّ أكثر من الصبيان". وقد أورد باباً آخر هو: "باب استحباب إكرام البنت التي اسمها فاطمة وترك إهانتها".
وأيضاً: "باب استحباب طلب البنات وإكرامهنّ".
عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال: "من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور؛ فإنّه من فرّح ابنة فكأنّما أعتق رقبة من ولد اسماعيل، ومن أقرَّ عينَ ابن فكأنّما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله جنّات النعيم"
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "البنات حسناتٌ والبنون نِعمةٌ وإنّما يُثاب على الحسنات ويُسأل عن النّعمَةِ".
روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: "من عال ثلاث بنات أو مثلهنّ من الأخوات وصبر على لأْوَائِهِنَّ حتّى يَبِنَّ إلى أزواجهنّ أو يَمُتْنَ فيصرن إلى القبور، كنت أنا وهو في الجنَة كَهاتَيْن وأشار بالسَّبَّابة والوُسْطَى، فقيل يا رسول الله واثْنتَيْن، قال واثْنتَيْن، قيل وواحِدَةً، قال ووَاحِدَةً".
وعن الإمام الصّادق عليه السلام: "من عَالَ ابْنَتَيْنِ أو أُخْتَيْنِ أو عَمَّتَيْنِ أو خَالَتَيْنِ حَجَبَتَاهُ من النّار"
. ويجدر الإشارة إلى أنّه لا ينبغي أن يُقام بهذا العمل على نحو يظنّ الفتيان أنّ هناك نوعاً من التمييز وعدم الإنصاف؛ فيؤدّي إلى بروز دوافع الحسد في نفوسهم.
المصدر:من كتاب التربية الاسرية