عظمة الزهراء عليها السلام

عظمة الزهراء عليها السلام

عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ فاطمة الزهراء عليها السلام قالت له بأنّ الملائكة تأتي وتتحدّث معها وتقول لها بعض المسائل.

من كلام ولي أمر المسلمين السيد علي الخامنئي (دام حفظه) بمناسبة ولادة السيدة الزهراء (عليها السلام)

 "إنّ الإنسان كلّما فكّر وتدبّر أكثر في أحوال الزهراء الطاهرة عليها السلام يحتار أكثر، وحيرة الإنسان ليست ناجمة عن كيفية تمكّن هذا الكائن الإنساني من نيل هذه الرتبة من الكمالات المعنوية والمادّية في سنين الشباب وهي بالطبع حقيقة تثير الحيرة أيضاً بل من القدرة العجيبة التي استطاع الإسلام بها أن يبلغ بتربيته الرفيعة إلى درجة تُمكِّن امرأة شابّة كسب هذه المنزلة العالية في تلك الظروف الصعبة. فعظمة هذا الكائن وهذا الإنسان الرفيع تثير العجب والحيرة وكذلك عظمة الرسالة التي أظهرت هذا الكائن عظيم القدر وجليل المنزلة".

وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام انّه قال: "انّ فاطمة كانت مُحدَّثة" أي أنّ الملائكة كانت تنزل عليها وتأنس معها وتحدّثها. وهناك روايات عديدة في هذا المجال. وإنّ كونها محدّثة لا يختصّ بالشيعة فقط، فالشيعة والسنّة يعتقدون أنّه كان هناك أشخاص في صدر الإسلام أو من الممكن وجودهم كانت تحدّثهم الملائكة، ومصداق هؤلاء في رواياتنا هي فاطمة الزهراء عليها السلام .

وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام بأنّ الملائكة كانت تأتي فاطمة الزهراء عليها السلام وتتحدّث معها وتقرأ عليها آيات اللّه. وكما انّ هناك تعبير في القرآن حول مريم عليها السلام في الآية ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ﴾ فإنّ الملائكة كانت تخاطب فاطمة الزهراء عليها السلام وتقول: "يا فاطمة إنّ اللّه اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين".

ثمّ يقول الإمام الصادق عليه السلام في هذه الرواية بأنّ الملائكة في إحدى الليالي كانت تتحدّث مع فاطمة عليها السلام وكانت تذكر هذه العبارات، فقالت فاطمة الزهراء عليها السلام لها: "أليست المفضّلة على نساء العالمين مريم" فقالت الملائكة لفاطمة الزهراء عليها السلام: "بأنّ مريم كانت المفضّلة على النساء في زمانها وفاطمة مفضّلة على النساء في كلّ الأزمنة من الأوّلين والآخرين".

فأيّ مقام معنوي رفيع هذا؟ إنّ الإنسان العادي مثلنا لا يمكنه أن يتصوّر في ذهنه هذه العظمة والدرجة. وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ فاطمة الزهراء عليها السلام قالت له بأنّ الملائكة تأتي وتتحدّث معها وتقول لها بعض المسائل. فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام بأنْ تخبره عندما تسمع صوت الملك حتّى يكتب ما تسمع، فكتب أمير المؤمنين عليه السلام ما أملته الملائكة على فاطمة الزهراء عليها السلام وأصبح هذا كتاباً موجوداً لدى الأئمة عليه السلام اسمه (مصحف فاطمة) أو (صحيفة فاطمة). وقد جاء في روايات عديدة أنّ الأئمة عليهم السلام كانوا يراجعون (مصحف فاطمة) في مسائلهم المتنوّعة، ثمّ قال الإمام عليه السلام: "إنّه ليس فيها حلال وحرام، فيها علم ما يكون"، فأيّ علم رفيع هذا؟

وأيّة معرفة وحكمة ليس لها نظير هذه التي أعطاها اللّه تعالى لامرأة في سنيّ الشباب؟ هذا هو المقام المعنوي للزهراء عليها السلام.

إنّ حياة فاطمة الزهراء عليها السلام في جميع الأبعاد كانت مليئة بالعمل والسعي والتكامل والسمو الروحي للإنسان، وكان زوجها الشاب في الجبهة وميادين الحرب دائماً، وكانت مشاكل المحيط والحياة قد جعلت فاطمة الزهراء عليها السلام مركزاً لمراجعات الناس والمسلمين. وقد أمضت البنت المُعينَة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حياتها بمنتهى الرفعة في تلك الظروف، وقامت بتربية أولادها الحسن والحسين وزينب وإعانة زوجها علي عليه السلام وكسب رضى أباها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعندما بدأت مرحلة الفتوحات والغنائم لم تأخذ بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذرّة من لذائذ الدّنيا وزخرفها ومظاهر الزينة والأمور التي تميل لها قلوب الشابّات والنساء.

وكانت عبادة فاطمة الزهراء عليها السلام عبادة نموذجية، يقول الحسن البصري الذي كان أحد العبّاد والزهّاد في العالم الإسلامي حول فاطمة الزهراء عليها السلام بأنّ بنت النبي عبدت اللّه ووقفت في محراب العبادة الى درجة (تورَّمت قدماها)، ويقول الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بأنّ اُمّه وقفت تعبد اللّه في إحدى الليالي حتّى الصبح (حتى انفجر عمود الصبح).

ويقول الإمام الحسن عليه السلام انّه سمعها تدعو دائماً للمؤمنين والمؤمنات، وتدعو للناس وتدعو للمشاكل العامّة للعالم الإسلامي، وعند الصباح قال لها: "يا اُمّاه أما تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك، فقالت: يا بنيّ الجار ثمّ الدار". إنّ جهاد تلك المكرّمة في الميادين المختلفة هو جهاد نموذجي، في الدفاع عن الإسلام وفي الدفاع عن الإمامة والولاية، وفي الدفاع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي المعاشرة مع أكبر القادة الإسلاميين وهو أمير المؤمنين الذي كان زوجها.

 

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com