1- هل يعتبر إظهار العشق معصية؟
ج- العشق هو تعلّق القلب بشخص ما أو بشيء ما، وهو درجة عالية من الحبّ، وقد يرتقي هذا العشق إذا كان مصحوباً بالعفاف والطهارة إلى درجة يصير معها أمراً في غاية القدسيّة، سواء أكان المعشوق هو الله تعالى، أو المخلوق، كأن تعشق المرأة زوجها، وترتقي في عشقها له إلى درجة عالية، وهذا ممّا يدعو إليه الشرع، وفيه سعادة المرأة في الدنيا والآخرة.
أمّا إذا خرج العشق من دائرة العفاف والطهارة وتحكّمت به الغريزة الحيوانيّة فيدخل في مصيدة الشيطان وحبائله. وإذا أرادت الفتاة الزواج من شاب فلا مشكلة في حبّها له إذا كان ضمن الضوابط الشرعيّة، وراعت المسائل التالية: ترك النظر واللمس والكلام بطريقة غرائزيّة محرّمة، مع مراعاة الستر الشرعيّ. وعليها أن تكون محتشمة في علاقاتها معه. إذ إنّه ما دام لم يُجرَ عقد الزواج فهو لا زال كغيره ممّن يجب مراعاة الضوابط الشرعيّة معه.
2- تعرّفت إلى شابّ أصغر منّي بثلاث سنين، ويريدني أن أكون حبيبة له لمدّة معينة، لكنّني أشعر بالذنب، من فضلكم أرشدوني. ج- الحبّ الحقيقيّ هو رباط مقدّس- إذا كان في محلّه- لا مجال معه لأن يميل قلب الحبيب عن حبيبه. أمّا الحبّ الذي تتحدّث عنه الفتاة فإنما هو شهوة وغريزة، يريد الشاب من خلاله أن يشبع غرائزه مع الفتاة ثمّ يتركها.
زعموا أنّ شّاباً كان يلاحق فتاة، ويبثّها كلمات الحبّ والهيام، وهي تبعده عنها، لعلمها أنّه مخادع، وجلّ ما يريده هو إشباع شهواته ليس إلّا.
وفي يوم من الأيّام وعندما كان يعلن عن حبّه لها، أخبرته أنّ شقيقتها أجمل منها، وهي تقف خلفه، فنظر الشّاب وراءه فلم يجد أحداً، فقالت له الفتاة: هل رأيت؟ أنت لا تحبّني، لأنّك لو كنت تحبّني لما اشتغل قلبك عنّي ولو للحظة لكي ترى شقيقتي، وتركته.
لذلك نقول للأخت الكريمة إنّ ما تسأل عنه ليس حبّاً، بل هو شهوة بكلام جميل، فاحذري منه، وإذا كان فعلاً يحبّك فلتكن محبّته عبارة عن الإحترام والتقدير وليس لإشباع الغرائز.
المصدر: من كتاب ماذا تسأل الفتيات