إعتبر مجلس تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو "لم يقدم أية أدلة على انتهاك إيران للاتفاق النووي، الذي دخل حيِّز التنفيذ في أوائل العام 2016"، وذلك في إشارة إلى مزاعم نتنياهو الأخيرة عن وجود برنامج نووي سري لدى طهران. وأشارت الصحيفة إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت مرارًا التزام إيران بالاتفاق"، كما لفتت الصحيفة الى تأكيد المسؤولين الأمنيين الأميركيين هذا الأمر.
الصحيفة أشارت الى أن "نتنياهو أراد عبر استعراضه تحقيق ثلاثة أهداف، الأول يتمثل في محاولة تأكيده أن إيران تخادع، بغية جعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينسحب من الاتفاق وبدعم من الكونغرس"، أما الهدف الثاني بحسب الصحيفة فهو "توجيه رسالة الى طهران عن قدرة "إسرائيل" على اختراق اسرار ايران"، فيما الهدف الثالث يتمثل في "التفاخر بإنجاز استخباراتي كبير للموساد".
وتابعت الصحيفة إن "ارتفاع حدة التوتر في المنطقة يجعل من الحفاظ على الاتفاق النووي مسألة اكثر اهمية"، مشيرة الى ان بإمكان ترامب العمل مع الأوروبيين لمعالجة أمور مثل برنامج طهران للصواريخ البالستية، وتكثيف عمليات تفتيش المنشآت النووية، وغيرها من الأمور". وحذرت من أن "الانسحاب من الاتفاق سيجعل الأمور أكثر سوءًا".
إدارة ترامب تتواطأ مع الصهاينة بدوره، كتب ستيفن سايمن-الذي عمل كمدير لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بين عامي 2011 و2012، مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز"، وصف فيها مزاعم نتنياهو بـ"الغريبة".
وقال الكاتب "ثمة إجماع واسع، بما في ذلك الإدارة الأميركية، على التزام إيران بالاتفاق النووي، وأنها لا تقوم بإنتاج أسلحة نووية"، معتبرا ان "نتنياهو قدم استعراضه لان الولايات المتحدة هددت بالانسحاب من الاتفاق، وزعمت بأن الاتفاق النووي سياسي، وتنتهي صلاحيته مع نهاية ادارة اوباما السابقة".
كذلك أضاف الكاتب أن "نتنياهو وجه كلامه الاخير الى الكونغرس، لأن أعضاءه سيكون لهم دور في اي قرار حول اعادة فرض العقوبات على ايران"، موضحًا أن "تواطؤ إدارة ترامب مع "إسرائيل" من اجل التأثير على فهم الاميركيين لقضايا استراتيجية كبرى ينسجم مع نمط محدد".
أغناتيوس: للاستفادة من عرض نتنياهو في السياق نفسه، كتب دايفيد أغناتيوس مقالة نشرت في صحيفة "واشنطن بوست"، قال فيها إنه من الأفضل الاستفادة مما أسماه "الأسرار" التي كشفها نتنياهو حول أنشطة إيران في سبيل الضغط عليها، بدلاً من الانسحاب من الاتفاق النووي".
وأوضح الكاتب-المعروف بقربه من وكالة الاستخبارات الأميركية CIA- أن "العملية الاستخباراتية الإسرائيلية يجب أن تمهد لحملة أذكى لعزل إيران، وتشديد الاتفاق، وإدخال أوروبا وروسيا والصين في حملة مشتركة للحصول على اتفاق افضل"، وفق قول أغناتيوس. وتطرق الكاتب الى مزاعم مسؤولين صهاينة وأميركيين حول وجود معلومات لم يكشف عنها نتنياهو، وقال "إن التحدي بالنسبة الى ترامب هو الاستفادة مما قاله نتنياهو للحصول على اتفاق أكثر صرامة".
الكاتب حذر في الوقت نفسه من ان "قيام ترامب بالانسحاب من الاتفاق يحمل معه خطر عزل الولايات المتحدة، وليس عزل ايران"، وعاد وطرح فكرة الاستفادة من كلام نتنياهو، من اجل شن حملة ضغوط دولية عليها، بغية الحصول على ما وصفه بالاتفاق الافضل.
المصدر:موقع العهد الالكتروني