هذه الأشهر فرصة كبيرة - شهر شعبان و شهر رمضان - إنها فرص كبيرة. الأدعية الواردة في هذه الأشهر تفتح الطريق أمامنا.
أنا وأنتم إذا أردنا أن نتحدّث مع ربنا سبحانه و تعالى و نطلب منه شيئاً، الحقيقة أننا لا نجيد ذلك بصورة صحيحة. وهذه الأدعية تعلمنا بأبلغ اللغات ما الذي نطلبه من الله تعالى وكيف نتحدّث معه. هذه المناجاة الشعبانية الشريفة والفقرات المبثوثة في هذا الدعاء من أوله إلى آخره، كل واحدة منها بحر من المعرفة.
بالإضافة إلى ذلك فهي تعلمنا كيف نتحدث مع الله وما الذي نطلبه من الله. «اِلهي هَب لي قَلبًا يدنيهِ مِنك شَوقُهُ وَلِسانًا يرفَعُ اِلَيك صِدقُهُ وَنَظَرًا يقَرِّبُهُ مِنك حَقُّه». لاحظوا، هناك ثلاث نقاط مفتاحية أساسية في هذه الفقرة القصيرة من الدعاء. هب لي قلباً يدنيه الشوق منك. ينبغي أن يكون هذا الشوق موجوداً في الفؤاد. تلوثنا بالماديات والمعاصي والأطماع والحرص يقتل هذا الشوق في قلوبنا. والأنس بالقرآن و مصاحبته و الأنس بالأدعية و النوافل و أداء الفرائض بشكل صحيح يثير هذا الشوق في القلوب ويؤججه. يدنيه منك شوقه. هذا الشوق يقرب القلب من الله. ولساناً يرفع إليك صدقه. اللسان الصادق والكلام الصادق. هذا الكلام الصادق يرتفع إلى الله: «اِلَيهِ يصعَدُ الكلِمُ الطَّيبُ وَ العَمَلُ الصّلِحُ يرفَعُه» (5).
الكلام الصحيح و الحديث الصادق و الكلام الصميمي، والكلام الذي لا تشوبه شوائب الماديات والأنانية وعبادة الهوى وما إلى ذلك، كلام يرتفع نحو الله.
«وَنَظَرًا يقَرِّبُهُ مِنك حَقُّه»، النظرة الحقة الحقيقية والنظر للأمور والقضايا بحقية ومن دون تحيز ومن دون نزوات وأهواء وطمع في الماديات والمكاسب، هب لنا النظر للأمور نظرة حق وبانحياز للحق وباتباع لخطى الحق، اجعلنا ممن ينظرون للأمور بهذه العين؛ عندئذ سيقترب القلب إلى الله.
لاحظوا أنها تعلمنا أسلوب التحدث مع الله، وتقول لنا ما الذي نطلبه من الله.
*كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه نواب البرلمان الإيراني في بداية السنة الرابعة من الدورة التاسعة لمجلس الشورى الإسلامي 27/05/2015