الإنسان الكامل:
تحدّث الإمام الراحل قدس سره عن شخصيّة الصدّيقة الكبرى بأنّها: "امرأة تضاهي جميع الرجال، امرأة هي مثال الإنسان.. امرأة جسَّدت الهويّة الإنسانيّة الكاملة"، وأشار الإمام قدس سره إلى تكوين نطفة السيدة الزهراء عليها السلام من شجرة الجنّة طوبى ممّا يجعلها حوراء من عالم الملكوت بقوله: "لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانيّة، امرأة ملكوتيّة، كانت إنساناً بتمام الكلمة.. نسخة إنسانيّة كاملة".
خصال الزهراء عليها السلام:
أكدَّ الإمام الخميني قدس سره على الخصال الحميدة التي كانت في سيدة نساء العالمين والتي أشار إليها بدل تعدادها بقوله: "إنّها المرأة التي تتحلّى بجميع خصال الأنبياء".
أمّ الأئمة:
يشير الإمام قدس سره في كلماته إلى دور السيدة الزهراء عليها السلام في تربية أبنائها العظام صلوات الله عليها وعليهم حيث يقول: "ربَّت في حجرة صغيرة وبيت متواضع أشخاصاً يشعّ نورهم من بسيطة التراب إلى عالم الأفلاك، ومن عالم الملك إلى الملكوت الأعلى صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التي تبَّوأت مركز شعاع نور العظمة الإلهيّة ودار تربية خيرة ولد آدم".
- إنّ جميع الأبعاد الكماليّة المتصوَّرة للمرأة، والمُتصوَّرة للإنسان قد تجلّت في فاطمة الزهراء سلام الله عليها. إنّها لم تكن امرأة عاديّة، بل كانت امرأة روحانيّة، امرأة ملكوتيّة، إنساناً بتمام معنى الإنسان، بكلّ الأبعاد الإنسانيّة، حقيقة المرأة الكاملة، حقيقة الإنسان الكامل، إنّها ليست امرأة عاديّة، بل موجود مَلَكُوتي قد ظهر في العالم في صورة إنسان، موجود إلهي جبروتي ظهر بصورة امرأة.
- كلّ الحقائق الكماليّة التي تتصوّر في الإنسان وفي المرأة تتجلّى في هذه المرأة.
- جميع خواصّ الأنبياء موجودة فيها.
- بتربية رسول الله صلى الله عليه وآله (...) وصلت إلى مرتبة تقصر عنها أيدي الجميع.
- "مسألة مجيء جبرائيل عليه السلام إلى شخص ليست مسألة عاديّة، لا تتصوّر أنّ جبرائيل يأتي إلى أيّ شخص، أو أنّ من الممكن أن يأتي، إنّ هذا بحاجة إلى تناسب بين روح ذلك الشخص الذي يأتي جبرائيل إليه وبين مقام جبرائيل الذي هو الرّوح الأعظم".. "هذا التّناسب كان قائماً بين جبرائيل الرّوح الأعظم، والدرجة الأولى من الأنبياء عليهم السلام، كرسول الله وموسى وعيسى وإبراهيم وأمثالهم".
إنني أعتبر هذه الفضيلة للزّهراء عليها السلام على الرّغم من عَظَمة كلّ فضائلها الأخرى أعتبرُها أعلى فضائلها، حيث لم يتحقّق مثلُها لغير الأنبياء، بل لم يتحقّق مثلُها لجميع الأنبياء عليهم السلام، وإنّما للطّبقة العليا منهم، ولِأعظمِ الأولياء الذين هم في رُتبتِهم، ولم تتحقّق لشخصٍ آخر. وهذه من الفضائل المختصّة بالصّدّيقة عليها السلام".
الزكية – بتصرف